جلبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من خلال حضورها البارز والمؤثر في قمة وزراء السياحة لمجموعة البريكس في برازيليا، تجاربها الدائمة وسياساتها التحويلية وقدراتها الهائلة في مجال السياحة إلى الاهتمام العالمي. قصة حضارة تجاوزت الحدود وأصبحت نموذجًا للتنمية المستدامة وإعادة اختراع الدبلوماسية الثقافية في العالم.
انطلقت في برازيليا عاصمة البرازيل، قمة وزراء السياحة في مجموعة البريكس، باعتبارها واحدة من أهم المنصات لتشكيل نظام سياحي عالمي جديد، بمشاركة فاعلة من كبار المسؤولين من الدول الأعضاء.
وفي اليوم الأول من هذه القمة الدولية، حظيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمكانة بارزة في المناقشات الاستراتيجية للقمة من خلال تقديم صورة شاملة وملهمة لإنجازاتها في صناعة السياحة.
وفي هذا الحدث، ألقى سعيد خال، المدير العام لدعم وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية، ومصطفى فاطمي، المدير العام لتنمية السياحة الداخلية، بصفتهما الممثلين الرسميين للجمهورية الإسلامية الإيرانية، كلمات تستند إلى البيانات والاستراتيجية والخبرة، موضحين إنجازات البلاد على مدى عشر سنوات في مجال تطوير المنتجعات السياحية البيئية، وإنشاء شبكة وطنية من القرى السياحية، وتوسيع حدائق السياحة الطبيعية وتشكيل لجان متخصصة في السياحة الطبيعية.
وفي إشارة إلى وجود أكثر من 45 ألف قرية في البلاد ودور التخطيط الذكي في استقرار السكان الريفيين من خلال السياحة، تحدث الممثلون الإيرانيون عن إنشاء 4 آلاف مسكن سياحي بيئي وتوفير فرص عمل لأكثر من 15 ألف شخص في المناطق الريفية.
وأشاروا أيضاً إلى السياسات الناجحة في تطوير «حدائق السياحة الطبيعية» من خلال الالتزام بمبادئ التنمية المستدامة وإنشاء 18 حديقة نشطة في البلاد. وهو الإجراء الذي جعل إيران نموذجاً للسياحة المعتمدة على الطبيعة والمسؤولة في المنطقة.
وفي جزء آخر من الخطاب، تم تقديم تجربة إطلاق لجنة وطنية و31 لجنة سياحية بيئية إقليمية، وشبكة من الخبراء، وتقسيم الواجبات بين الحكومة والمؤسسات الخاصة والمحلية للحفاظ على التنوع البيولوجي، واستعادة الأنواع، وتعزيز الثقافة الأصلية، وتثقيف المجتمعات المحلية، كواحد من نماذج المشاركة الناجحة في إيران.
وقد وصف الممثلون الإيرانيون السياحة بأنها أداة للسلام والحوار بين الحضارات وبناء الهوية الثقافية، مؤكدين أن إيران، التي تتمتع بحضارة تمتد لآلاف السنين، رسمت مسارها المحلي والحضاري في التنمية السياحية المستدامة، بدلاً من مجرد اتباع النماذج الغربية. وقد لقي هذا المنظور الموجه نحو الحضارة ترحيبا واسع النطاق من قبل الحضور، وأثبت مرة أخرى مكانة إيران في تصميم الخطاب العالمي حول السياحة المسؤولة.
وحضر القمة ممثلون من روسيا والبرازيل والصين وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة ومصر والهند.
وباستخدام لغة المشاركة الإقليمية والتعددية، حاولت إيران تحييد الروايات المعادية لإيران من خلال الدبلوماسية الثقافية والروايات الواقعية حول قدراتها السياحية واتخاذ خطوات فعالة نحو تعزيز التقارب الثقافي بين بلدان الجنوب العالمي.
ومن الجدير بالذكر أن قمة البريكس، باعتبارها واحدة من أهم المؤسسات متعددة الأقطاب الناشئة في العالم، مع التركيز على الاستقلال الثقافي والتعاون الاقتصادي بين الدول المستقلة، تلعب دوراً هاماً في تشكيل مستقبل السياحة العالمية، كما أن الحضور الجوهري والهادف للجمهورية الإسلامية الإيرانية يدل على عزم جاد لتعزيز مكانة البلاد في الجغرافيا السياسية الثقافية ودبلوماسية السياحة العالمية.