السفير اليمني لدى إيران في مقابلة خاصة مع "الوفاق":

الحرب لازالت مفتوحة على كل الاحتمالات.. والعدو يستهدف كل أبناء الأمّة الإسلامية

خاص الوفاق: مازال اليمن يدكّ قلب الكيان الصهيوني بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة وصلت إلى عمق أماكن تواجد الاحتلال الصهيوني، ومازال يستهدف القطع البحرية الأميركية، بصواريخ وطائرات مسيّرة. كما تمكّن من إسقاط ٢٢ مسيّرة أميركية من نوع “MQ-9” التي يبلغ ثمن الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار. أما الصاروخ الفرط صوتي وسقوطه في مطار اللد "بن غوريون"، فقد جعل شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها إلى الكيان؛ بناءً على هذا، أصبح تهديد اليمن لـ"إسرائيل" بالحصار الجوي أمراً واقعاً، وبذلك تكون اليمن قد حاصر هذا الكيان، بحراً وجواً، مشترطًا فكّ الحصار عن غزة ليُفكّ هذا الحصار البحري والجوي عن أشرار هذا الكوكب الذين أثبتوا للعالم أنهم لا يفهمون إلّا لغة القوة. للحديث حول هذه التطورات، حاورت صحيفة "الوفاق" سفير الجمهورية اليمنية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأستاذ إبراهيم الديلمي، فيما يلي نصّه:

غيّر الإخوة في اليمن المعادلة ضدّ العدو الصهيوني عبر استهداف مطار اللد “بن غوريون” وفرض حصار جوي على العدو وقد حاول الصهاينة عبر الاعتداء على اليمن بإثارة هلع اليمنيين؛ لكنهم فشلوا بذلك. برأيكم ماذا يعني تغيير هذه المعادلة في ظل هذا العدوان الصهيوني والإدعاء بتحقيق أضرار في القوات اليمنية والعكس غير ذلك؟

 

في البداية، أرحب بصحيفتكم الغرّاء ومتابعيكم الأعزّاء وأوجّه تحية خاصة للإعلام المقاوم والإيراني على وجه الخصوص لتبني القضايا الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين وإفراد مساحات كبيرة من التغطية لأجل إيضاح صورة ما يدور في عالمنا العربي والإسلامي والتركيز بشكلٍ خاص على القضية الفلسطينية وإظهار الجرائم الصهيونية التي تُرتكب بحق المسلمين هناك وإبراز الانتصارات والإنجازات التي يحققها المجاهدون سواء في فلسطين أو في غيرها من ساحات هذا المحور المبارك.

 

في الحقيقة، منذ فترة أصبحت الساحة فيها نوع من الفتور وبدأ العدو الصهيوني يعتقد أنه حقق المزيد من الإنجازات التي يريد الحفاظ عليها وتكريسها وخاصة بعد تدخل الأمريكي في إسناده للعدو الصهيوني والذي قام باستهداف اليمن، تحت هذا العنوان ووفقاً لهذه السردية جاء العدوان على اليمن من الجانب الأمريكي إسناداً للعدو الصهيوني ولمنع اليمن من القيام بواجبه في إسناد الإخوة الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم حتى يرفع الحصار ويتوقف هذا العدوان على أبناء غزة، وكان الإسرائيلي والأمريكي يعتقد أنه حقق بعضاً من الأهداف التي كان يريدها وعلى رأسها إيقاف هجمات القوات المسلحة اليمنية باتجاه الكيان الصهيوني أو كسر القرار اليمني بمنع السفن الذاهبة إلى الكيان الصهيوني أو السفن الصهيونية من الإبحار في البحار الإقليمية اليمنية سواءً في البحر الأحمر والبحر العربي أو مضيق باب المندب، وهنا كانت المفاجأة التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية عبر إطلاق صاروخ باتجاه مطار اللدّ المسمى بمطار “بن غوريون” من أجل التأكيد أن القوات المسلحة اليمنية ماضية في قرارها إمتثالاً للإرادة الشعبية اليمنية التي تؤكد في مظاهراتها الأسبوعية على ضرورة استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة للإخوة في فلسطين وذلك الصاروخ أوقع العدو الأمريكي في المقام الأول في حرجٍ شديد خاصة بعد إدعاءاته، ومن أعلى المستويات وعلى لسان ترامب، أنه قد استهدف القوات المسلحة اليمنية وأضعف قدراتها، وبالتالي لم تعد تستطيع أن تشكل أي تهديد على الكيان الصهيوني، كما أربك الحسابات داخل هذا الصهيوني وجعل إنجازاتهم التي حققوها في مهب الريح باعتبار أن تلك الإنجازات هي إنجازات مؤكدة وقد تزول إذا ما قامت الأمّة بواجباتها في هذا المسار، هذا الاستهداف المستمر من قبل القوات المسلحة اليمنية للكيان الصهيوني يأتي تأكيداً على وحدة الساحات وعلى ضرورة انخراط أبناء الأمّة في هذه المعركة المصيرية مع عدوها الأول الكيان الصهيوني.

 

تبين للعالم كذب ما يروّج له الأمريكي وشاهد العالم ما جرى مع حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” وللطائرات والمسيّرات الأمريكية، وأنهم لم يستطيعوا الإضرار بنسبة واحد بالمئة من القدرات اليمنية وفق تصريحات القادة في اليمن. كيف تصفون هذه الإرادة والقوة اليمنية أمام هذه الهجمة الإعلامية الأمريكية في ظل الفشل الأمريكي؟

 

يجب أن نفهم أن اليمن اليوم يقدم نموذجاً للأمّة وأصبح شعلة الأمل لبقية أبناء هذه الأمّة في ضروره التحرك؛ لكن هذا التحرك اليمني وهذا الزخم من النشاط العسكري يأتي تلبية للمطالب الشعبية التي تعبر عنها المظاهرات الشعبية.

 

المسار الإعلامي المصاحب لهذا العدوان الأمريكي – الصهيوني – البريطاني على بلدنا يأتي من أجل إضعاف الروح المعنوية وصرف اليمنيين عن مثل هذه المؤازرة لإخواننا في فلسطين؛ لكن هذه الحرب الإعلامية المصاحبة والحرب النفسية المصاحبة للعملية العدوانية العسكرية على اليمن لم تفتُّ في عضد اليمنيين بدليل أن أبناء اليمن في تعبيراتهم المختلفة سواءً عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المتابعة اليومية للشأن العام اليمني والمزاج العام اليمني وعبر المظاهرات تؤكد أن اليمنيين ماضون في هذا المسار مهما كانت التضحيات لأننا نعتقد أن الحرب اليوم هي حرب وصراع إرادات في المقام الأول.

 

العدو عبر عدوانه وحصاره يريد أن يحول اليمن إلى عبرة للآخرين واليمنيون بصمودهم وتحديهم يريدون أن يتحول النموذج اليمني إلى نموذج ملهم لبقية أبناء الأمّة، فالصراع في جوهره صراع إرادات، صراع عسكري حاد وشرس ومفتوح على كل الإحتمالات، وكل طرف يبذل غاية ما يستطيع فيه؛ لكن عندما وجد العدو أنه وصل إلى طريق مسدود، خاصة بعد الجرأة والشجاعة التي أبدتها القوات المسلحة اليمنية عبر استهداف حاملات الطائرات والتصعيد المستمر باتجاه خيارات أخرى تجاه القوات الأمريكية التي يرهبها العالم.

 

اليمن هنا يقدم النموذج المطلوب ويؤكد هذه الحرب الإعلامية التي لجأ إليها العدو من أجل تعويض الجروح والكسور التي أصابت صورته فيلجأ من أجل ذلك إلى تعويضه بالعمل الإعلامي ومحاولة بث الهزيمة وكسر الروح المعنوية لدى أبناء الشعب اليمني عبر العمل الإعلامي؛ لكن هذا الإعلام وإعلام المقاومة إلى جانبه ساهم بشكل كبير في مواجهة هذه السردية الإعلامية المصاحبة للعمل العسكري من قبل العدو الأمريكي والصهيوني ومَن لفّ لفّه من منافقي العرب والعجم وساهم كذلك الإعلام المقاوم في إبراز روح التحدي والإنجازات العسكرية وفي منع السردية الصهيونية والرواية الأمريكية من السيطرة على المشهد الإعلامي العالمي.

 

اليوم كل الصحف العالمية والمحللين السياسيين العالميين بعد أن ثبتت اليمن ومَن وقف معها في محور المقاومة سرديتهم الإعلامية الخاصة بالانتصار للمظلومية الفلسطينية وإبراز الإنجازات التي صاحبتها عبر العمل العسكري أصبح كل هؤلاء الصحفيون والإعلاميون وكبريات وسائل الإعلام تدرك المأزق الذي وقعت فيه الإدارة والقوات الأمريكية المعتدية على بلدنا وخواؤها من أي إنجاز يعتد به، وخاصةً بعد أكثر من شهر و25 يوماً من بداية العمل العدواني العسكري، والذي أعلن فيه ترامب تحقيق إنجازات كبيرة والتي طالما تغنى بها هو ووزير دفاعه.

 

نجحت السردية الإعلامية اليمنية إلى حد كبير في مواجهة السردية الإعلامية المصاحبة للعدوان العسكري على اليمن وحققت إنجازاتها كما حقق الإخوة في القوات المسلحة اليمنية إنجازاتهم المتتالية، ولا زالت الحرب مفتوحة وإن شاء الله نحن ماضون في هذا المسار حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

 

كيف تقيمون تأثير الهجمات اليمنية على حركة السفن التجارية الصهيونية في البحر الأحمر؟ وما هي تأثيرات الهجمات اليمنية على مطارات الكيان؟

 

كما تعلمون فإلى جانب إستهداف عمق الكيان الصهيوني، حملت اليمن على عاتقها في قرارها التاريخي بمنع الملاحة الصهيونية من العبور في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر واستطاعت تحقيق ذلك في الفتره الأولى من عملية “طوفان الأقصى” على مدى أكثر من سنة وثلاث أشهر تقريباً، ثم جاء بعد ذلك الإتفاق الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية إضافةً إلى مصر وقطر الأمناء والشهود عليه بين الإخوة الفلسطينيين وبين الكيان الصهيوني، ثم بعد ذلك حصل نوع من الهدنة لمدة أقل من شهرين تقريباً، ثم عاود الكيان الصهيوني استهدافه، وهنا عاودت القوات المسلحة اليمنية منع مرور سفن الكيان الصهيوني من هذه البحار فجاء العدو الأمريكي من أجل إعاقة ومنع اليمنيين من تحقيق هذا القرار؛ لكنه مع البريطاني فشل بذلك.

 

وبالنسبة للأثر في البحر الأحمر، فكل المؤشرات الاقتصادية والخبراء الاقتصاديون يؤكدون على فعالية هذا القرار وأصبح مرفأ “الرشراش” المسمّى إسرائيلياً بـ”إيلات” متوقفاً عن الخدمة منذ ذلك التاريخ الذي قررت فيه القوات المسلحة اليمنية منع مرور الملاحة الصهيونية في المجرى الملاحي في البحر الأحمر وغيره، بعد أن حققت القوات المسلحة هدفها في منع سفن الكيان الصهيوني من العبور وبعد استهداف مطار اللدّ في اليومين الماضيين انتقلت القوات المسلحة اليمنية لتشديد الحصار على الكيان الصهيوني عبر منع الحركة الملاحية الجوية وقد نجحت العملية وأعلنت شركات الطيران الأجنبية التي كانت تسيّر رحلاتها إلى مطارات الكيان الصهيوني تباعاً وبشكلٍ مستمر إيقافها لعملياتها الملاحية وتسيير رحلاتها إلى مطارات الكيان الصهيوني، إذاً أصبح هذا الحصار يحقق نتائجه بشكلٍ كبير، ومَن يريد التحقق من ذلك يستطيع متابعة مسير حركة الملاحة البحرية والجوية.

 

فشل العدوان الأمريكي في محاولاته الهادفة لمنع قرار القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ قرارهم بتعزيز الحصار على الكيان الصهيوني.

