المعرض الدولي الـ18 للسياحة والصناعات اليدوية في مدينة مشهد المقدسة

إيران الوجهة السياحية والعلاجية الأكثر جاذبية للمنطقة

الوفاق/ خاص- افتتح المعرض الدولي الـثامن عشر  للسياحة والصناعات اليدوية في مدينة مشهد المقدسة، عصر يوم الأربعاء 14 مايو/ أيار ويستمر لغاية هذا اليوم السابع عشر بحضور معاوني وزير التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة وبمشاركة ممثلين من 33 محافظة و34 مدينة في البلاد، ومديري المدن والسفراء وخمس دول من أفغانستان، والسعودية وتركمانستان، وسلطنة عمان وطاجيكستان، يهدف هذا الحدث إلى تقديم إمكانيات السياحة والصناعات اليدوية في المنطقة، وسيكون منصة للعاملين في هذا المجال من جميع أنحاء البلاد. في هذه الأجواء أجرت صحيفة الوفاق حوارات مع الضيوف المشاركين في المعرض وفيما يلي نصها:

 

سهامه مجلسي

 

 

ضريح الإمام الرضا(ع) أحد أهم المقاصد السياحية في البلاد

 

بدايةً قال يوسف بيدخوري، معاون السياحة في إدارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في محافظة خراسان الرضوية، أن السياحة والحرف اليدوية من العوامل المؤثرة في اقتصاد البلاد، وسيكون هذا القطاع أحد المجالات التي يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا وجادًا في تحسين الظروف الاقتصادية للبلاد، وهو اقتصاد يعتمد على الناس ومتوافق مع البيئة، ويمكن يحقق أقصى استفادة منه بأقل الإمكانيات. على عكس بعض الأنشطة الاقتصادية التي تتطلب استثمارات ضخمة ومعدات متطورة، إذ يمكن في هذا المجال تحقيق نتائج قيمة بأقل التكاليف. وأشار بيدخوري إلى التقييم الذي تم استنادًا إلى مؤشرات مثل إصدار أو تجديد شهادة تسجيل الأحداث السياحية، ونسبة إكمال ملفات طلب تسجيل الأحداث، ومعدل جذب مشاركة المعنيين، قائلاً: “في هذا السياق، حصلت محافظة خراسان الرضوية على المرتبة الأولى في البلاد. مع 97 حدثًا مسجلاً، ومنذ عامين، مع إطلاق نظام تسجيل الأحداث السياحية في البلاد، تسارعت عملية التسجيل.

 

وأشار بيدخوري إلى مكانة المحافظة في الضيافة، قائلاً:” على الرغم من أن أكثر من 50% من الفنادق هي من الخمس نجوم في البلاد تقع في محافظة خراسان الرضوية، إلا أننا لا زلنا بحاجة إلى تطوير البنية التحتية، ويجب أن تتسارع وتيرة توسيعها. لذا نأمل أن نشهد ازدهاراً أكبر لهذه الصناعة مع تحسين الظروف، خاصةً لتسهيل حركة السياح الأجانب.

وتحدث عن التقدم في مجال السياحة الصحية، قائلاً:” تم اتخاذ خطوات في هذا المجال، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من التنظيم للاستفادة الكاملة من طاقات المتخصصين والمعدات المتاحة.

ووصف بيدخوري وجود ضريح الإمام الرضا(ع) في مدينة مشهد المقدسة كأحد أهم المقاصد السياحية في البلاد، وقال: “تنوع القدرات الثقافية والتاريخية والمذهبية والطبيعية في المحافظة يوفر فرصًا فريدةً لتطور السياحة بشكلٍ متوازن في جميع المجالات. لا ننظر إلى مدينة مشهد المقدسة كمقصد زيارة فقط، بل نسعى إلى تعريف حزم سياحية متنوعة في نيشابور وطوس وغناباد وسبزوار وأماكن أخرى تحمل قدرات ثقافية متنوعة.

 

وأوضح بيدخوري أن محافظة خراسان الرضوية، بسبب اتساع أراضيها وتنوع مناخها، لديها العديد من الفعاليات في مجالات الثقافة والفن والحضارة والتراث الثقافي، ويتم تنظيم أنشطة متعددة في مناطق مختلفة من المحافظة كل شهر، مما يمكن أن يكون منصة لجذب السياح المحليين والأجانب وخلق أجواء مبهجة ونشطة في جميع أنحاء المحافظة.

وقال: “إن استمرار هذه الفعاليات يلعب دورًا مهمًا في تطوير السياحة وجذب السياح المحليين والأجانب، وفي هذا السياق، تم وضع خطط لاستمرارها بمشاركة الناس، والجهات التنفيذية، والمؤسسات العامة مثل البلديات، والمجالس الإسلامية للمدن والقرى، وجمعيات التراث الثقافي والسياحة.

وأكد بيدخوري أن تنظيم هذه الفعاليات ليس عاملاً لتعريف القدرات السياحية، بل كعامل مؤثر في انتعاش ونمو وتطوير الاقتصاد في أماكن تنظيمها وزيادة الدخل .وأضاف في السياق نفسه:” من أجل التخطيط بشكلٍ أدق لجذب المستثمرين، سيتم عقد اجتماع بحضور نواب وزارة التراث الثقافي من جميع أنحاء البلاد لتقديم وتنسيق البرامج المدروسة في هذا المجال.

وأشار إلى أن  كُلاً من أفغانستان والسعودية وتركمانستان وعمان وطاجيكستان أبدت استعدادها للمشاركة في هذا البرنامج على الصعيد الدولي، وفي إطار جذب السياح الأجانب، تم التنسيق لإقامة رحلات جديدة من الدول المجاورة إلى مدينة مشهد المقدسة. وأوضح أن هناك تنسيقاً مع غرفة التجارة لتطوير السياحة باستخدام التقنيات الجديدة، خاصةً الذكاء الاصطناعي، وسيتم تقديم مساحة مخصصة لها.

 

 

معرض مشهد السياحي؛ فرصة 

 

أمّا عن الصناعات اليدوية الإيرانية أشارت مريم جلالي مساعدة وزير التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية والفنون التقليدية إلى القدرة التصديرية للصناعات اليدوية الإيرانية، وقالت:” إن الحضور والتفاعل مع الدول المجاورة، وخاصةً الأسواق المحيطة ببحر قزوين والخليج الفارسي، هي الفرصة الرئيسية لعرض الفن الإيراني على المستوى العالمي، وصرحت بأن المعارض يمثل حلقة حيوية في سلسلة قيمة الصناعات اليدوية. وأضافت: “هناك فنانون في الصناعات اليدوية يقدمون منتجاتهم، ويتبادلون الأفكار، ويشاركون تجاربهم مع بعضهم البعض. كما إن وجود الدول المجاورة في هذه المعارض يُعد فرصة ثمينة، إذ يمكننا عبر تعزيز وجذب انتباههم إلى الصناعات اليدوية الإيرانية، أن نعرض منتجات تحمل قصة إيران ولا تضر بالبيئة في مجال التجارة، خاصةً في الدول المجاورة، وحول بحر قزوين، والخليج الفارسي.

وأشارت إلى أن المعارض من هذا النوع تساعد في جذب السياح عبر اكتساب تجارب جديدة في عالم الصناعات اليدوية مثل تعليم الفخار والتطريز وما إلى ذلك، وأن السياحة البيئية والصناعات اليدوية، تعبر عن فن كل منطقة، ويجب أن تروي قصتها وروايتها الخاصة، وتساهم في تطوير وتوسيع العلاقات التجارية.

 

 

إيران وعمان؛ تشابه وتقارب واسع في الثقافات

 

وفيما يتعلق بدور المعرض لتعزيز التعاون قال الشيخ خميس اليعربي مدير مجموعة يعرب العالمية من سلطنة عمان :”بشكلٍ عام عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية تربطهما علاقة عريقة قديمة وعلاقة ممتدة من عصور وما زالت تتجدد دائماً، وهناك تشابه وتقارب واسع في الثقافات كوننا جيران، كما أن هذا المعرض له دورٌ أساسي في توسيع العلاقة السياحية والاقتصادية.

