رئيس الجمهورية، خلال لقاءه المفكرين والنخب الصينيين وأساتذة وطلاب جامعة بكين:

الأوضاع السائدة في العالم تتجه نحو رفض الأحادية

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية آية الله السيد ابراهيم رئيسي ان الحفاظ على السلام في قارة آسيا التي تعتبر قطبا للتغيرات العالمية هو ضرورة وليس خيارا، معتبرا السبيل الوحيد لمواجهة تهديدات اميركا وحلفائها هو الصمود والمقاومة.

2023-02-15

واضاف السيد رئيسي الذي يزور الصين في كلمة القاها في لقاء مع المفكرين والنخب الصينيين واساتذة وطلاب جامعة بكين، صباح يوم الاربعاء بالتوقيت المحلي للصين، ان العالم الجديد يتطلب نظاما جديدا يتم الترويج فيه للتعددية الحقيقية والتظافر الاقصى والتضامن والابتعاد عن الاحادية الى أبعد الحدود للوصول في النهاية الى نظام عادل يتحلى بالانصاف.

واشار رئيسي في كلمته الى تاريخ العلاقات بين ايران والصين قائلا ان الصين اصبحت عالميا عبر طريق الحرير التاريخي وهذه السعادة والرخاء استمرت عبر هذا الطريق التجاري في ايران التي لم تكن فقط اهم طريق في تسهيل التجارة والتعاون بين مختلف الشعوب بل هي كحبل ثقافي ربط بين مختلف المجتمعات طوال التاريخ.

وفيما أبدى رئيسي ترحيبه بمبادرة “حزام وطريق” الصينية قال انه عبر احياء هذه المبادرة في عالم اليوم فان الشعبين (الايراني والصيني) قد اكدا مرة اخرى على عزمهما الجاد لتحكيم صداقتهما والمضي بخطى ثابتة في طريق التنمية المتجانسة والشراكة الاستراتيجية من اجل بلورة مستقبل يمنح الأمل في تحقيق سعادة المجتمع البشري.

واضاف رئيسي ان عالما جديدا يتبلور وان النظام القديم يضمحل وان العالم الجديد يتطلب نظاما جديدا يتم الترويج فيه للتعددية الحقيقية والتظافر الاقصى والتضامن والابتعاد عن الاحادية الى أبعد الحدود للوصول في النهاية الى نظام عادل يتحلى بالانصاف.

وتابع : نظرا الى موقع القارة الاسيوية كقطب للتغيرات العالمية التي بدأت تظهر، فان الحفاظ على السلام وتدعمه في هذه البقعة الشاسعة ليس فقط خيارا بل ضرورة.

وأكد رئيس الجمهورية الاسلامية على ان قوة ايران هي قوة تصنع الأمن وان قدراتها الاقليمية تدعم السلام والاستقرار في الدول الاخرى، وهذه القوة تستخدم فقط عند مواجهة تهديدات القوى المتغطرسة، مضيفا بأن احد النجاحات الاستراتيجية للجمهورية الاسلامية الايرانية هو التغلب على التحديات الخارجية ومنها الارهاب والتطرف في غرب آسيا.

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الاميركية قال رئيسي ان الطريق الوحيد لمواجهة تهديدات اميركا وحلفائها هو الصمود والمقاومة، مضيفا بأن المقاومة وبالاضافة الى درءها للأخطار ستحول المخاطر الى فرصة للتقدم في حين لا يؤدي التراجع امام التهديد سوى الى الهزيمة.

*رفض الاحادية

واعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية ان الاوضاع السائدة في العالم تتجه نحو رفض الاحادية ورفض ما تقوم به اميركا وحلفائها في المنطقة والعالم لفرض الهيمنة على الشعوب والذي ينبذه الراي العام العالمي ويدينه.

ونوه رئيسي الى ان الهيمنة الثقافية والاقتصادية هي من الاساليب الحديثة لنظام الهيمنة من اجل السيطرة على الشعوب، وقال : يجب على الباحثين والمفكرين في الدول المستقلة اليوم ان يكونوا عيونا ترصد بدقة في الدفاع عن الثقافة والهوية الحضارية لبلادهم في مواجهة هجمات نظام الهيمنة.

واشار رئيس الجمهورية الاسلامية بأن ما يضع ايران والصين جنبا الى جنب هو الخلفية الثقافية والمواقف المشتركة في معارضة الاحادية ومناشدة الاستقلال ورفض فرض الهيمنة والرضوخ لها ، مضيفا ” ان لايران مقومات اقتصادية وثقافية وجغرافية هائلة وان تفعيل هذه المقومات والامكانيات يمكنه ان يساهم بقوة في نمو ورقي دول المنطقة وحتى القارة الآسيوية وتسطير المستقبل باسم القارة الآسيوية.

*العلاقات بين الدول المستقلة

واعتبر السيد رئيسي ان العلاقات بين الدول المستقلة تؤدي الى صنع انجازين هامين هما تبادل الامكانيات والقدرات وايضا ابطال مفعول التهديدات والحظر، وأضاف: ان الشعب الايراني صنع من التهديد والحظر الظالم فرصا كثيرة لنفسه وسجل نجاحات كثيرة في مسار تقدمه.

وتابع ” على سبيل المثال فان 90 بالمئة من الادوية التي يحتاجها شعبنا نصنعها في الداخل على يد باحثينا واخصائينا واصبحت ايران في المرتبة الـ 15 عالميا في الطاقات العلمية وحصلت على قدرات صناعية مختلفة تقدمت العديد من الدول بطلبات للحصول عليها.

*العلاقات الايرانية الصينية

وردا على سؤال لاحد الحضار حول آفاق العلاقات الايرانية الصينية قال السيد رئيسي ان علاقات التاريخية مع الصين تشهد تطورا وهناك مجالات عديدة مثل قطاع تصدير الطاقة وتبادل المنتجات وتويع دائرة التعامل بين الباحثين وتبادل الطلابالجامعيين وتنفيذ مشروع “حزام وطريق” لتعزيز العلاقات بشكل اكبر.

واشار رئيسي الى لجوء نظام الهيمنة الى التخويف من ايران والتخويف من الصين لمنع التظافر بين الدول المستقلة ، لكنه اضاف بأن لا مكان للأحادية في مستقبل العالم وان التعددية ستعم العالم وان بوادر ذلك ملحوظة من الآن.

ودعا رئيسي العلماء والنخب والطلاب الجامعيين الصينيين الى زيارة ايران وللاطلاع عن قرب على تطور الشعب الايراني الكبير.

*جامعة بكين تمنح رئيس الجمهورية شهادة أستاذ فخري

في سياق آخر منحت جامعة بكين شهادة استاذ فخري لرئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله السيد ابراهيم رئيسي. وأقيم حفل منح شهادة “أستاذ فخري” بجامعة بكين لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله سيد إبراهيم رئيسي بحضور رئيس وأساتذة وطلاب جامعة بكين.

وفي المراسم اعرب هاو بينغ، رئيس جامعة بكين عن سروره لحضور رئيس الجمهورية الاسلامية والوفد المرافق له في الصين وفي هذه الجامعة، قائلا: تقديرا لخدمات واجراءات رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية في اتجاه تعزيز وتطوير العلاقات بين إيران والصين، وكذلك الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، يُمنح شهادة “أستاذ فخري” بجامعة بكين.

 

المصدر: الوفاق