“يديعوت أحرونوت”: فشل استثنائي للمستوى السياسي في “إسرائيل”.. الفجوة تتّسع مع أميركا

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في "تقدير" نشرته للكاتب آفي يسسخروف "على الرغم من أنه لا يتعلق بكارثة سياسية أو أزمة غير مسبوقة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، إلا أن حقيقة أن ممثلي الإدارة الأميركية توصلوا إلى اتفاقات بشأن إطلاق سراح عيدان ألكسندر من خلال مفاوضات مباشرة مع حماس تشير إلى اتساع الفجوة بين الجانبين. قرار الولايات المتحدة بعدم انتظار الجانب "الإسرائيلي"، والوصول فعليًا إلى صفقة مباشرة مع حماس رغم محدوديتها، يمثل دليلًا على الفشل الاستثنائي للمستوى السياسي في "إسرائيل". هذه المرة، لا يوجد حتّى مستوى أمني لتحميله المسؤولية. لقد طها نتنياهو (رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) الطبخة، ونحن جميعًا نأكل منها".

المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، آدم بوهلر، أبرز أكثر من أي وقت مضى حجم العبث، قائلًا: “بينما يتحدث عن الواجب الأميركي في تأمين إطلاق سراح جميع “المختطفين” (الأسرى)، يظهر نتنياهو وطاقمه في أعين غالبية “الجمهور الإسرائيلي” (المستوطنين) على أنهم يحاولون إفشال الصفقة بكلّ وسيلة ممكنة. وبالفعل، حاول نتنياهو، ومن المحتمل أنه سيحاول، تأجيل أو تعطيل أي صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع “المختطفين” (الأسرى) مقابل وقف إطلاق النار في غزّة. في المقابل، يبدو أن الرئيس ترامب مصمم جدًا على التوصل إلى صفقة كبيرة تشمل وقف إطلاق النار في غزّة وإطلاق سراح “المختطفين””.

وتابع الكاتب: “ظاهريًا، تناقض مصالح يعكس التوّتر بين الجانبين. ومع ذلك، إذا وافق نتنياهو على المقترح الذي قدمه ويتكوف ووافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد وإطلاق سراح جميع “المختطفين”، فهناك احتمال معقول أن تؤدي هذه الخطوة إلى تغيير تكتيكي في الشرق الأوسط، وربما حتّى تغيير الاتّجاه في الرأي العام بشأن نتنياهو. سيؤيد غالبية “الجمهور الإسرائيلي” (المستوطنين) خطوة تؤدي إلى إطلاق سراح “المختطفين” حتّى ولو كان ذلك يعني وقفًا مؤقتًا للقتال ضدّ حماس. كما سيتقبل “الجمهور” أيضًا صفقة سياسية أكبر تشمل تطبيع العلاقات مع السعودية. ولكن لتحقيق ذلك، سيتعين على نتنياهو تجاهل تهديدات بن غفير وسموتريتش بشأن تفكيك الحكومة، ويبدو أنه ليس لديه الرغبة في فعل ذلك. في هذه المرحلة، يفضل بقاء الائتلاف الحكومي على أي إنجاز سياسي كبير لـ”إسرائيل””.

 

وأردف الكاتب “قد تكون عملية عسكرية واسعة الآن مفيدة لنتنياهو سياسيًا على المدى القصير، للبقاء في السلطة، لكنّها بالتأكيد لن تساعد “إسرائيل” أو نتنياهو في الانتخابات المقبلة في تشرين الأول/أكتوبر 2026. مزيد من الجنود و”المختطفين” القتلى، وانتقادات دولية شديدة، وقتل الآلاف من الفلسطينيين الذين قد يكون البعض منهم أبرياء، وفي النهاية العودة إلى نقطة البداية: ستنسحب قوات “الجيش الإسرائيلي” من بعض المناطق في القطاع بسبب اعتبارات القوى البشرية والإرهاق، وستعود حماس إليها. يفهم رئيس الأركان والجيش “الإسرائيلي” ذلك، وربما حتّى نتنياهو يفهمه. طالما لم يتم إنشاء بديل حكومي لحماس في غزّة، ستستمر المنظمة في البقاء والعمل هناك”.

 

المصدر: العهد