تلقّى رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء، اتصالا هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله العلاقات الثنائية وآخر المستجدات في المنطقة والعالم.
وقدّم الرئيس بزشكيان خلال هذا الاتصال شكره لروسيا، على المساعدة التي قدّمتها في مواجهة تداعيات انفجار ميناء “الشهيد رجائي”، كما قدم تهانيه لبوتين، بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى.
في السياق أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن بوتين ناقش مع الرئيس بزشكيان توسيع العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، بما في ذلك تنفيذ مشاريع كبرى في قطاعي النقل والطاقة.
وجاء في بيان الكرملين أن “الجانبين أوليا اهتماما خاصا لتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية ذات المنفعة المتبادلة، بما في ذلك من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة كبرى في قطاعي النقل والطاقة”.
وأعرب بوتين عن خالص تعازيه للرئيس بزشكيان، بضحايا الانفجار الذي وقع في ميناء “الشهيد رجائي”، في الـ28 من أبريل/ نيسان الماضي.
وأكد بوتين أن “روسيا مستعدة لتعزيز الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق عادل بشأن البرنامج النووي الإيراني”، مشيرًا إلى تقدم المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، في سلطنة عمان، حول البرنامج النووي الإيراني.
كما اتّفق الرئيسان على تكثيف العمل المشترك لتعزيز التعاون العملي بين البلدين وتنسيق السياسة الخارجية.
كما “تم بالتفصيل مناقشة القضايا المتعلقة بمواصلة تطوير التعاون الإيراني الروسي، على أساس معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، الموقعة خلال الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى روسيا، في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي”.
*تطبيق العدالة في المجتمع
كما أكد رئيس الجمهورية في كلمته خلال الإمام الرضا (ع) العالمي بدورته السادسة، مساء الاثنين، على ضرورة بناء أمة ومجتمع يتجلّى فيه نهج إمام الأمة، وقال: يجب أن نبني مجتمعًا يكون فيه العدل للجميع ولا ظلم لأحد.
وقال: “عندما يقول الله إن اللون والعرق والجنس ليست معيارًا للتفوق، وأن التقوى وحدها هي معيار القرب، فهذا يعني وضع معيار للبشر في هذا الصدد. المفهوم الذي أفهمه من التقوى المستندة إلى القرآن الكريم والأئمة عليهم السلام هو أن التقوى تعني العمل دون خطأ وفقط لنيل رضا الله. الشخص التقي هو من يتخذ قراراته دون خطأ ويعمل لمرضاة الله”.
وأكد الرئيس بزشكيان أن الله يصر على مراعاة العدل والإنصاف للجميع، وقال: إذا لم نتمكن من تطبيق العدل والإنصاف والكرامة والحق في المجتمع كما ينبغي، فإن المشكلة هي مشكلتنا، وليست مشكلة الشعب؛ يجب أن نصلح أنفسنا حتى نتمكن من تطبيق العدل والإنصاف من خلال العمل الصحيح القائم على التقوى.
واعتبر الدكتور بزشكيان أن سرّ بقاء الإمام الراحل في وجدان الناس يكمن في إلهام أقواله وسلوكه وأفعاله.
وأكد على ضرورة بناء أمة ومجتمع يتجلى فيه نهج الإمام، كما شدّد على ضرورة الالتزام العملي بمنهج أهل البيت (عليهم السلام)، قائلاً: إذا كان الإنسان في شك أو ريبة، فالمشكلة ليست في تعاليم هذه المدرسة، بل في ضعف سلوكنا وأدائنا الذي تسبب في هذا التمزق.
وأضاف: إذا أسفرت هذه اللقاءات عن وضع استراتيجيات وتوجيهات لنشر العدالة في المجتمع، بناءً على المنهج العملي للمعصومين (ع)، فسيكون ذلك مثمرًا.
وأضاف: “لقد عرّف الإمام الرضا (ع) الدين بالمنطق، وعلينا نحن أيضًا أن نخاطب الناس، وخاصةً جيل الشباب، بلغة العقل والبرهان، وأن نُظهر بأفعالنا سعينا إلى تحقيق الحق والعدل. وإن حدث ذلك، فلن أتمكن أنا، المسؤول، من الانحراف عن الصراط المستقيم”.
كما أكد الرئيس بزشكيان على ضرورة الوحدة في الأمة الإسلامية، قائلاً: “لو لم يكن هناك تفرقة بين المسلمين، هل كان الكيان الصهيوني ليجرؤ على الاستمرار في ارتكاب مثل هذه الجرائم؟ يجب أن نراجع أنفسنا ونتّخذ خطوات نحو توسيع نطاق الوحدة والتماسك والعدالة، سواء في بلدنا أو في العالم الإسلامي”.