هذا الإنجاز جاء بمنزلة تتويج لجهود الفريق الذي قدّم مشروعًا مبتكرًا يهدف إلى مساعدة الجرحى والمكفوفين في مواجهة تحديات الحياة اليومية بعد فقدان حاسة البصر.
كما أطلق طلاب ثانوية حارة حريك الرسمية للصبيان مشروعهم المبدع “بصير” الذي حصد المركز الثالث عن فئة المشاريع في البطولة نفسها. وفي هذا الإطار، استعرض موقع العهد الإخباري أهمية هذه البطولة ودورها في تحفيز العقول اللبنانية نحو الابتكار والتكنولوجيا.
“بصير” و”البريل”: مشاريع لبنانية تدمج الذكاء الاصطناعي بخدمة الجرحى والمكفوفين
الطالب أمجد صولي، أحد المشاركين في مشروع “بصير”، أوضح لموقع “العهد” أن المشروع يهدف إلى خدمة الجرحى خصوصًا جرحى البايجر الذين فقدوا البصر خلال الحرب، عبر ثلاث خدمات رئيسية:
– تحويل النصوص المكتوبة إلى صوت مسموع، ما يُسهّل قراءة أي محتوى أمام الكفيف.
– تحديد العوائق أمام المستخدم والتنبيه إليها، بما في ذلك المسافة والمسار.
– المساهمة في تعزيز استقلالية الجرحى، خصوصًا جرحى “البايجر”، عبر وسائل تقنية إنسانية وفعالة.
وأكد صولي أن المشروع تطوّر رغم الشكوك الأولية، لكن الدافع الإنساني كان أقوى من أي تردد.
سميح جابر: تحفيز العقول الشابة وإحياء الأمل بالعلم
بدوره، أكد سميح جابر، أحد القيمين على تنظيم البطولة، أن ARC10 تمثّل منصة حيوية لنشر الوعي العلمي، وقال: “المسابقة تمثل فرصة ذهبية لتشجيع الشباب على الإبداع والتفكير النقدي، خصوصًا في مجالات مثل الروبوت والذكاء الاصطناعي… هذه ليست مجرد منافسة بل ساحة تحفيز لعقول لبنانية نيرة”.
وأضاف، أن 133 فريقًا من مختلف المناطق اللبنانية، من الروضات حتى الجامعات، شاركوا في المسابقة، ما يعكس تعطش الأجيال للعلم كطريق لمواجهة آثار الحرب.
دور المؤسسات التربوية: التحديات لا تلغي الحاجة للاستثمار العلمي
شدّد جابر على أن الإنجازات العلمية تحتاج إلى دعم مؤسسي حقيقي، وقال: “نحن بحاجة إلى المزيد من الاستثمار في التعليم والبحث العلمي لتحويل هذه المشاريع من نماذج أولية إلى حلول واقعية تُطبق في الميدان”.
ورأى أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يمثلان أدوات مقاومة لبناء مستقبل أكثر عدالة واستقلالية، خاصة في المجالات المرتبطة بإعادة تأهيل المتضررين من الحروب.
منطلق المشروع: التكنولوجيا تلتقي مع الجراح
مدرب نادي التكنولوجيا بثانوية المهدي (عج) – شاهد، محمد باقر سلامة، أوضح أن مشروع “البريل” (جهاز عرض النصوص الإلكترونية للمكفوفين) جاء انطلاقًا من معاناة الجرحى الذين فقدوا بصرهم، لا سيما جرحى “البايجر”، مشيرًا إلى أن الهدف كان ابتكار جهاز إلكتروني يعرض النصوص بلغة “البريل”، بما يساعد المكفوفين على استعادة القدرة على القراءة والتفاعل مع العالم.
تقنيات مبتكرة في خدمة الإنسان
بحسب سلامة، استخدم الفريق محركات ميكانيكية دقيقة لعرض النصوص بلغة “البريل” بطريقة إلكترونية، مع دمج تقنيات حديثة مثل:
– تحويل النصوص إلى كلام مسموع.
– تحويل الأصوات المسجلة إلى نصوص مقروءة.
وهذه الوظائف تجعل الجهاز متعدد الأبعاد، ومفيدًا ليس فقط للمكفوفين بل لكل من يعاني من إعاقات بصرية أو حركية.
آفاق المستقبل: من النموذج إلى التطبيق العملي
لفت سلامة إلى أن مؤسسة الجرحى أبدت اهتمامًا كبيرًا بالمشروع، وأثنت على إمكانياته التعليمية. وأكد أن العمل جارٍ على تطويره ليتمكن من عرض نصوص أطول، إلى جانب العمل على تطبيق إلكتروني متخصص يُسهّل الاستخدام.
وأضاف: “نحن نعمل على تطوير أدوات تواصل بين المكفوفين والعالم الخارجي عبر هذا الجهاز، ونتطلع إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم”.
نحو تفعيل رسمي وتوسيع الشراكات
حول التواصل مع الجهات الرسمية، أشار إلى أن الثانوية في طور التحضير لـ “مسابقة العلوم” التي تنظمها اللجنة الوطنية للبحث العلمي، وقال: “نحن على تواصل دائم مع مؤسسة الجرحى، ونطمح لتوسيع هذا التواصل ليشمل مؤسسات الدولة، كي يصبح المشروع جزءًا من الحلول الوطنية المستدامة”.
رسالة أخيرة: التكنولوجيا من أجل الإنسان
اختتم محمد باقر سلامة حديثه بشكر إدارة المدرسة على الدعم والرؤية، مشددًا على أن “المشروع لا يهدف إلى الربح، بل إلى خدمة أوسع شريحة ممكنة من المجتمع”، ومضيفًا: “نريد أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان، لا العكس”.
وقد حصدت أندية التكنولوجيا والروبوت في الأندية المدرسية في مدارس ومعاهد المهدي (عج) 6 مراتب أولى في مباراة Arc10 التي نظمتها جمعية كلمات والتي شارك فيها أكثر من 600 تلميذ من مختلف المؤسسات التربوية في لبنان توزعوا على 134 فريقًا.
وفي تفاصيل المراتب، حقق فريق ثانوية المهدي (عج) شاهد المرتبة الأولى عن فئة المشاريع العلمية من خلال اختراع جهاز عرض النصوص الإلكترونية للمكفوفين وبالأخص جرحى البايجر لتمكينهم من القراءة حيث حازوا على منحة تعليمية من جامعة USAL، كما حقق معهد الرسول الأعظم (ص) التقني المرتبة الثانية عن نفس الفئة من خلال تصميم روبوت لقياس تغيّر ميلان المسطّحات للمساعدة في كشف احتمالية سقوط المباني المتضررة من الحرب.
مصطفى عواضة