إحتفظوا على آمال الأجيال الجديدة

2023-02-15

فاطمة صابر

من الأمور الطبيعية التي تجري في المجتمع ان الأجيال الجديدة وطلاب المدارس الإبتدائية والثانوية ينظرون الى النخب العلمية كأسوة وقدوة لحياتهم الشخصية وكما ذهب اليه علماء علم النفس أن أذهان الأطفال والمراهقين بمجرد رؤية شخصية علمية أو رياضية أو صناعية او ماشابهها تخلق صورة خيالية محترمة عنها وتتحسر على الوصول الى مستواها في مستقبل حياتهم ومن هنا یقول العالم النفسي سيغموند فرويد والذي لا أقتنع بكل ما قال في كتبه رغم أنّي أعتقد بهذا الكلام الذي قاله: إنّ المحرّك الرئيسي في حياة كلّ إنسان هو أمنيته للإرتقاء وتحسين مستواه وأن يكون أفضل من الآخرين. هذا الكلام قد ذهب اليه الكثير من علماء علم النفس نحو العالمين النفسيّين مازلو وآدلر.

هناك مسألة أخرى يطرحها علماء علم النفس وهي “الخلق التلقائي للأسوة عند الذهن” وهذا الأمر يعني أن ذهن الشباب والأطفال والمراهقين بمجرد رؤية إنسان موفق يتحسّرون ويغبطون هذه المكانة ويحاولون أن يصلوا إلى مستواه لأنّه كما قال سيغموند فرويد يتحرك بقوة محرك حبه للإرتقاء.

تخيّلوا أنّ في المجتمع تقدّر النخب العلمية وتحظى بمكانة إجتماعية وإقتصادية مناسبة ومحترمة فكيف لاتجعلهم أذهان الأطفال والشباب أسوة لهم يغبطون عليها. تقدير النخب العلمية وإكرامهم يدفعان الجيل الجديد الى بذل الجهد والإلقاء بالثقل للوصول الى مستواهم وحتى التفوق عليهم.

وعكس هذه القضية أيضا ثابت حيث إذا رأى الجيل الجديد النخب العلمية محتاجين الى أبسط الامور في معيشتهم ولا تتوفر لهم، يمتنعون عن الدراسة والممارسة في هذا المجال كما نحن نراه في بعض مجتمعاتنا. برأي الكاتب يجب على الحكومات الإسلامية أن تكرم النخب العلمية لا فقط لأنهم مفيدون للمجتمع بل لأنّهم هم الذين يصنعون آمال الجيل الجديد.

اليوم أصبحت مجموعة من الأطفال والشباب يتحسّرون على مكانة الأشخاص المشهورين في الفضاء الإفتراضي حيث إنّهم رغم عدم إفادة بعضهم لمجتمعاتهم، يُكرَمون ويُقدّرون في حين هناك آخرون يكادون ان يموتوا جوعاً ، هؤلاء الفلاسفة وغيرهم من العلماء الذين يضعون ويخططون لسكك مسير تقدم قطار المجتمعات.

اليوم نحن المسلمون وخاصة العرب أصبحنا نتحدث عن المخاطر التي يشكّلها هؤلاء المشهورون على الفضاء الإفتراضي من ترويج اللاثقافة الرديئة والجنسية ونشر الكراهية، هذا الوضع لا تحمد عقباه اذا لم نقدّر نخبنا العلمية وتعلّيم الجيل الجديد تقديرهم، عندها يصبحون  بلا تأثير على الشباب والشابات.

المصدر: خاص الوفاق