كتب مجيد قاسمكردي، المحامي والناشط المدني، في مقالة له أنه قد تم اعتماد اسم “الخليج الفارسي” عبر التاريخ كأحد عناصر الهوية الوطنية والثقافية والقانونية للشعب الإيراني. هذا الاسم مسجل ليس فقط في الخرائط والمستندات التاريخية، بل أيضًا في الوثائق الدولية ومنظمات عالمية موثوقة تحت عنوان “Persian Gulf”، وقد تم تأكيده. ومع ذلك، فإن التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، قد أعادت هذا الاسم إلى دائرة الضوء في وسائل الإعلام والرأي العام. هذه الخطوة لا تحمل طابعًا سياسيًا فحسب، بل تتعارض أيضًا مع الهوية التاريخية والقانونية للشعب الإيراني.
على الرغم من أن التاريخ والوثائق الدولية تشهد على أصالة اسم “خليج فارس”، فإن بعض التصريحات غير المتخصصة والتحريضية، خاصة من قبل مسؤولي إدارة ترامب، تسعى لتغيير هذا الاسم. مثل هذه التصريحات، بالإضافة إلى افتقارها إلى المصداقية القانونية، أصبحت نوعًا من الإهانة للتاريخ والثقافة وهُوية الشعب الإيراني. هذه الخطوة ليست فقط تهديدًا للتاريخ الصحيح، بل تشكل تحديًا لهوية إيران الثقافية وللمنطقة. حيث أن اسم “الخليج الفارسي” مسجل في الوثائق الرسمية للأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو، وغيرها من الهيئات الدولية الموثوقة، فإن التصريحات المتعلقة بتغيير الاسم تفتقر إلى أي دعم قانوني أو شرعي.
تم توثيق اسم “خليج فارس” كتابيًا ومستندًا منذ عام 550 قبل الميلاد في النصوص التاريخية لعصر الإمبراطورية الأخمينية. في جميع الخرائط الجغرافية والنصوص التاريخية، من العصور اليونانية القديمة إلى الوثائق في فترة الاستعمار البريطاني، تم تسجيل اسم هذه المساحة المائية دائمًا تحت عنوان “Persian Gulf”، ولم يُعرف في أي فترة باسم آخر. هذا الاسم لا يُعتبر مرجعًا جغرافيًا فحسب، بل هو جزء من الهوية الثقافية والتاريخية لإيران في الأدب والفن وتاريخ المنطقة والعالم.