قالت أستاذة جامعة الشهيد بهشتي: “إن النموذج السلوكي للإمام الرضا (ع) هو نموذج جديد من التدين في عصره؛ نموذج جديد يتم فيه دمج التدين البصير مع التدين القائم على السلطة، حيث تصبح العبادة وسيلة للتكوين الذاتي، وتكوين الآخرين، وبناء المجتمع.”
أشارت إلى ذلك العضو في هيئة التدريس والأستاذ المساعد في كلية العلوم الدينية والديانات بجامعة الشهيد بهشتي، “مرضیه محصص”، وقالت: “الإمام علي بن موسى الرضا (ع) وفقاً لرأي المؤرخين المشهورين وُلِد في الحادي عشر من ذي القعدة عام 148 هجري في المدينة المنورة، وحضوره في إيران منذ قرون هو مصدر بركة وهدوء للإيرانيين، ومرقده ومقامه المنير هو ملاذ لكل من لا ملاذ له.”
وتطرقت إلى موضوع السلوك العلمي والدعوي للإمام الرضا (ع) في مواجهة مختلف الفئات وتأثير أسلوبه على الناس، قائلة: “في تاريخ التشيع، كل واحد من الأئمة المعصومين (ع) قد أظهر جانباً من السلوك الإلهي وفقاً للظروف التاريخية لفترة حياته وإمامته وفترة الإمام الرضا (ع) هي فترة استثنائية في هذا السياق، حيث كانت البصيرة ليست فقط فضيلة فردية، بل ضرورة تاريخية للحفاظ على الدين والهوية الشيعية.”
وأضاف: “عصر خلافة المأمون كان عصر صراع ثقافي وعقائدي وسياسي، وفي هذا السياق، حافظ الإمام الرضا (ع) على مكانة الإمامة من خلال سلوك بصير مدروس، وأدخل روحاً جديدة في الفكر الديني.”
وأرىف قائلا: “سلوك الإمام الرضا (ع) كان مصدر إلهام لليقظة والوعي الديني؛ بعبارة أخرى، عاش الإمام الرضا (ع) في زمن كانت فيه الأمة الإسلامية تواجه تحديات معرفية وسياسية متنوعة؛ من جهة، وكانت حكومة العباسيين تسعى لتعزيز سلطتها من خلال الاستفادة من النخب والشخصيات الدينية، ومن جهة أخرى.
واستطردت موضحة: “كانت المعتقدات الدينية للناس مهددة بشدة بسبب انتشار معتقدات متنوعة في المجتمع، فإن نشاط الإمام الثامن لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان نوعاً من البصيرة المنهجية، حيث اكتشف الإمام (ع) الظروف الاجتماعية وعمل على تثبيت المعارف الإسلامية والشيعية النقية.”