الشيخ قاسم، قال في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين “السيد ذو الفقار”: “في الذكرى السنوية التاسعة للشهيد القائد السيد بدر الدين أعزّي وأبارك لعائلته الشريفة ولشعبنا، وأعزّي بالشهداء في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وإيران وفي كل مكان قدّم الشهداء في سبيل المقاومة”.
وذكّر بأنّ “السيد بدر الدين، منذ انتصار الثورة في إيران، كان من النشيطين جدًا في المحافل التي تُحيي هذا الانتصار” وبأنّ “السيد بدر الدين كان من أوائل الذين قاتلوا العدو “الإسرائيلي” عقب الاجتياح وأُصيب حينها”.
وأضاف “السيد بدر الدين قاد عملية أنصارية سنة 1997 وعاين مباشرة كل الخطوات التي قام بها المجاهدون في هذه العملية وهي العملية المشهورة”.
كما ذكّر الشيخ قاسم بأنّ السيد بدر الدين “عند شهادة السيد هادي ابن سماحة الأمين العام سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله رضوان الله تعالى عليه، نظّم تغطية مباشرة لهذه المناسبة، وكانت نموذجًا من الإطلالة الإعلامية المؤثّرة في ذاك الزمان”.
وتابع قائلًا: “كانت للسيد بدر الدين مهامه ومهابته في آنٍ معًا، كان يهتم بالإخوة علميًا واجتماعيًا وعلى المستوى الخاص أحبوه وارتبطوا به، ولا يخفى أنّه كان قائدًا حقيقيًا في الميدان”.
وأردف قوله: “نحن نواجه مشروعًا “إسرائيليًا” منذ سنة 1948 في المنطقة، أيْ لأكثر من 77 سنة، يستفيد من قوة عسكرية هائلة وتدعمه أميركا ودول الغرب بكل الإمكانات والطاقات والقدرات”، مشيرًا إلى أنّ “الهدف من هذا المشروع هو زرع في المنطقة استعماري يريد أنْ يتوسّع ليغيّر الشرق الأوسط الجديد”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “إسرائيل” حاولت خلال السنوات الماضية كثيرًا أنْ تقضم فلسطين تدريجيًا، في البداية أراضي 1948 وفي عام 1967 أراضي باقي فلسطين وبعض أراضٍ من الدول العربية”.
وأكّد الشيخ قاسم أنّ “غزة استطاعت أنْ تخوض معركة طوفان الأقصى من خلال قيادة حماس والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية والشعب الأبي المجاهد بكل أطيافه، واستطاعت أنْ تفضح هذا الكيان الغاصب الذي يعمل على الإبادة البشرية ويعمل على قتل البشر وتدمير الحجر وإعدام الحياة وقتل الأطفال”.
وقال: “كل ما نسمعه اليوم من الحرب على غزة هو في الواقع قتل للموجودين في الخيام من الأطفال والنساء والرجال وعموم الناس”.
وبيّن أنّ “(رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين) نتنياهو يريد أنْ يعدم الحياة في فلسطين المحتلة في غزة بالتحديد، من أجل إنهاء المقاومة وإنهاء المستقبل، ولم يتمكّن ولن يتمكّن حتى ولو أطال أمد الحرب”.
وفي ما يتعلّق بأطماع الاحتلال في لبنان، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ “هناك حالة قضم كانت تريدها “إسرائيل” في لبنان باتفاق 17 أيار عام 1983، ولكنّها لم تتمكّن”. وأضاف “استمرّت “إسرائيل” في الاحتلال وأنشأت “جيش لبنان الجنوبي” على قاعدة أنْ تتمكّن من القضم بطرق أخرى، لكنْ في عام 2000 حصل التحرير الكامل وخرجت “إسرائيل” ولم تتمكّن من القضم في لبنان”.
وإذ شدّد على أنّ “في 2006 لم تتمكّن “إسرائيل” فانتصر المقاومون في معادلة الجيش والشعب والمقاومة ومنعنا العدو من إمكانية القضم”، أكّد الشيخ قاسم أنّ “المقاومة منعت “إسرائيل” طوال 17 عامًا من أنْ تصنع شيئًا، وشهد الجنوب ولبنان ازدهارًا اقتصاديًا بسبب هذا الموقف”.
