يصادف اليوم 18 مایو ذكرى ولادة الحکیم عمر الخيام النيشابوري الشاعر الايراني الذي كان يتمتع بذكاء استثنائي وبراعة ذهنية خارقة جعلته يلم بالكثير من علوم عصره وينبغ فيها، مثل الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والمنطق والطبيعيات فضلا عن الفلسفة والأدب والعلوم الإلهية وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة.
نشأته
وُلِدَ غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام في مدينة نيشابور بإيران بين عامي 1038 و1048م (أواخر القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي). اشتُق لقب “الخيام” من مهنة والده في صناعة الخيام.
في صباه، درس مع صديقين حميمين، وتعاهد الثلاثة على أن يساعد من يحظى بحظوةٍ الآخرين. وعندما أصبح صديقه نظام الملك وزيرًا للسلطان ألب أرسلان ثم لحفيده ملكشاه، خصص له راتبًا سنويًا من خزينة نيسابور، مما أتاح له العيش برفاهية والتفرغ للبحث والدراسة. قضى معظم حياته بين نيسابور وسمرقند.
تنقل الخيام بين مراكز العلم الكبرى كبخارى وبلخ وأصفهان طلبًا للمعرفة وتبادلًا للمعرفة مع علماء عصره.
الحكيم عمر الخيام النيشابوري..عملاق العلم والادب والفلسفة
أساتذته وتلاميذه
من أبرز أساتذته الحكيم أبو الحسن الأنباري، المتخصص في الهندسة. ومن تلاميذه:أبو المعالي عبد الله بن محمد الميانجي ،علي بن محمد الحجازي الطبيب المقيم في “بيهق” قرب نيسابور، العالم بالعلوم العقلية
مكانته الفكرية
يُعد الخيام أحد أبرز الشعراء الفلاسفة الذين تركوا أثرًا عميقًا في العالمين الفكري والفني. ورغم براعته في الرياضيات والفلك، فإن شهرته العالمية تعود إلى رباعياته الفارسية التي ترجمت إلى عشرات اللغات كالعربية واللاتينية والفرنسية والإنجليزية.
وبلغت شهرة الخيام ذروتها بمقطعاته الشعرية ” الرباعيات ” نظمها شعرا بالفارسية، وترجمت إلى العربية واللاتينية والفرنسية والانكليزية والالمانية والايطالية والدنمركية وغيرها.
مكانته الاجتماعية
نال تقدير الحكام في عصره، حيث اتخذه السلطان ملكشاه السلجوقي نديمًا، وأكرمه الخاقان شمس الملوك في بخارى حتى إنه كان يجلسه على سريره.
إسهاماته العلمية
1-الرياضيات: أول من حل معادلات الدرجة الثالثة هندسيًا باستخدام القطوع المخروطية، طور نظرية ذات الحدين للأسس الموجبة، ابتكر طرقًا لحساب الكثافة النوعية ،أدخل مصطلح “شي” العربي (الذي تحول إلى X) لتمثيل المجهول في المعادلات
2- الفلك: قاد مشروع إصلاح التقويم الفارسي عام 1074م بطلب من السلطان ملكشاه نتج عنه “التقويم الجلالي” الذي يفوق دقة التقويم الغريغوري حسب جورج سارتون.حدد بداية السنة الفارسية (النوروز) عند الاعتدال الربيعي
3- التكريمات العلمية: أطلق الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) اسمه على فوهة قمرية عام 1980 تقديرًا لإسهاماته الفلكية
آثاره الفنية:
1- في الموسيقى: ألهم مؤلفات موسيقية عالمية مثل: ألبوم “عمر الخيام” للموسيقار البريطاني جرينفيل بانكوك، أعمال الموسيقار الأرمني آلان هوهانيس، تأليفات الفرنسي إدموند دولاك
2- في الفنون التشكيلية: نُصبت تماثيل له في مدن كبرى مثل: موسكو ونيويورك وفيينا، وبوخارست وبخارى وأرمينيا.
3- في السينما: ظهرت أشعاره في أفلام هوليوودية مثل: “مباراة في الشمس” (1942) فيلم سيرته الذاتية (1956) للمخرج الألماني ويليام ديترله.
مؤلفاته
ألف كتبًا في الرياضيات والفلسفة بالفارسية والعربية، منها: “شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس” ،و”الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة” (في الكثافة النوعية) ،و”مقالة في الجبر والمقابلة”،و”نوروز نامه” (عن تقاليد النوروز)”،ورسالة في الموسيقى” (ثلاث ورقات بمعهد المخطوطات)
رباعياته
قصائد من أربعة أبيات (دوبيتي بالفارسية) نظمها في أوقات فراغه، ونشرها تلاميذه بعد وفاته، تُرجمت لأكثر من 80 لغة، مع 60 ترجمة عربية منها:
ترجمة أحمد رامي (مصر)، ترجمة أحمد الصافي النجفي (العراق)، ترجمة محمد صالح القرق (الإمارات 2008)
نماذج من رباعياته:
“صاحبْ كبارَ العقولِ.. واتْرُكِ الجُهالا
واشربْ سمَّ العقولِ.. واسكبْ جهلَ الجهالا”
“إن لم أُخْلصْ في العبادة.. فحسبي رجائي
أنيَ لم أشركْ بوحدانيتك البتةَ”
وفاته:
تُوفي بين عامي 1123-1124م ودُفن في نيسابور . تحول ضريحه إلى متحف ضمن حديقة غنّاء، يُعد من أجمل معالم المدينة يقصده السياح خاصة في الربيع والصيف