وتضمنت الوثائق الموقّعة بين كبار مسؤولي إيران وأوزبكستان المجالات التالية: البروتوكول الحكومي الدولي بشأن تنفيذ بنود إتفاقية التجارة التفضيلية بين وزير الصناعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير الاستثمار والصناعة والتجارة بجمهورية أوزبكستان، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الحجر الصحي والحفاظ على النباتات بين رئيس منظمة حماية النباتات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورئيس وكالة الحجر الصحي وحماية النباتات في جمهورية أوزبكستان، ومذكرة تفاهم تنص على تعاون البلدين في مجال توحيد مقاييس “تجارة الحلال” بين رئيس المنظمة الوطنية للمقاييس في إيران ورئيس وكالة التنظيم الفني في جمهورية أوزبكستان.
كما وقع النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الأوزبكي على خارطة طريق حكومية دولية مشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أوزبكستان للفترة من 2025 إلى 2027.
توطيد العلاقات مع دول الجوار والإقليمية
وصرّح النائب الأول لرئيس الجمهورية، خلال المنتدى التجاري بين إيران وأوزبكستان، والذي انعقد بحضور نشطاء اقتصاديين وممثلين عن القطاع الخاص من كلا البلدين: إن القواسم التاريخية والثقافية المهمة بين إيران وأوزبكستان تمثل رصيدًا هائلًا لتطوير العلاقات.
وأوضح بأن الأولوية الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تطوير العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.
وأكد أن تعزيز العلاقات الشاملة مع جمهورية أوزبكستان يحظى بأهمية خاصة بالنسبة لإيران؛ مضيفًا: أن حجم التجارة البالغ 500 مليون دولار بين البلدين في عام 2024 قابل للزيادة والتوسعة.
وأشار عارف، في جزء آخر من كلمته، إلى المفاوضات التي أجريت في العاصمة الأوزبكية بشأن رفع سقف التبادل التجاري إلى ملياري دولار، وأعرب عن شكره لاتجاه غرف التجارة والقطاع الخاص الجاد نحو تطوير العلاقات، مؤكدًا إن “مهمة متابعة تطوير العلاقات تقع على عاتق لجنة التعاون المشترك والناشطين الاقتصاديين، وقد تواجههم عوائق إدارية، ونحن على استعداد، إذا لم تستطع لجان التعاون المشتركة تذليل هذه العقبات، للتدخل عبر الحكومتين أو الهيئات التشريعية”.
وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى القواسم الثقافية والتاريخية الكثيرة والإرث الحضاري المشترك بين البلدين، وقال: ينبغي للقطاع الخاص في إيران وأوزبكستان أن يُقدّر الظروف الجيدة في العلاقات السياسية والثقافية، وأن يسعى لتطوير هذه العلاقات بناءً على الجذور التاريخية والثقافية الغنية بين البلدين.
وأضاف: شعبا إيران وأوزبكستان حينما تزور مدن الطرف الآخر تشعر كأنها في مدنها، وهذه فرصة ذهبية لرفع مستوى العلاقات السياسية إلى أعلى المستويات.
التبادل المتوازن
وشدد النائب الأول لرئيس الجمهورية على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بالتبادل المتوازن، وأضاف: لا ينبغي أن تكون العلاقات التجارية أحادية الجانب، وأهم ما في الأمر هو التعرف على إمكانات وقدرات الطرفين، إذ يمكن لاقتصاد البلدين أن يكمل أحدهما الآخر ويُلبي احتياجاته، وإن وُجدت عقبات مثل التسعير، فبفضل العلاقات الطيبة يمكن التغلب عليها، وستتدخل الحكومات إذا لزم الأمر.
وتابع: لا ينبغي لاختلاف الأسعار أن يكون عائقًا أمام التعاون، ومع التحولات الحاصلة سنشهد طفرة في العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأشار عارف إلى الحوافز الواردة في خطة التنمية السابعة بشأن الاستثمار، وأكد أن “الاستراتيجية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي استقطاب الاستثمار؛ وبالنظر إلى تسمية هذا العام بـ”عام الاستثمار من أجل الإنتاج” من قبل قائد الثورة، فإن استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة تتمثل في زيادة حجم الاستثمار من خلال الموارد المحلية ومن قبل الدول الصديقة ودول الجوار.
وفيما يتعلق باستراتيجية الإنتاج، قال عارف: نحن نعدّ الإنتاج موجّهًا لعدد 300 مليون نسمة ضمن الفضاء الحضاري المشترك في المنطقة، ويمكننا من خلال الانضمام إلى الإتفاقيات والمنظمات الإقليمية الكبرى اكتشاف إمكاناتنا المشتركة، وإن الاستثمار المشترك يُعد من أفضل الطرق لاستمرار التعاون، وينبغي تشجيع الاستثمارات الثنائية والمتعددة الأطراف.
وشدد على ضرورة إزالة العوائق التي تعترض طريق النقل والترانزيت لتطوير العلاقات، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل ممرًا جيدًا لربط الدول المجاورة والصديقة والمشتركة في الثقافة والحضارة للوصول إلى المياه المفتوحة، وهي الأنسب لدول آسيا الوسطى في هذا المجال.
وأشار عارف إلى أن إيران مستعدة لوضع إمكانيات ومرافق موانئها تحت تصرف دول المنطقة، بما في ذلك آسيا الوسطى، وأكد أنه “بوسعنا من خلال تعزيز التعاون أن نسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لكلا البلدين”.
وفي ختام كلمته ومع الإشارة إلى التشابه الكبير بين المدن الإيرانية والأوزبكية مثل سمرقند وأصفهان، قال: نأمل في الزيارات القادمة للوفد الأوزبكي رفيع المستوى أن تتاح لهم فرصة زيارة هذه المدن، ونحن على قناعة بأن السياحة المتبادلة بين البلدين ستُسهم إسهامًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الشاملة.
يذكر أن رئيس الوزراء الأوزبكي، عبدالله عارفوف، وصل بدعوة رسمية من النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا عارف، صباح الأحد (11 مايو) إلى مطار مهرآباد بطهران على رأس وفد رفيع المستوى، وكان في استقباله وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني.