وزير التراث الثقافي يعرض خطة إيران الشاملة في اجتماع (D-8)؛

آفاق التعاون الثقافي والسياحي بين ايران والدول الإسلامية

في الاجتماع الرابع لوزراء السياحة من الدول الأعضاء في مجموعة (D-8)  الذي عُقد یومي 5 و6 مايو في القاهرة، طلبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال تقديم اقتراح استراتيجي، تنظيم مجاميع تخصصية بهدف تعزيز الاستثمار في مجال السياحة بين أعضاء هذه المجموعة.

باقتراح من وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في بلدنا وموافقة أعضاء مجموعة (D-8) ، سيُعقد أول مجمع استثمار السياحة (D-8) في عام 2026 في إيران.

 

في الاجتماع الرابع لوزراء السياحة من الدول الأعضاء في مجموعة (D-8)  الذي عُقد یومي 5 و6 مايو في القاهرة، طلبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال تقديم اقتراح استراتيجي، تنظيم مجاميع تخصصية بهدف تعزيز الاستثمار في مجال السياحة بين أعضاء هذه المجموعة.

 

في هذا الاجتماع، أكد سيد رضا صالحي‌امیري، خلال كلمته على أهمية تعزيز التفاعلات الاقتصادية الثقافية بين دول (D-8) من خلال تطوير البنية التحتية السياحية، وأشار إلى القدرات الواسعة لإيران والمنطقة، واقترح أن يُعقد أول مجمع استثمار السياحة (D-8)  في عام 2026 في إيران.

 

وقد لاقى هذا الاقتراح ترحيباً حاراً من أعضاء مجموعة (D-8)وتأكيداً من هذه المنظمة. وبذلك، تم الإعلان عن إيران كمضيف لأول حدث كبير للاستثمار السياحي(D-8)  في عام 2026.

 

يعتبر خبراء مجال السياحة هذا القرار نقطة تحول في مسار تعزيز مكانة إيران الإقليمية في مجال دبلوماسية السياحة وتوسيع التعاون الاقتصادي والثقافي في العالم الإسلامي. يمكن أن يسهم تنظيم هذا المنتدى في جذب استثمارات جديدة، ونقل التجارب الناجحة، وتحديد مشاريع مشتركة بين الدول الإسلامية، مما يخلق تحولاً دائماً في نظام السياحة الإقليمية.

 

إيران وباكستان تتطلعان إلى توسيع التعاون السياحي

 

 

ومن جانب آخر اعلن صالحي أميري، خلال لقائه مع المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني لشؤون التراث الوطني والثقافة «حذيفة رحمن» عن إعداد خارطة طريق للسياحة بين إيران وباكستان؛ مؤكدا على توسيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

 

وأشار صالحي أميري خلال هذا اللقاء إلى الترحيب الواسع الذي يحظي به الزوار والسياح الباكستانيون في إيران؛ قائلا: إيران هي البيت الثاني للشعب الباكستاني ولقد حشدنا حدودنا لتسهيل حركة الزوار الباكستانيين، وتم إنشاء مرافق مثل أماكن الإقامة والمطاعم على حدود ميرجاوه وريمدان.

 

واقترح صالحي أميري توقيع مذكرة تفاهم للتعاون السياحي لمدة 5 سنوات بين إيران وباكستان، موضحا: من الضروري إعداد خارطة طريق شاملة بمشاركة الحكومات والقطاع الخاص والوكالات وشركات الطيران والناشطين الإعلاميين ومؤكدا على استعداد بلاده لتوقيع هذه المذكرة في طهران أو إسلام أباد.

 

من جانبه، رحب «رحمن» بمقترحات وزير التراث الثقافي الإيراني؛ قائلا: نحن على استعداد لتلقي ومراجعة مسودة مذكرة التفاهم للتعاون من الجانب الإيراني، تمهيدا لتوقيعها النهائي.

 

وأشار إلى اهتمام الشعب الباكستاني الكبير بالسفر إلى إيران، خاصة لأغراض الزيارة؛ مردفا: إيران هي واحدة من أكثر الوجهات الدينية بين الباكستانيين والتعاون مع إيران يتيح لنا تعريف الشعب الإيراني بالمعالم الثقافية والطبيعية لبلدنا.

 

إيران تتطلع إلى تطوير العلاقات السياحية مع روسيا الاتحادية

 

 

ومن جهة اخرى أجرى صالحي أميري، على هامش الاجتماع حوارا خاصا مع وكالة «سبوتنيك» الروسية وتحدث فيه عن ضرورة الارتقاء بمستوى التفاعلات السياحية بين إيران وروسيا الاتحادية إلى مستوى الشراكة الستراتيجية، معلنا استعداد طهران لفتح فصل جديد في العلاقات السياحية مع موسكو.

 

وأكد صالحي أميري على أن روسيا تعد أحد الشركاء الرئيسيين والاستراتيجيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية على المستويات السياسية والفنية وخاصة السياحية، وأشار إلى المزايا التنافسية في القطاع السياحي للجمهورية الاسلامية؛ موضحا : تتمتع إيران بتنوع مناخي لا مثيل له، وإمكانات سياحية على مدار الفصول الأربعة، وتنوع في المنتجات السياحية التي تشمل السياحة البيئية والصحراوية والغذائية والصحية والتاريخية والثقافية، وهي على استعداد لاستقبال السياح الروس في إطار باقات احترافية وهادفة.

 

إيران رائدة في الحوكمة الذكية والدبلوماسية الثقافية

 

 

ومن جهة اخرى قدم صالحي أميري، خارطة طريق شاملة للتطوير في علاقات العالم الإسلامي عبر مسار السياحة؛ واصفا إيران بأنها «رائدة في الحوكمة الذكية والدبلوماسية الثقافية والاستثمار الحضاري البنّاء».

 

وأشار صالحي أميري إلى التطورات الجيو- سياسية وظهور التقنيات التحويلية مثل الذكاء الاصطناعي؛ مؤكدا على أهمية تشكيل نظام جديد بالاعتماد على العقلانية الإسلامية والحكمة الشرقية والابتكار التكنولوجي.

 

وتابع: إن عالم المستقبل هو ساحة تنافس للمفاهيم والروايات والحضارات، والشعوب التي يمكنها أن تنتصر في هذا التنافس هي تلك التي تستخدم الأدوات الناعمة مثل السياحة لتعزيز الهوية وتقوية التقارب وتوضيح الصورة الحقيقية عن نفسها.

 

وقدم صالحي أميري خلال هذا الاجتماع مبادرة تحت اسم «هلال القمر»، وهي خارطة طريق استراتيجية لتحقيق التضافر العملي وتعزيز الانسجام داخل الحضارة وتقوية الدبلوماسية الاقتصادية للدول الأعضاء في مجموعة الثماني النامية.

 

وأدان جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، قائلا: إذا كنا نعتبر السياحة ساحة لحوار الحضارات والسلام الإنساني، فإن الصمت أمام الجريمة هو خيانة لهذا المثل الأعلى.

 

وتابع : يجب أن نوصل صوت المظلوم إلى العالم بالأدوات الثقافية والدبلوماسية الناعمة؛ معربا عن تعاطفه العميق مع الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

 

 

 

المصدر: الوفاق