واقترح بوتين بعد انتهاء الهدنة إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا يوم 15 مايو/ أيار في إسطنبول. وقال إن موسكو لم ترفض قطّ الحوار مع أوكرانيا، مضيفاً أن روسيا ترغب في إجراء محادثات جادة. ومنذ بدء الهدنة يوم الخميس، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكها بشكل متكرر.
وتعليقاً على اقتراح بوتين، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، بما قد يكون يوماً عظيماً للطرفين، مؤكداً أنه يعتزم مواصلة العمل مع موسكو وكييف للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب. وكتب ترامب على منصته تروث سوشال: “قد يكون هذا يوماً عظمياً لروسيا وأوكرانيا” من دون أن يحدد السبب المباشر لذلك قبل أن يضيف: “فكروا في مئات الآلاف من الأرواح التي ستُنقَذ مع اقتراب “حمام الدم” اللامتناهي هذا من نهايته.. سأواصل العمل مع الطرفين لضمان حصول ذلك”.
وفي المقابل، اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطوة بوتين “غير كافية”. من كييف، وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأهم أربعة من حلفائه الأوروبيين إنذاراً إلى روسيا، مطالبين بتنفيذ هدنة لمدة 30 يوماً دون شروط مسبقة تبدأ يوم غد الاثنين، وإلا فستواجه عقوبات جديدة.
وجاء الاقتراح خلال زيارة مشتركة رفيعة المستوى لكييف قام بها المستشار الألماني فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك. وأجرى القادة محادثات مع زيلينسكي وتحدثوا هاتفياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي محادثة وصفها وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيهيا بأنها “مثمرة”.
وفي الوقت ذاته، اتهم زيلينسكي بوتين بالتظاهر فقط بمراعاة وقف إطلاق النار في الأيام القليلة الماضية للاحتفال بالذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وقال زيلينسكي إن “الهجمات على الخطوط الأمامية مستمرة. والهجمات الروسية مستمرة. لم يتوقفوا عن استخدام القنابل الجوية ضد مواقعنا الأمامية والمجتمعات الحدودية”.
كذلك سجلت وزارة الدفاع الروسية انتهاكات يومية لوقف إطلاق النار من جانب كييف. ووفقاً للوزارة، كانت هناك عدة محاولات أوكرانية لاختراق الحدود إلى المناطق الروسية في كورسك وبيلغورود. وأضافت أن الجيش الروسي كان يرد فقط على الهجمات الأوكرانية. ولا يمكن التحقق من المعلومات التي قدمتها الأطراف المتحاربة بشكل مستقل في هذا الوقت. وتدافع أوكرانيا عن نفسها ضد روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ودعت الولايات المتحدة إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً للسماح بإجراء مفاوضات سلام. ومع ذلك، وضعت روسيا شروطاً، بما في ذلك وقف عمليات تسليم الأسلحة الغربية لأوكرانيا.
وقالت موسكو إنه يجب عدم السماح لأوكرانيا بتحقيق أي ميزة من وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم قواتها العسكرية. إلى ذلك، قال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف إن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تصدت لهجوم جوي روسي على المدينة بعد أن حذرت القوات الجوية من هجوم بطائرات مسيرة. وسمع شهود من رويترز دوي انفجارات في كييف بدت كأنها أنظمة دفاع جوي تقوم بعملها.