 

يحاول البعض التقليل من فوائد العمليات اليمنية؛ ولكن المؤشرات وكل الإحصائيات تبين التأثير بشكلٍ واضح وأصبح العالم اليوم لا يستمع للرواية الأمريكية أو الصهيونية بعدم جدوائية العمليات، وأصبح المتابعون الذين يستطيعون الإطلاع على المسار الجوي والبحري دون الاستعانة بوسائل الإعلام يرونه واقعاً.

 

هل يتمكّن الأمريكان أو الصهاينة في ثني إرادة القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني في مواجهة هذا العدوان؟

 

لو كانوا يستطيعون لكانوا نجحوا بذلك سابقاً؛ لكنهم لم ولن يستطيعوا في ثني إرادتنا لأن موقفنا موقف محق ينطلق من أساسيات قناعاتنا الأخلاقية ويستند على روح القانون الدولي الذي تؤكده كل المواثيق الوضعية والسماوية والقائلة بوجوب وقوف الجميع في وجه العدو الصهيوني ومنعه عن الاستمرار في ارتكاب جرائمه المستمرة وعلى رأسها جرائم الإبادة الجماعية.

 

ما يجري في فلسطين جريمة على رؤوس الأشهاد يتابعها العالم كلّه بالبث المباشر من جرائم التجويع وحصار وعدوان لم يسبق له نظير على الإطلاق تستخدم فيه أفتك أنواع الأسلحة، وهنا لابدّ أن يكون للمسلمين والأحرار موقف وقرار في مثل هذه المعركة والتي لا أستطيع أن أسمّيها معركة وإنما هناك استباحة من قبل الكيان الصهيوني سواء في فلسطين أو في لبنان أو في سوريا وفي غيرها من الساحات، فالعدو الأمريكي ومَن لفّ لفّه لن يستطيع إيقاف هذه العمليات التي تستند في أساسها على الأخلاق والقانون والإرادة الشعبية اليمنية والتي تطالب القوات المسلحة اليمنية بالاستمرار بها، بل وبزيادتها لكي تتوّج برفع الحصار وإنهاء العدوان على أبناء فلسطين، وهذا قرار لا رجعة فيه والعدو الأمريكي فاشل ولم يستطيع أن يحقق شيئاً والدليل هو ما تلاحظون وما يتابعه الجميع.

 

يدّعي الأمريكان بأن لإيران دوراً رئيسياً في هذه الهجمات في محاولة للتقليل من جبهة الإسناد اليمنية، كيف تردّون على ما يروّج له الأمريكي؟

 

يتبنى العدو الصهيوني والأمريكي هذه الرواية في محاولة تجيير أي إنجاز لأي بلد عربي أو إسلامي باتجاهات أخرى غير حقيقية وغير واقعية، ولطالما أكد المسؤولون الإيرانيون على أن هذه الإنجازات والعمليات ينفذها أبناء الشعب اليمني وقواته المسلحة، وقبل ذلك أبناء لبنان وفلسطين وفي سوريا والعراق تأتي إنطلاقاً من واجباتهم الإسلامية والدينية وما يقومون به وفق قرارهم الخاص، مع التأكيد على أن مثل هذه الأفعال التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية وعمليات القوة الصاروخية والقوات البحرية هي محط فخر جميع المسلمين، وبالتالي لا مجال لمحاولة تسمية الأمور على غير حقيقتها وتوصيفها بغير واقعها.

 

اليمن اليوم في هذا الجهد ولا يخفي سراً، فقد أعلنا منذ عملية “طوفان الأقصى” أن هناك محوراً إسمه محور القدس والجهاد والمقاومة قد انخرط في مبدأ أصيل وحقيقي، معبراً عن وحدة الساحات وإسناد المجاهدين في فلسطين من أجل إيقاف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحصار عنها وساهمت كل ساحة بما تستطيع.

