وذكر موقع الرسالة نت، أنه أدى إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى نفاد مخزون الدقيق في القطاع، بجانب شح شديد في المعروض السلعي بالأسواق، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة. ووفقا لتقارير فلسطينية، وصل سعر كيس الدقيق زنة 25 كيلوغرامًا إلى 1300 شيكل، مقارنة بـ 20 شيكلًا قبل الأزمة. وتضطر بعض العائلات لاستخدام الدقيق الفاسد المليء بالسوس والديدان، بينما يلجأ آخرون إلى طحن المعكرونة أو أعلاف الحيوانات لصنع الخبز.
ويعيش المواطن هيثم روحي، مأساة يومية مع أطفاله الأربعة، الذين لم يتناولوا وجبة كاملة منذ أيام، ويقتاتون على القليل من الماء وبعض الأعشاب التي يغليها الوالد في محاولة يائسة لإسكات الجوع. وقال هيثم: “أطفالي يسألونني عن الخبز والحليب، وأنا لا أملك شيئا، لقد نفد من خيمتي كل شيء، والأسواق خاوية والكميات القليلة المتواجدة على البسطات أسعارها خيالية”.
هيثم، الذي يسكن أحد أحياء مخيم جباليا في شمال غزة، كان يعمل سابقاً في أحد المصانع التي دمّرتها الحرب، واليوم لا يجد قوت يومه، أوضح أن المعابر مغلقة تماما والمساعدات “لا تصل إلينا وإن وصلت فهي لا تكفي سوى لأيام معدودة، لا توجد طحين ولا أرز ولا حتى العدس”.وختم حديثه: “لم أعد أفكر كيف أعيش، أفكر فقط: هل سيموت أطفالي جوعا أمام عيني؟ لم ننسَ بعد مجاعة العام الماضي هنا في شمال غزة”.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني شخص في غزة يعتمدون كليًا على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، مؤكدًا أن الوضع في القطاع على حافة الانهيار. كما أغلقت عشرات المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود اللازم لتشغيلها. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غزة، أولغا تشيريفكو، يوم الجمعة، إن الأطفال في غزة يبحثون في أكوام القمامة عن بقايا الطعام والوقود، داعية إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على إمدادات المساعدات إلى القطاع.