بدأت قصة النجاح عندما تولى ألونسو قيادة الفريق في موسم 2022-2023، وكان حينها ليفركوزن في المركز الـ17 بعد مرور 8 جولات من الدوري الألماني، خلفًا للمدرب جيراردو سيواني، مدرب بوروسيا مونشنجلادباخ الحالي.
وفي أول مؤتمر صحفي له، قال ألونسو: “أشعر بقدرتي على لعب دور مؤثر هنا وترك بصمة إيجابية. أرى أنني قادر على تطوير الفريق ونفسي. أنا سعيد جدًا بوجودي هنا، وأريد الآن البدء بالعمل”.
التحسن لم يتأخر، إذ استهل ألونسو مشواره بفوز ساحق (4-0) على شالكه، ورغم انتظاره 7 مباريات لتحقيق انتصاره الثاني، بدأ الفريق يتقدم تدريجيًا في جدول الترتيب.
بناء الزخم
استفاد ألونسو من خبرته مع مدربين كبار مثل بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو، مركزًا على بناء ثقة اللاعبين ومنحهم حرية اتخاذ القرار ضمن إطار تكتيكي.
وقال بعد عام من تعيينه: “شجعت اللاعبين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم داخل الملعب. الأمر لا يتعلق بتحويلهم إلى روبوتات، بل بمنحهم الحرية ضمن إطار منظم”.
وأنهى ليفركوزن موسمه الأول تحت قيادة ألونسو في المركز السادس، كما بلغ نصف نهائي الدوري الأوروبي. وعلى الرغم من بعض النتائج الصعبة، مثل الخسارة 1-5 أمام آينتراخت فرانكفورت، إلا أن الفريق حقق 13 انتصارًا و6 تعادلات في 26 مباراة بالدوري، محققًا 45 نقطة من أصل 78 ممكنة.
ميركاتو مثالي
اتخذ ألونسو قرارات حاسمة خلال سوق الانتقالات، حيث رحل موسى ديابي ونديم أميري، بينما عاد كالوم هودسون أودوي إلى تشيلسي، مما فتح الباب لتعاقدات ذكية قبل موسم 2023-2024.
ضم ألونسو مجموعة جديدة مثل “ناثان تاه، وجوناس هوفمان، وماتيج كوفار”، لكن الثلاثي “جرانيت تشاكا، فيكتور بونيفاس، وأليخاندرو جريمالدو” كان الأكثر تأثيرًا.
تشاكا أضفى توازنًا بين الدفاع والهجوم، حيث سجل بونيفاس 14 هدفًا وأصبح هداف الفريق، وأبدع جريمالدو في تنفيذ الكرات الثابتة ولعب دورًا تكتيكيًا محوريًا.
كما غيّر ألونسو خطة اللعب إلى 3-4-2-1، مما سمح لفريمبونج بالتقدم الهجومي، مستفيدًا من صلابة دفاعية بقيادة تابسوبا، هينكابي، وتاه.
تطور مذهل.. ولحظات حاسمة
وصل ألونسو إلى ليفركوزن بخبرة تدريبية محدودة، بعد 3 سنوات مع رديف ريال سوسيداد، لكنه تكيف سريعًا مع ضغوط التدريب.
وقال ألونسو في نوفمبر/تشرين الثاني 2023: “في عام وشهر، تعلمت الكثير عن القيادة في ظروف مختلفة، متى أضغط، ومتى أكون أكثر مرونة، ومتى أمنع الفريق من الاسترخاء”.
تطورت مهاراته التكتيكية أيضًا، وقال بعد بداية قوية لموسم 2023-2024: “لم نكن فريق استحواذ العام الماضي، كنا نعتمد على الهجمات المرتدة. هذا العام، طوّرنا أسلوبنا، وتحديث طريقة لعبنا جعلني مدربًا أفضل”.
وأُطلق على ليفركوزن لقب “Laterkusen” لبراعته في تسجيل الأهداف الحاسمة في اللحظات الأخيرة، بفضل أسلوب ألونسو القائم على الاستحواذ والمثابرة، الذي أرهق الخصوم.
هذا الأسلوب أنتج لحظات حاسمة في موسم 2024-2025، مثل الفوز على شتوتجارت في كأس السوبر والجولة 26 من الدوري الألماني.
إنجازات غير مسبوقة
وقاد تشابي ألونسو، باير ليفركوزن إلى إنجازات غير مسبوقة، أبرزها الثنائية المحلية التاريخية (الدوري وكأس ألمانيا) في الموسم الماضي.
ونجح ليفركوزن تحت قيادته في موسم (2023- 2024) في أن يصبح أول فريق في تاريخ البوندسليجا يتفادى الهزيمة طوال موسم كامل، كما توج بلقب الدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخ النادي.
