وخلال حفل اختتام مهرجان الخليج الفارسي الأول للموسيقى الصامتة، يوم امس الجمعة،اكد وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الايراني “عباس صالحي” على ان الخليج الفارسي هو أحد رموز الهوية الإيرانية،لافتا الى ان هذا الاحتفال يخلد ذكرى ضحايا حادثة ميناء الشهيد رجائي الأليمة.
واسترسل صالحي في توضيح تسمية الخليج الفارسي الذي يعد قلب إيران النابض،حيث اشار الى انه يمكن دراسة هذه القضية من جوانب مختلفة؛ فالخليج الفارسي هو توأم إيران الطبيعي و التاريخي. مبينا انه من الناحية الطبيعية، يعود ارتفاع التربة الإيرانية ومياه الخليج الفارسي إلى العصر الجيولوجي الثالث، اما من الناحية التاريخية، فقد ارتبط الخليج الفارسي بايران منذ بدء كتابة التاريخ وصولا إلى عصرنا هذا.
واعتبر وزير الثقافة والارشاد الاسلامي الايراني، ان الخليج الفارسي هو رمز للمقاومة الإيرانية،حيث كانت هذه المياه اللازوردية بمثابة حدود بين الإيرانيين الأصليين والأجانب، موضحا بأن إيران مدينة بجزء من الاستقلال ، الذي حققته وحافظت عليه خلال الفترة الاستعمارية، لحرس الحدود المائية الإيرانية في الخليج الفارسي.
وفي هذا السياق، اوضح صالحي، ان الحدودية الايرانية تعرضت للقمع والترهيب في بعض الأماكن منذ دخول الاستعمار من قبل شركة الهند الشرقية وهولندا إلى البلاد، ولكن إيران لم تكن مستعمرة، لان اقتدارها ساعدها على الحفاظ على استقلالها السياسي خلال عدة قرون من الاستعمار ، والتي تعود إلى حد كبير إلى حرس الحدود البحرية الإيراني، وخاصة في الخليج الفارسي.
و بالاشارة الى ان ميزات الخليج الفارسي، الذي يعد رمزا لهوية إيران، بيّن صالحي بأن إيران تتمتع بطبيعة جميلة وخلابة ولا شك أن جزءا من رموز جمال إيران هو الخليج الفارسي والمناطق المتصلة به ،حيث يطل هذا الخليج الفارسي بموقعه الجغرافي على مفترق الطرق العالمي ،و يشكل اساس الهوية الايرانية.
واردف وزير الثقافة والارشاد الاسلامي، ان الخصائص الجيوسياسية للخليج الفارسي والموانئ والتجارة الموجودة في هذه المنطقة توفر فرصة خاصة لرأس المال الاتصالي بالنسبة لإيران.
الخليج الفارسي رمزاً للوحدة الايرانية
رأى صالحي ان الخليج الفارسي هو ايضا رمزا للوحدة الايرانية، مشيرا الى انه وفي الاونة الاخيرة حين اطلقت افكار سخيفة ونوايا بتغيير اسم الخليج الفارسي، هب الشعب الايراني من مختلف انحاء العالم رافضا بصوت واحد كل هذه الامور ، مما خلق الشعور بأن كل إيراني مرتبط بالإيرانيين الآخرين من خلال اسم الخليج الفارسي.
هذا ، واكد صالحي ايضا على ضرورة حماية الخليج الفارسي ،موضحا ان هذه الحماية لا تقتصر على حفظ الكلمة فحسب، بل تشمل أيضا حماية جزء من هويتنا.فكما أن العلم الايراني ثلاثي الألوان ليس مجرد قطعة قماش أو ورق، فإن الخليج الفارسي ليس مجرد مساحة مائية زرقاء.
كما شدد على ان هذه الحماية يجب ان تستمر وتتواجد في مجالات مختلفة، بما في ذلك العلوم، البحث، الإعلام، الثقافة والفن. مشيرا الى انه وفي العام الماضي، ذكر معهد الاعلام الى كتاب مدرسي من عهد جمال عبد الناصر في مصر، والذي تضمن خرائط ووثائق عديدة بعنوان الخليج الفارسي، مضيفا ان هذا يدل على أن هذا الاسم لا يزال موجودا في الوثائق التربوية في الدول العربية وغير العربية، ويجب توسيع الأبحاث المتعلقة به.
واشار صالحي الى ضرورة قيام الإنتاج الإعلامي والفني بالتعريف بالخليج الفارسي دوليا،مبيّنا ان الأعمال الثقافية والفنية التي تجذب الجمهور خارج إيران لها أهمية كبيرة،مؤكدا ايضا على وجوب صيانة امن الخليج الفارسي ،لأن أمن هذه المنطقة، منذ الماضي وحتى اليوم، كان ولا يزال من أمن إيران.
واضاف صالحي انه من واجب الجميع ايضا دعم تنمية إيران في منطقة الخليج الفارسي والحفاظ على السلام في هذه المنطقة ، موضحا ان نظرة إيران إلى الخليج الفارسي كانت ومازالت نظرة سلام وتعايش، لذا ينبغي أن يتم اعتماد نهج الحد من التوترات، وتعزيز العلاقات مع الجيران، واخراج الغرباء من المنطقة، معربا عن امله في أن تتمكن أمانة هذا المهرجان من لعب دور رائد في حماية اسم وأمن وتنمية وسلام الخليج الفارسي.