تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع استعداد واشنطن وبكين لعقد أول محادثات علنية رفيعة المستوى في سويسرا، في محاولة لكبح تصاعد التوتر التجاري الذي ألقى بظلالة على الاقتصاد العالمي.
جدلاً واسعاً أثاره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ما ألمح إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80% مشيرا إلى أن هذا الرقم يبدو مناسباً. يأتي ذلك قبل أيام من بدء المحادثات الاقتصادية المرتقبة بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسن ونائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فينغ في سويسرا بهدف احتواء تبعات الحرب التجارية التي استمرت لسنوات وأضرت بالنمو العالمي.
تصريحات ترامب الأخيرة ورغم طابعها غير الرسمي أثارت حالة من التفاؤل في الأسواق العالمية وعززت حالة من التفاؤل المشروب بالحذر لدى المستثمرين، خاصة بعد إشارات من مسؤولين أميركيين وصينيين بأن هناك رغبة متبادلة لخفض التصعيد. الاسواق العالمية استجابت بسرعة حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية، كما سجلت أسعار الذهب والنفط مكاسب لافتة، في دلالة على تحسن مزاج الأسواق.
وعلى الرغم من اللهجة الإيجابية أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفي أن خفض الرسوم لم يتم من جانب واحد وان على الصين تقديم تنازلات مماثلة، في المقابل شددت بكين على ضرورة أن تبادر واشنطن أولا إلى رفع الرسوم الجمركية، مؤكدة التزامها بحماية مصالحها الوطنية. من جهته أكد وزير الخزانة الأميركي أن الاجتماعات في سويسرا ستركز على خفض التصعيد لا على اتفاق شامل، ما يعكس توجهاً أميركياً مرحلياً لإعادة ترتيب العلاقات التجارية بشكل تدريجي.
بدورها رحبت منظمة التجارة العالمية بالمحادثات ووصفها بالخطوات البناء نحو تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، محذرة في الوقت ذاته من مخاطر استمرار التصعيد الذي قد يؤدي إلى تشرذم نظام التجاري العالمي وتباطؤ النمو الاقتصادي. الحرب التجارية بين البلدين تعود جذورها إلى السنوات الأولى من ولاية ترامب، حين فرضت إدارته التعريفات الجمركية صارمة بلغت نسبتة 145% على واردات صينية واسعة النطاق، وردت بكين بالمثل عبر فرض رسوم وصلت إلى 125% على عدد كبير من المنتجات الأميركية.
وقد تسببت هذه الاجراءات المتبادلة بتعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وإحداث تباطؤ ملحوظاً في حركة التجارة بين البلدين إلى حد وصف البعض هذه الرسوم بأنها تمثل حظرا تجاريا فعليا.