وتصدر ليفركوزن ترتيب الدوري الألماني في موسم (2023- 2024) في 30 جولة من أصل 34 طوال الموسم، وهو رقم قياسي في تاريخ النادي، بحسب أرقام الموقع الرسمي للبوندسليجا.
ويعد ألونسو ثاني مدرب إسباني يتولى تدريب فريق في البوندسليجا، وذلك بعد بيب جوارديولا رفقة بايرن ميونخ.
ويبلغ معدل نقاط ألونسو 2,2 نقطة، وهو أفضل معدل نقاط لأي مدرب طوال تاريخ ليفركوزن، متفوقًا على جميع المدربين باستثناء مدربي بايرن ميونخ “كارلو أنشيلوتي، جوارديولا، هانز فليك، وفنسنت كومباني”.
كما يبلغ معدل تسجيل أهداف ليفركوزن تحت قيادته 2,2 هدف في المباراة الواحدة، وهو أفضل معدل أيضًا لأي مدرب طوال تاريخ ليفركوزن (205 أهداف في 92 مباراة).
ألونسو يتجاوز تاريخ ليفركوزن
وتوج ألونسو بثلاث بطولات رفقة ليفركوزن وهي البوندسليجا وكأس ألمانيا موسم (2023- 2024) والسوبر الألماني 2023، وهو أكثر من كل ألقاب النادي قبل وصوله والذي توج بكأس ألمانيا (1992- 1993) وكأس الاتحاد الأوروبي (1987- 1988).
ويعد ألونسو تاسع مدرب يتوج بلقب البوندسليجا كلاعب ومدرب، بعد فليك ونيكو كوفاتش وتوماس شاف وماتياس سامير وفرانز بيكنباور وفيليكس ماجاث ويوب هاينكس وهيلموت بينثاوس.
وحقق ليفركوزن رقم قياسي آخر خاص بالنادي بالفوز بـ10 مباريات متتالية بين الجولتين 20 و29 الموسم الماضي.
وعندما تولي ألونسو تدريب ليفركوزن في تشرين الأول/أكتوبر 2002، كان الفريق يحتل المركز 17 في جدول الترتيب، لينهي بعدها الموسم في المركز السادس، ولم يتراجع منذ ذلك الحين.
دفاع صلب.. وهيمنة خارج الأرض
ولم يستقبل ليفركوزن سوى 24 هدفًا في الموسم الماضي في البوندسليجا، وهو رقم قياسي للنادي.
ولم يخسر ليفركوزن في آخر 33 مباراة خاضها خارج ملعبه في الدوري، معادلًا الرقم القياسي لبايرن ميونخ (تحت قيادة أكثر من مدرب)، ليصبح ألونسو أول مدرب يحقق تلك المسيرة.
وتفادى ليفركوزن الهزيمة في 35 مباراة في البوندسليجا من الجولة الأولى الموسم الماضي وحتى الجولة الأولى من الموسم الجاري، وهو رقم قياسي للنادي.
ومن الأرقام القياسية التي حققها ألونسو لليفركوزن هي الفوز في 14 مباراة خارج أرضه في الدوري الموسم الماضي، وحصد 45 نقطة.
ألونسو بين الأساطير
كما حقق ليفركوزن رقم قياسي أوروبا في أطول سلسلة مباريات بدون هزيمة في جميع المسابقات والتي وصل إلى 51 مباراة (42 انتصار- 9 تعادلات).
وتبلغ نسبة انتصارات ألونسو 65%، ولا يتفوق عليه في تلك النسبة طوال تاريخ البوندسليجا سوى 4 مدربين وجميعهم رفقة بايرن ميونخ “جوارديولا (80%) وفليك (78%) وأنشيلوتي (73%) وكومباني (72%)”.
وسجل ليفركوزن 89 هدفًا في التتويج بلقب الدوري الموسم الماضي، وهو رقم قياسي للنادي.
وحصد ليفركوزن 90 نقطة في التتويج باللقب الموسم الماضي، وهو رقم قياسي للنادي وثاني أكبر عدد من النقاط يجمعه فريق في البوندسليجا بعد بايرن ميونخ بـ91 نقطة في موسم (2012- 2013).
وفي 138 مباراة على رأس القيادة الفنية لليفركوزن، حقق ألونسو 88 انتصارًا، 32 تعادلًا، و18 هزيمة، وسجل الفريق 311 هدفًا، واستقبل 149 هدفًا.
وجمع ليفركوزن تحت قيادة ألونسو 203 نقطة من 92 مباراة في البوندسليجا، ولا يتفوق عليه في هذه الفترة سوى بايرن ميونخ الذي جمع 204 نقطة.
ورغم خروجه من دوري الأبطال وكأس ألمانيا، واحتلاله المركز الثاني في الدوري هذا الموسم، لكن تأثير تشابي ألونسو العميق على كرة القدم الألمانية لا يمكن إنكاره، وقد ترك إرثًا سيظل خالدًا في تاريخ ليفركوزن.