حسب محلّلين سياسيين واقتصاديين، إن اليمن لديه رؤية استراتيجية لتعطيل الملاحة الجوية في فلسطين المحتلة، بعد النجاح في حظر الملاحة البحرية التي ألحقت أضراراً جسيمة بالموانئ الصهيونية والاقتصاد الصهيوني.
ووفق رؤية المحلّلين أن العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة التي استهدفت عمق الأراضي المحتلة جاءت بعد هزيمة أمريكا في البحرين الأحمر والعربي.
وأشارت وسائل إعلامية إلى أن تزامن إطلاق الصواريخ اليمنية مع وجود ترامب في المنطقة، وزعمه بتدمير قدرات اليمن العسكرية، حمل رسالة سياسية واستراتيجية وعسكرية قوية، مؤكدةً أن اليمن يتصدر المشهد العسكري في المنطقة.
*استهداف العمق الصهيوني بصواريخ باليستية
نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّدّ، المعروف صهيونيا بـ”مطار بن غوريون”، في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، بحسب ما أعلنته القوات المسلحة اليمنية.
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن الصاروخ حقق هدفه بنجاح، وأجبر ملايين الصهاينة المحتلين على الهروب إلى الملاجئ، وتسبب في وقف حركة الملاحة في المطار لما يقارب الساعة. ويُعدُّ هذا الصاروخ الثالث خلال أقل من 24 ساعة.
وفي وقت سابق من ليل الثلاثاء، نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت مطار اللد بصاروخ باليستيٍّ من نوع ذو الفقار.
وأشار العميد سريع إلى أنَّ عمليات القوات المسلحة اليمنية تهدف إلى وقف العدوان على إخواننا الصامدين الصابرين في قطاع غزة، ووقف حرب الإبادة، ووقف المجازر المستمرة بحقهم حتى هذه اللحظة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.
*اليمن تؤكد على استمرار العمليات ضدّ الصهاينة
كما جددت القوات المسلحة اليمنية تأكيدها أن هذه العمليات مستمرة ولن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها. وتهيب بجميع أبناءِ الأمة بالوقوف المشرف رفضا للإبادة الجماعية بحق إخوانهم، ورفضا للتجويع والحصار.
الضربات التي طالت مطار “بن غوريون” ثلاث مرات خلال أقل من 24 ساعة، حملت دلالات أمنية وسياسية عميقة، في ظل نجاح اليمن في فرض شبه حظر جوي على الكيان الإسرائيلي، بعد أن تمكن سابقاً من شل حركة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي. ويرى مراقبون أن هذا التحول الاستراتيجي يحمل انعكاسات مباشرة على قدرة الاحتلال على التواصل مع العالم الخارجي، ويهدد مكانته كبوابة اقتصادية وأمنية في المنطقة.
واستمرار العمليات اليومية ضد العمق الصهيوني كشف بوضوح عن قدرة صنعاء على تجاوز الحصار والتصعيد الأميركي الصهيوني، وتحويل الضغط إلى فرصة لتعزيز موقعها في معادلة الإقليم.
واللافت أن اليمن لا يزال يمارس عملياته ضمن قواعد واضحة، مع توجيه إنذارات متكررة لشركات الطيران الدولية بعدم الهبوط في مطارات الاحتلال، في وقت تتجاهل فيه بعض تلك الشركات التحذيرات.
*الضربات اليمنية تمس البنية التحتية الاقتصادية للكيان
هذا وباتت الضربات اليمنية تمس البنية التحتية الاقتصادية للكيان، حيث تضمّن بنك الأهداف مواقع حيوية كمنطقة “حيفا”، والمفاعلات النووية، ومطارات رئيسية. ويعكس هذا التوسع النوعي اتساع الرقعة الجغرافية المستهدفة، والقدرة الاستخباراتية الدقيقة في تحديد مواقع التأثير القصوى على العدو.
في هذا السياق، تشير معطيات ميدانية إلى أن العمليات اليمنية تساهم في تقويض الأساس الوجودي للمشروع الصهيوني، من خلال زعزعة الأمن الداخلي، وشل قدرة الاحتلال على المناورة العسكرية والسياسية. كما أن الاستنزاف الاقتصادي والاجتماعي بات ملموساً، وسط اعترافات صهيونية بتراجع الثقة بمنظومة الردع، وقلق متصاعد لدى الصهاينة.
تأتي هذه التطورات في ظل حالة من الإرباك يعيشها كيان الاحتلال على صعيد إدارة الحرب والملف التفاوضي مع حركات المقاومة في غزة. إذ باتت صنعاء تمثل عنصراً مركزياً في مشهد الإقليم الجديد، ليس فقط كقوة ردع عسكري، بل كفاعل جيوسياسي يسهم في إعادة صياغة موازين القوى من البحر الأحمر حتى عمق فلسطين المحتلة.
*الحوثي: استقرار المنطقة رهن وقف الدعم الأميركي للإجرام الصهيوني
من جهته حذّر عضو المجلس السياسي الأعلى، السيد محمد علي الحوثي، العدو الأميركي من أي عدوان جديد على اليمن، مطالبًا واشنطن بوقف دعم الإجرام الصهيوني كشرط أساسي لإزاحة الخطر عن المصالح الأميركية. مشددًا على أن استقرار المنطقة لا يكون إلا بوقف الدعم الأميركي للإجرام الصهيوني.