في ذكرى استشهاده

الإمام موسى الكاظم (ع) أيقونة كظم الغيظ

تولى الإمام موسى الكاظم (ع) منصب الولاية الإلهية لنحو 35 عاماً قضى معظمها في سجون الخلافة العباسية والمنفى.

2023-02-15

يصادف غداً الخميس الموافق لـ 25 رجب المرجب عام 1444 هـ.قـ ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع).

تميز الإمام موسى الكاظم (ع) بكظمه للغيظ، وبسعة الحلم حتى لقب بالكاظم، وأصبحت أشهر ألقابه، وذلك لحلمه الواسع، وصبره على ظلم الظالمين له، وعفوه عن المسيئين إليه، مما جعل بعضهم يتحولون إلى أصدقاء له بفضل سعة حلمه وعظيم صبره وكظمه لغيظه.

وتولى الإمام موسى الكاظم (ع) منصب الولاية الإلهية لنحو 35 عاماً قضى معظمها في سجون الخلافة العباسية والمنفى. واستشهد الإمام عن عمر 55 عاماً بسنة 183 هـ.قـ مسموماً على يد الخليفة العباسي هارون الرشيد ودفن في الكاظمية شمالي العاصمة العراقية بغداد.

من غرر أحاديثه لهشام بن الحكم

– ما بعثَ الله أنبياءهُ ورسُلهُ إلى عبادهِ إلّا ليعقلوا عن الله، فأحسنُهم استجابةً أحسنُهم معرفةً لله. وأعلمُهم بأمر الله أحسنُهم عقلاً. وأعقلُهُم أرفعهم درجةً في الدنيا والآخرة.

– لكلِّ شيءٍ دليلٌ، ودليلُ العاقل التفكُّر ودليل التفكُّر الصمتُ. ولكُلِّ شيءٍ مطيّةٌ ومطيَّةُ العاقل التواضع. وكفى بك جهلاً أن تركب ما نُهيتَ عنه.

– لا دينَ لمن لا مُروَّةَ له. ولا مُرُوَّة لمن لا عقلَ له. وإنّ أعظم الناس قدراً الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطراً، أما إنّ أبدانكم ليس لها ثمنٌ إلّا الجنّةَ، فلا تبيعوها بغيرها.

–  لو كان في يدك جوزةٌ وقال الناس: في يدكَ لؤلؤةٌ ما كان ينفعُك وأنت تعلم أنّها جوزةٌ؟ ولو كان في يدكَ لؤلؤةٌ وقال الناسُ: إنّها جوزةٌ ما ضرَّكَ وأنتَ تعلمُ أنّها لؤلؤةٌ؟

قصيدة رثاء

قال الشيخ موسى محيي الدين قصيدة رثاء في الإمام موسى كاظم الغيظ (ع)، جاء فيها:

يــــا كـــاظم الغيظ يـــا جد الجواد ومن

عـــمّت جمــــــيع بـــني الدنيا مكارمه

ومــــن غــــدا شرع خير المرسلين به

ســـــامي الــذرى وبه شيدت دعائمه

الحــــــق لـــولاك ما بــــانَت حقــــائقه

والشرع لـولاك ما قامت قوائمه

وفــــــيك يــــــنكشف الكرب العظيم إذا

جاشت علـــينا بلا جرم قشاعمه

إمـــــام حـق أبان الحــق وانــتــــشرت

أفــــعاله الغر مــــذ نيــــــطت تمائــــمه

فــــــعالم الـــــدين خـــير الناس عالمه

وكاظم الغيــظ خير الناس كاظمه

مــــولى غــــدا من رسول الله عنصره

أكرم به عنـــصراً طـابت جراثمه

بــــــه وآبـــــائه زان الــــوجود وفــي

أبــنائه الغرقــــــد شيدت مــعالـمه

مــــن أَمَّ مـــغناك يا أزكى الورى نسباً

لِــلازم كيـــــف لا تقضى لوازمه

فـــــيا خـــــليلي والخـــــل الخـــليل إذا

حبا الخـــــلــيل بـأسنى ما يلائمه

لا تــحــــــسبا كــــل شـوق يدّعى عبثاً

فـــالشــوق إن هـاج لا تخفى معالمه

ولا تـــلوما إذا مــــا رحــــت ذا كـلف

والدمع من مقلتي فاضت سواجمه

أنـــا المــشوق المـــعنَّى بازدياد حمى

موسى بن جعفر صب القلب هائمه

فعــــــلِّلا قـــــلبي العـــاني الضعيف به

فــــإن فــــي ذكره تقوى عزائمــه

المصدر: الوفاق/ وكالات