وتساءل الشيخ قاسم: “لو استطاعت “إسرائيل” أنْ تقضم تدريجيًا كل كم سنة قسمًا من لبنان، أين كان لبنان اليوم؟ وكيف أصبح وضع لبنان؟”.
واعتبر أنّ “المقاومة قدّمت في معركة أولي البأس صمودًا أسطوريًا للمقاومين ومنعت “إسرائيل” من التقدّم وتحقيق ما تريد”، قائلًا: “إنجازات المقاومة موجودة وحقيقية، لذا نحن نقول إنّ المقاومة مطلوبة وضرورية، والمقاومة خيار دفاعي ورؤية سياسية والمقاومة مرتبطة بتحرير الأرض والعزة الاستقلال والصمود وهذا ما ندعو إلى المحافظة عليه”.
وتابع قوله: “نحن بمنطق الحق نلتزم المقاومة ونستمر لندافع عن حقوقنا وأرضنا ومستقبلنا وعن شبابنا وعن أمتنا وعن أجيالنا”.
وجدّد الشيخ قاسم تأكيده على أنّ “لبنان قام بكل التزاماته ولكن “إسرائيل” لم تنسحب ولم توقف عدوانها”، محذّرًا من أنّ العدوان “الإسرائيلي” قبل أيام على منطقة النبطية وإقليم التفاح لعب بالنار، ولن يجعل “إسرائيل” تحقّق ما تريد”، منبّهًا إلى أنّ “هذا برسم الدولة اللبنانية لتتحرك بفعالية أكثر وبرسم رُعاة الاتفاق”.
وتوجّه الشيخ قاسم إلى “العدو ومن وراءه” بالقول: “لن نخضع للتهديدات والضغوطات وسنواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة وبحسب المرحلة، وإذا ظنّ البعض أنّ الكل ينقضّ علينا ليضغط بأساليب مختلفة لنتخلّى عن مقاومتنا وقوتنا من دون التنسيق التفصيلي مع الدولة اللبنانية في ما يتعلّق بحماية وقوة لبنان فهو واهم”.
وجزم بأنّ “لبنان يتجه اليوم نحو الاستقرار، ومن يعيق الاستقرار “إسرائيل” وعدوانها”. وقال: “فلتلتزم “إسرائيل” بما عليها في الاتفاق ونحن نتفاهم على المستوى الداخلي على كل التفاصيل ولا مشكلة بيننا وبين رئيس الجمهورية وبين مكوّنات الداخل”.
وخاطب الشيخ قاسم جمهور المقاومة قائلًا: “أثبتت التجربة في أولي البأس وما بعد وقف إطلاق النار أنّنا أقوياء في الميدان، ويمكن أنْ نمنع الاخطار وأهداف العدو. أنتم من يستعيد الأرض بثباتكم وأنتم مستقبل لبنان الواعد مع مقاومته وجيشه وشعبه”.
كما توجّه الشيخ قاسم إلى “من يخدم “إسرائيل” فقال: “خُدّام “إسرائيل” تاريخهم مظلم وفتنتهم دمّرت لبنان وأنتم بهذه الطريقة تسيئون إلى البلد”، مؤكّدًا أنّ “هناك أولويات هي وقف العدوان والانتهاكات والاحتلال والإفراج عن الأسرى”، مشددًا على أنّ “هذا أمر أساسي والدولة اللبنانية معنية بأنّ تضغط بكل إمكانياتها”.
وفي حين أعاد تأكيده على أنّ “إعادة الإعمار واجب على الحكومة”، طالبها بأنْ “تضعه في أول جلسة من جلساتها”.
وتطرّق إلى الانتخابات البلدية والاختيارية، فاعتبر أنّها “دلّت على حماسة اللبنانيين لبناء الدولة، وكنّا من أوّل المؤكدين على إجرائها في موعدها”، مضيفًا “هناك نجاحات حققناها بالتعاون مع حركة أمل في بلدات كثيرة خاصة في منطقة جبل لبنان عندما عملنا على التوافق”.
من جهة أخرى، هنّأ الأمين العام لحزب الله اليمن “بانتصاره على أميركا وبقائه شعلة للنور ودعمًا لفلسطين، وقد استطاع إرغام أميركا على أنْ توقف عدوانها واستمر في قناعته بضرب كيان العدو”.