منظمات إنسانية تنتقد السياسات الأوروبية اتجاه اللاجئين

جمعت منظمة الإغاثة شهادات 64 شخصاً تم إنقاذهم من البحر المتوسط بواسطة سفينة "هيومانيتي 1" بين أكتوبر 2022 وأغسطس 2024

تواصل الدول الأوروبية سياساتها المتشددة تجاه اللاجئين بل وتعمل على تصعيدها. وفي هذا السياق، أدانت منظمة الإغاثة “إس أو إس هيومانيتي” (SOS Humanity) في تقرير لها الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في البحر المتوسط، محمّلة الاتحاد الأوروبي المسؤولية عن هذا الوضع بسبب تفويضه عمليات المراقبة إلى دول خارجية. وتطالب هذه المنظمة غير الحكومية ببرنامج إنقاذ بحري بتمويل أوروبي.

 

بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لعمليات الإنقاذ البحري في البحر المتوسط، أدانت منظمة “إس أو إس هيومانيتي” غير الحكومية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين في تقرير نشرته.

 

في التقرير الذي نُشر مؤخراً من قبل هذه المنظمة الإغاثية، يصف ضحايا التعذيب والاتجار بالبشر والعنف الجنسي ما عانوه على أيدي خفر السواحل في بعض دول المتوسك خلال محاولاتهم للفرار. وانتقدت المنظمة الاتحاد الأوروبي باعتباره مسؤولاً جزئياً عن هذه الممارسات، حيث تزعم المنظمة أن الاتحاد يقوم بشكل متزايد بتفويض مراقبة الحدود إلى خارج أراضيه.

 

لإعداد تقريرها الحالي بعنوان “حدود (اللا) إنسانية”، جمعت منظمة الإغاثة شهادات 64 شخصاً تم إنقاذهم من البحر المتوسط بواسطة سفينة “هيومانيتي 1” بين أكتوبر 2022 وأغسطس 2024. كانوا قد سافروا إلى أوروبا من ليبيا أو تونس. في ليبيا، تعرض تقريباً جميع الناجين للاعتقال التعسفي، وأبلغوا عن نقص الرعاية الطبية والجوع والتمييز وعمليات الإعدام الجماعي. وتحدث آخرون عن العنف الجنسي والاتجار بالبشر. ونقل التقرير عن أحد الشهود قوله: “إنهم يبيعون الناس كما يباع الخبز”.

 

في وسط البحر المتوسط، وقعت حالات متكررة من الإعادة القسرية من قبل خفر السواحل الليبي والتونسي. وتم تعمد قلب قوارب غير صالحة للإبحار، مما أدى إلى غرق العديد من اللاجئين.

 

كما انتقدت منظمة “إس أو إس هيومانيتي” الاتحاد الأوروبي لـ”سياسة الاستعانة بمصادر خارجية”، حيث فوّض بشكل متزايد مسؤولية حماية اللاجئين ومراقبة الحدود إلى دول مثل تونس وليبيا. وانتقد التقرير عمل وكالات حماية السواحل في كلا البلدين، واصفاً إياه بأنه يشبه “شبكات الجريمة المنظمة”.

 

وجاء في التقرير: “غالباً ما تربطهم علاقات وثيقة مع نفس المهربين والمليشيات التي يدّعي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أنهم يريدون محاربتها”.

 

واستناداً إلى شهادات الشهود، طالبت منظمة الإغاثة الاتحاد الأوروبي بإنهاء تعاونه مع تونس وليبيا. ودعت بدلاً من ذلك إلى “برنامج إنقاذ بحري ممول ومنسق أوروبياً يحمي أرواح البشر”.

 

وصفت الأمم المتحدة مسار الهجرة عبر البحر المتوسط بأنه أكثر المسارات فتكاً في العالم. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، اختفى أو فقد 2333 مهاجراً حياتهم في البحر المتوسط العام الماضي.

 

وفي هذه الظروف، تواصل الدول الأوروبية سياساتها المتشددة تجاه طالبي اللجوء.

 

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة