خطيب جمعة طهران: انخفاض عدد السكان يعد تهديدا للهوية الوطنية والثقافية والتاريخية

قال خطيب جمعة طهران حجة الإسلام "محمد حسن ابو ترابي فرد" ان السكان كانوا في السابق أساس قوة إيران، مسلطا الضوء على أهمية هذه القضية في تصريحات قائد الثورة، قائلا: إن الاتجاه المستمر لانخفاض عدد السكان يهدد الهوية الوطنية والثقافية والتاريخية.

ومن على منبر صلاة الجمعة في مصلى الإمام الخميني (رض) بطهران اليوم، أشار خطيب جمعة طهران، حجة الإسلام “محمد حسن أبو ترابي فرد” إلى التغييرات الديمغرافية للسكان، قائلاً: تم تحديد اليوم الوطني للسكان في إيران في 20 أيار/مايو من كل عام. وتشكل قضية الشباب في عصرنا الحالي القضية الوطنية والثقافية والاقتصادية والأمنية الأهم في البلاد، وقد أكد عليها قائد الثورة مرارًا وتكراراً في مختلف مؤلفاته.

 

وضمن تأكيده على أهمية الأسرة، استشهد بآيات من القرآن الكريم، موضحًا أن مؤسسة الأسرة هي سر رقي المجتمع وتقدمه، لافتًا إلى أن الشخصيتين اللتين تشكلان مؤسسة الأسرة، أي الوالدين، يمهدان الطريق لتقدم المجتمع واستمراره، مشددًا على أن المرأة هي الركيزة الأساسية في هذا الشأن.

 

وبالإشارة إلى أن التركيبة العمرية للسكان تحدد وتشكّل آفاق المستقبل للبلاد، أكد حجة الإسلام أبو ترابي فرد على ضرورة مضاعفة الجهود من قبل المؤسسات العلمية والبحثية ذات الصلة، ومعهد أبحاث السكان، والجهات المتخذة للقرار، ومجلس الشورى الإسلامي، والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، والأجهزة التنفيذية، وخاصة وزارة الصحة ووزارة الداخلية، حتى يمكن استخدام كامل قدراتها لتصحيح التركيبة العمرية للسكان وتغيراتها التي تشهد انخفاضًا في عددها في إيران.

 

وتابع، لافتًا إلى أن القضية التي يجب أن تحظى اليوم باهتمام وقلق جديين من قبل الأمة ومسؤولي البلاد حتى لا يواجه المجتمع تحديًا ثقافيًا واقتصاديًا وربما أمنيًا كبيرًا، هي قضية الشيخوخة السكانية المهمة في إيران.

 

واعتبر أن الإحصاءات المتوفرة تشير إلى انخفاض عدد السكان نتيجة لوجود أقل من طفلين لكل أسرة، الأمر الذي يدعو للقلق، موضحًا أن الاتجاه المستمر لانخفاض عدد السكان يشكل تهديدًا للهوية الوطنية والثقافية والتاريخية للبلاد، ويجب على الحكومة والشعب أن يسعيا بكل جدية وإصرار لتوفير الأسس اللازمة لحماية الهوية الديموغرافية الإيرانية.

 

كما تطرق في جزء آخر من خطبته إلى زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة، قائلاً: إن ترامب يعرف ما حدث في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والبنية التحتية الاقتصادية وبناء الطاقة في إيران والمنطقة. فهو يعلم أن هذه القوة العظمى، أي السكان، اليوم تشكّل العقبة الأهم أمام تجاوزات أمريكا وجرائمها.

 

هذا، وأكد خطيب جمعة طهران على أنه يجب الأخذ في الاعتبار قضيتين استراتيجيتين فيما يتعلق بالنمو السكاني، لافتًا إلى أن القضية الأولى اليوم هي ضرورة الاستفادة من كافة القدرات الثقافية والاجتماعية والعلمية والإدارية وتخصيص الموارد اللازمة في ميزانية الدولة لاستغلال الموارد البشرية الانتقالية بشكل سليم، أي نافذة السكان في الدولة، مضيفًا أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار النمو الاقتصادي للبلاد والتطورات الثقافية والاجتماعية التي تلعب دورًا هامًا في نمو المواليد.

 

وتابع أن القضية الثانية في هذا الخصوص، وتعد أمرًا مهمًا للمستقبل، هي التخطيط السليم لمتابعة مشاكل كبار السن، لافتًا إلى أنه بحلول العام 2041، من المتوقع أن يكون حوالي 13 مليون شخص من كبار السن من مجمل سكان إيران، مما يعني أن عدد سكان البلاد سيكون أكبر سناً في المستقبل، ولابد من الاستثمار اليوم لتلبية احتياجات المجتمع الأكبر.

 

 

المصدر: إرنا