 

قدمت الساحة اللبنانية الغالي والنفيس وانخرطت في جبهة أساسية ولم تقدم أي جبهة مثلها، وكذلك الإخوة في جبهة العراق قدموا الشيء الكثير في إسناد فلسطين ومنع العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه، وكذلك فعل الإخوة في الجمهورية الإسلامية في عملية “الوعد الصادق الأولى والثانية”، وبالتالي صحيح أن ما يقوم به اليمن معبرٌ عن إرادته الشعبية وموقفه الإسلامي الحرّ المبدئي وانطلاقاً من إلتزاماته العربية والدينية؛ لكن أيضاً كل الشرفاء في هذا العالم يقفون إلى جانب اليمن بشكلٍ أو بآخر، كل الشرفاء يفتخرون بما يقدمه اليمن في هذا المضمار، وكما قلت لكم الحرب لازالت مفتوحة على كل الاحتمالات والعدو الصهيوني لا يستهدف اليمن فقط، بل كل أبناء الأمّة الإسلامية في مختلف الساحات حتى الدول التي ترتبط بعلاقات مع الكيان الصهيوني هي مستهدفة بالمقام الأول مثل بعض دول الطوق المحيطة بفلسطين، وأيضاً الدول التي تعتقد أنها في مأمن من المطامع الصهيونية فلديها حسابات خاطئة ولا حل أمام الجميع إلا بالضغط على الكيان الصهيوني واستهدافه حتى يرعوي ويكف عن هذه الأحلام التي يسعى لتحقيقها وتنفيذها على أرض المسلمين.

 

أشار سماحة الإمام الخامنئي في لقائه مع مسؤولي الحجاج الإيرانيين إلى موضوع الوحدة بين المسلمين، وأنها لو كانت موجودة لم نكن نرى جرائم العدو الصهيوني في فلسطين، كيف تقيمون أهمية هذا الموضوع؟

 

الوحدة الإسلامية هدف سام والإمام الخامنئي في إشارته إلى ضرورة التكاتف الإسلامي والتعاون لم يعد يشير فقط إلى سمو الهدف، وإنما إلى ضرورة هذا المسعى لأنه لا نجاة للمسلمين اليوم في ظل حالة الاستفراد والاستباحة التي يحاول العدو الصهيوني والأمريكي تكريسها إلّا بالوحدة وهي لم تعد مسألة ترفيه أو حاجه زائدة عن اللزوم، وإنما أصبحت حاجة ملحة وماسة وأساسية ولا نجاة للعالم الإسلامي اليوم إلّا بالوحدة، وإلّا فإن العالم الإسلامي اليوم هو المطمع الأول والهدف الأول لكل دول الاستكبار والاستعمار الذي بدأ يطل بقرونه من جديد على منطقتنا العربية والإسلامية، فالوحدة هي الهدف الأسمى والغاية التي سوف تكون السدّ المنيع أمام تغوّل العدو واستباحته بلداننا وشعوبنا.

 

نحن في محور المقاومة قد حققنا بشكلٍ أو بآخر هذه الوحدة؛ لكن المطلوب إلتحاق المزيد من البلدان والدول والشعوب الإسلامية بهذه الوحدة التي هي مبدأ إسلامي وبرهاني.

 

وهل لديكم كلمة أخيرة..

 

كلمة أخيرة أوجّهها إلى كل المسلمين الذين يتفرجون على ما يقوم به العدو الصهيوني ودول الغرب الكافرة والمتصهينة من عدوان على أبناء أمّتنا، وأقول لهم: متى ستتحركون أيها المسلمون؟! ها أنتم ترون الاستباحة في كل ساحات العالم الاسلامي، ماذا ستجيبون الله (سبحانه وتعالى) يوم القيامة يوم العرض الأكبر والعالم يشاهد أشلاء أبناء ونساء فلسطين ويشاهد هذا التجويع والتعطيش؟

 

هناك سؤال يجب أن يجيب عليه الجميع: ماذا سيكون موقفكم أمام الله (سبحانه وتعالى)؟ هناك آخرة وجزاء وحساب، ولا ينبغي أن تظل الأمور على ما هي عليه الآن، آن الأوان للجميع أن يتحرك وأن يعتصم بالله (سبحانه وتعالى) وأن يدرك الجميع مسؤولياته لأن هناك مؤاخذة سوف تكون في الدنيا لكل مَن تخاذل وصمت وتفرّج على هذه المجزرة الكبرى وعن هذه الجريمة النكراء وحرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء فلسطين والأمة الإسلامية.

 

 

المصدر: الوفاق خاص