على هامش زيارة آية الله رئيسي إلى الصين

تقارب إيراني – صيني؛ وثمار إقتصادية ملموسة

تصدير المنتجات الزراعية والسمكية ومنتجات الألبان الإيرانية أكثر عن ذي قبل إلى السوق الصينية التي يبلغ عدد سكانها 4/1 مليار نسمة

أشار وزير الشؤون الإقتصادية والمالية الإيراني إلى تفاصيل الاجتماع بين رئيسي إيران والصين، معرباً عن أمله في أن يؤدي هذا التقارب غير المسبوق إلى نتائج اقتصادية ملموسة في النمو الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين في السنوات المقبلة.

وصرح إحسان خاندوزي، الذي يرافق الرئيس الإيراني في بكين أمس الأربعاء، قائلاً: إلتقى الرئيس الإيراني الذي يزور الصين على رأس وفد حكومي رفيع المستوى، وبدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالرئيس الصيني؛ وخلال هذا اللقاء، أعلن رئيس جمهورية الصين الشعبية دعمه لسيادة إيران الوطنية، كما أعلن عن دعمه لعضوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في “بريكس” وفي الاتفاقيات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك شنغهاي، واعتبر أن إيران والصين ضحايا البلطجة والهيمنة الدوليتين.

وقال خاندوزي: في هذا اللقاء، دعا الرئيس الايراني إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكداً في الوقت نفسه على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الايرانية – الصينية. ومن جانب آخر، أعلن الرئيس الصيني عن دعمه لتنفيذ المشاريع الاستثمارية ذات الأولوية في إيران، كما دعا الى التعاون في مجالات مختلفة كالنقل والعبور وإحياء مشاريع الطاقة، وخاصة الطاقات الجديدة والمتجددة، والتبادل الثقافي والفني والزراعي بين البلدين، مؤكداً دعمه القوي لتنفيذ الوثيقة الإستراتيجية لمدة 25 عاماً بين إيران والصين.

وقال وزير الاقتصاد: نأمل أن يؤدي هذا التقارب غير المسبوق بين رئيسي البلدين إلى نتائج اقتصادية ملموسة في النمو الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين إيران والصين في السنوات المقبلة.

* إهتمام صيني بالمنتجات الإيرانية

من جانبه، أعلن وزير الزراعة الإيراني عن اهتمام الرئيس الصيني بالمنتجات الزراعية والصناعات الغذائية الإيرانية، وقال: ستصدر المنتجات الزراعية والسمكية ومنتجات الألبان الإيرانية أكثر عن ذي قبل إلى السوق الصينية التي يبلغ عدد سكانها 4/1 مليار نسمة.

وأشار جواد ساداتي نجاد، على هامش زيارة الرئيس الإيراني للصين، في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “إرنا”، إلى توقيع عدة وثائق تعاون مع الصين في مجال الزراعة، وأضاف: اليوم، تم التوقيع على ثلاثة وثائق في القطاع الزراعي، إثنتان منها تتعلقان بتصدير منتجات ألبان إيرانية إلى الصين وواحدة تتعلق بتصدير التفاح.

وفي إشارة إلى تصدير الحمضيات والعسل والمنتجات المائية في الحكومة الثالثة عشرة، قال وزير الزراعة: ستصدر المنتجات الزراعية الإيرانية إلى السوق الصيني الكبير بالاتفاقيات المبرمة والتراخيص التي تم إصدارها. وأكد على ضرورة توفير سوق للمنتجات الزراعية الإيرانية بسبب زيادة الإنتاجية في هذا القطاع، وقال: كما ورد أيضاً في خطابات الرئيس الصيني بأن السوق الصيني سوق مهم وأن هناك اهتماماً بالمنتجات الزراعية والصناعات الغذائية الإيرانية من قبل الصينيين نظراً إلى جودة المنتجات الزراعية الإيرانية. وأضاف: الاتفاق الذي تم التوصل إليه في القطاع الزراعي بين إيران والصين موضوع مهم تم تنفيذه بعد مفاوضات الأشهر القليلة الماضية، وهذه المفاوضات تدور حول المكننة وسلسلة القيمة، وأيضاً نحن مستعدون لاستثمار الصين في بلدنا في صناعات التحويل والمعالجة والتكنولوجيا.

واعتبر ساداتي نجاد تربية الأحياء المائية من القضايا المهمة في البلاد، وقال: هناك اهتمام من الصين في مجال الثروة السمكية والروبيان، وفي هذا الصدد تم التخطيط المنتظم بين البلدين. وأضاف: إنه تم تحقيق إنجازات جيدة فيما يتعلق بزراعة الأرز بالمياه المالحة، كما تم إجراء مناقشات حول البذور والبحوث في الصين، ونأمل أن تزداد العلاقة بين إيران والصين في هذا الصدد، وأيضاً يمكن تلبية جزء من احتياجات البلدين من خلال زيادة التعاون بين البلدين في مجال البذور والمكننة والتكنولوجيا وسلسلة القيمة والنباتات الطبية.

وأعرب وزير الزراعة عن أمله في إجراء مفاوضات ناجحة بين البلدين في مختلف القطاعات التنفيذية والتكنولوجية والزراعية، مؤكداً أنه في اليوم التالي سوف تجري مباحثات واجتماعات مع وزير الزراعة الصيني ورئيس أكاديمية العلوم الزراعية في الصين .وتابع: في القطاع الزراعي، بالنظر إلى حجم الأنشطة الزراعية في الصين ولسوق أكثر من مليار شخص في هذا البلد، نحن بحاجة إلى تطوير مستوى العلاقات والمفاوضات والتفاعلات، وبناء على ذلك يمكننا الحصول على دعم جيد من الصين في مجال الزراعة والثروة السمكية.

* بداية لتحول كبير

من جهته، اعتبر وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، إن الزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله ابراهيم رئيسي، مساء الاثنين الى بكين، من شأنها أن تشكل نقطة تحول كبيرة.

رضا فاطمي أمين، الذي يرافق آية الله رئيسي في هذه الزيارة، لفت خلال الاجتماع المشترك الذي عقد في بكين الأربعاء بحضور رجال الأعمال من كلا البلدين، الى أن ايران اتخذت تدابير دولية أكثر قوة خلال العام الماضي؛ بما في ذلك تطوير عضويتها في إتفاقيات إقليمية مثل شنغهاي وأوراسيا، كما على الصعيد الدولي رسخت علاقاتها مع العديد من دول العالم. وأضاف: ان ايران والصين، خلافاً لبعض الدول التي لا تمتلك الكثير من الخبرات والطاقات، لديهما خبرات وقدرات وفيرة، وبما أتاح لكلا البلدين المضي في العديد من التخصصات، كما حققا إنجازات ملحوظة لحد الآن.

وأكد وزير الصناعة على ضرورة تعزيز العلاقات السابقة بين طهران وبكين، متطلعاً بأن تسهم زيارة الرئيس الايراني والوفد رفيع المستوى المرافق له، في توسيع نطاق التعامل بين الشركات الايرانية ونظيراتها الصينية.

ومضى فاطمي أمين قائلاً: ان التعاون بين الشركات الايرانية والصينية يشكل منعطفاً على صعيد العلاقات بين البلدين.

وتم التوقيع على حوالي 20 وثيقة تعاون اقتصادي بين البلدين بحضور الرئيسين الإيراني والصيني، 4 منها وقعها وزير الاقتصاد الايراني نيابة عن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

المصدر: وكالات