 

وأضاف اليعربي يأتون إلى ايران لزيارة العتبات المقدسة وكذلك للسياحة والتجارة فعمان تستورد كثيرة من المنتجات الإيرانية الزراعية والصناعية بشكلٍ كبير جداً. فإيران هي الوجهة السياحية الأكثر شعبية للسياح العمانيين الباحثين عن خدمات طبية وعلاجية في الشرق الأوسط، فإن الخدمات العلاجية المقدمة في إيران مقارنةً مع الوجهات الأخرى تتميز بمستوى عالٍ من الخدمات وتعتبر أقل تكلفة. كما أن إيران تمتلك العديد من المنشآت التجارية والبتروكيماوية والنفط والغاز، وتُعتبر أفضل دولة للتصدير إلى العالم في هذا المجال. وأضاف: تتعاون شركتنا مع إيران في الصناعات الغذائية والسياحية والبتروكيماوية، نظرًا لمرافقها المتميزة. وهدفنا الأكبر هو بناء جسر لإيصال المنتجات الإيرانية إلى الدول الأخرى، وأشار إل أنه بفضل الله، كانت العلاقات بين إيران وسلطنة عمان جيدة، وهذا ما جعلنا من أوائل الشركات التي حضرت المعرض، وأنه في ظل التعاون الناجح بين البلدين، فإنني أكثر حرصًا على التعاون بينهما، وختم حديثه بالقول: “لا أستطيع تحقيق أهدافي بمفردي، وأطلب من وسائل الإعلام مساعدتي”.

 

الإمام الرضا(ع) تجسيد للرابطة بين إيران والعراق

 

وفي الختام قال مدير مكتب السياحة في مشهد المقدسة رضا السلطاني من العراق:” يسافر أكثر من 3 ملايين زائر عراقي سنوياً إلى إيران، ويقطعون مسافة تزيد على 1750 كيلومتراً، لزيارة مرقد الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، وكذلك لأهداف طبية وسياحية.

 

وأضاف: “إن الواقع السائد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق يتجلى في العلاقات المستمرة للزوار والمسافرين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العراق، أو الزوار العراقيين الذين يذهبون إلى مدينة مشهد المقدسة أو الأماكن السياحية في إيران. وهذه الروابط لا تقتصر على المستوى السياحي فقط وهذا الأخير ما هو إلا أحد تجليات ونتائج العلاقات بين البلدين. كما يمكن ملاحظة العلاقات الثقافية بين الحكومتين والشعبين في صورة الفعاليات والمهرجانات والزيارات إلى المعالم السياحية والمتاحف والرحلات إلى المدن التي تجسد التاريخ العميق لهذين البلدين المتحضرين. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت إيران وجهة جذابة للعراقيين، ووفق إحصائيات السفارة العراقية في طهران، تستضيف إيران حالياً أكثر من 80 ألف طالب عراقي يدرسون في المراكز العلمية والجامعية في البلاد. كما أن إلغاء تأشيرات السفر للمواطنين العراقيين إلى إيران ساهم في زيادة عدد الوافدين العراقيين إلى إيران عبر تسيير رحلات برية وجوية يومية بين البلدين، وخاصةً في أيام العطلات، فهم بالإضافة إلى زيارة الأماكن التاريخية والمراقد المقدسة يستطيعون قضاء احتياجاتهم الطبية والعلاجية. هذا وتشير الإحصائيات إلى أن العراقيين يسافرون إلى إيران بشكلٍ رئيسي في أشهر محرم وصفر وشهر رمضان المبارك والعطلات الصيفية والشتوية للمدارس والمراكز الجامعية في البلاد.

 

وقال السلطاني إن حب العراقيين لإيران وخاصةً مدينة مشهد المقدسة هو حب أبدي يعزز روح العلاقات الإنسانية والثقافية بين الشعبين الإيراني والعراقي. وفي هذه الأثناء، تشكل الزيارة إلى مدينة مشهد المقدسة فرصة للاستمتاع بجمالها ومعنوياتها الدينية، فضلاً عن تعريف الشعب العراقي بتاريخ إيران الغني.

 

 

 

المصدر: الوفاق-خاص