وُلِدَ الشهيد محمدرضا تورجي زاده في عام 1964م في أصفهان. لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من عمره عندما تم اعتقاله من قبل السافاك بسبب نشره الإعلانات وأشرطة خطب الإمام الخميني(قدس)، وتعرض للضرب عدة مرات. مع انتصار الثورة الإسلامية، بدأ نشاطاته الثقافية في مسجد ذكرالله، وتعرف على حزب الجمهورية الإسلامية.
في المدرسة، شرع بإقامة دعاء كميل، وبدأ في مدح أهل البيت(ع). ترك امتحانات السنة الأخيرة من الثانوية وذهب إلى الجبهة. فقضى فترة التدريب في معسكر «غدير» في أصفهان، وانضم إلى لواء النجف الأشرف الثامن.
مسيرته الجهادية
في البداية، شارك في عمليات محرم ضمن كتيبة لواء النجف الأشرف الثامن، ثم في عام 1982، تم نقله إلى لواء 14 الإمام الحسين(ع). في هذا اللواء، تعرف على الشهيد «محمدحسن هدايت»، وكان لشخصية هذا الشهيد تأثيرٌ كبير عليه. في 1984م بناءً على طلب قائد كتيبة الزهراء(س)، انتقل إليها وتولى منصب نائب قائد مجموعة «ذو الفقار». ثم شارك في العديد من العمليات منها: محرم، خيبر، بدر، وعمليات كربلاء 5، وأخر عملية شارك بها واستشهد فيها كانت «عمليات كربلاء 10».
عشق السيدة الزهراء(س)
قلما نجد هناك أصفهاني لا يعرف الشهيد محمد رضا تورجي زاده. سلوكياته العرفانية وسيرته جعلت الجميع يعرفونه كشهيد، عُرف بما لديه من حب كبير للسيدة فاطمة الزهراء(س)، وهذا الحب جعله يقطع مسار السير والسلوك بسرعة.وكان يقرأ في معظم مدائحه عن مصائبها. قال إنه سيستشهد في عملية يكون رمزها «يا زهراء (س)». أوصى بأن يُكتب على قبره: «يا زهراء (س)».
وقد جرح الشهيد خمس مرات، وكان كلما يتعافى تمامًا، يعود إلى الجبهة. وفي النهاية، استشهد هذا المجاهد الذي لم يكن يعرف الكلل في مرتفعات مدينة «بانه» في محافظة كردستان في إيران.
معراج السالكين
في عام 1987، دخلت كتيبة «يا زهراء (س)»بقيادة الشهيد محمدرضا تورجي زاده في عملية كان رمزها «يا زهراء (س)» .
في أحد الأيام، فجأة سُمعت أصوات انفجارات القذائف. أصابت قذيفة دقيقة خندق القيادة، أُخرج محمدرضا من الخندق، كان هناك جرح عميق في جانبه الأيسر. كما كانت ذراعه اليمنى مغمورة بالدماء.دفن الشهيد في مقبرة شهداء أصفهان بجانب رفيق دراسته وصديقه في الجبهة الشهيد «سيد رحمن هاشمي».