كبرى أميري
وبدأ الاجتماع صباح الأحد بحضور مسؤولين علميين وأكاديميين رفيعي المستوى من أكثر من 20 دولة إسلامية في فندق “إسبيناس بالاس” بطهران برعاية وزارة العلوم والبحوث والتقنية الإيرانية يومي 18 و19 مايو، مع التركيز على توسيع التعاون العلمي والتقني في مجال الذكاء الاصطناعي.
وسيُقام حفل الافتتاح الرسمي لهذا الحدث على مستوى وزراء العلوم اليوم الإثنين، متضمناً كلمة النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف.
* تعزيز الدبلوماسية العلمية
وزير العلوم الإيراني كشف عن خطط الوزارة لتعزيز الدبلوماسية العلمية الدولية، وقال: إن اجتماع وزراء علوم الدول الإسلامية يُعقد في هذا الإطار.
وصرح حسين سيمائي صراف، أمس الأحد، خلال المؤتمر الصحفي للاجتماع الثاني لوزراء التعليم العالي للدول الإسلامية ضمن منصة حوار منظمة التعاون الإسلامي (OIC-15): إحدى المهام الرئيسية لوزارة العلوم في هذه الدورة هي تعزيز الدبلوماسية العلمية الدولية. وفي هذا الصدد، تم تفعيل الجامعات لدعوة النخب الدولية والمشاركة في المؤتمرات العلمية المحلية. كما تم تفعيل اللجنة الوطنية لليونسكو لنقل وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العالم. وأضاف: لقد تم بالفعل إعداد وثيقة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتابع: كانت زيارة العراق من بين الإجراءات الأخرى التي تم تنفيذها مؤخراً، حيث تم وضع برامج للتعاون بين الأساتذة الإيرانيين والعراقيين. كما عُقدت خلال الزيارة الأخيرة إلى الصين اجتماعات لتعزيز التعاون مع هذا البلد.
وقال سيمائي صراف: نحن نهدف، وفقاً للسياسات الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى أن نكون ناشطين على الساحة الدولية. وأضاف: حالياً، يوجد نائبان للوزير في مهمة لتعزيز الدبلوماسية العلمية. وتابع: يعود تاريخ انعقاد هذا الاجتماع إلى عام 2017، حيث كانت العضوية في المنصة تضم 15 دولة في البداية، والآن تضم 21 دولة.
*إطلاق 6 لجان فنية
كما أعلن وزير العلوم عن إطلاق 6 لجان فنية خلال اجتماع وزراء علوم الدول الإسلامية، وقال: هذه اللجان لم تكن نشطة بعد انعقاد الاجتماع الأول في ألماتي. وأوضح أن هذه اللجان تشمل: التقنيات الحديثة والابتكارات والصحة والطب الأمن الغذائي والمائي وتغير المناخ والتحديات البيئية تنمية رأس المال البشري مع التركيز على تطوير المهارات الأساسية والتعليم العالي التقني والمهني التسريع النمو وتجارة التقنيات.
وأشار سيمائي صراف إلى الخلفية التاريخية لفكرة منصة حوار منظمة التعاون الإسلامي، وقال: تمت الموافقة على النواة الأولية لهذه الفكرة بتأييد 15 دولة، وتهدف المنصة إلى الاستفادة من قدرات الدول الرائدة في العالم الإسلامي في مجال العلوم والتقنية لمعالجة التحديات العلمية والتقنية التي تواجهها الدول والمجتمعات المسلمة.
وأشار سيمائي صراف إلى أن “هدف هذه المنصة هو تعزيز التعاون الدولي في مجال التكنولوجيا، ويمكن لهذه المنصة أن تكون محركاً لتطوير العلوم والتكنولوجيا في الدول الأعضاء”، وقال: تم التنسيق لعقد هذا الاجتماع بعد لقاء مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. وأضاف: توجد إمكانات كبيرة بين الدول المؤسسة للمنصة، وهذا التعاون يمثل فرصة كبيرة لتعزيز الحركة في مجال التكنولوجيا الدولية. وتابع: موضوع هذا الاجتماع هو الذكاء الاصطناعي، وهو تقنية جديدة وحيوية لمستقبل البشرية. وأكد أن العديد من الدول تُقرّ بقدرات إيران العالية وشبابها في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وفي الختام، صرح وزير العلوم بأن “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هي واحدة من أهم القضايا في استخدام هذه التكنولوجيا”.
*برامج وأهداف الاجتماع
يركّز الاجتماع الثاني لوزراء علوم الدول الإسلامية على موضوع “تنمية التعليم والمهارات من أجل مستقبل قائم على الذكاء الاصطناعي”، ويُعد فرصةً لإيران لتعزيز الدبلوماسية العلمية وتوسيع التعاون الإقليمي ومناقشة التحديات المشتركة للعالم الإسلامي في مجال التكنولوجيا.
تتمحور أجندة الاجتماع حول الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مكانته وتحدياته وتطبيقاته في التعليم العالي والتنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى اعتماد وثيقة متعددة الأطراف كأول إتفاقية تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين الدول الإسلامية. كما يناقش مواضيع مثل تطوير القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز البحث المشترك ونقل التكنولوجيا، والإدارة الأخلاقية والآمنة للذكاء الاصطناعي.
الهدف الرئيسي من الاجتماع هو صياغة ومناقشة أول وثيقة تعاون متعددة الأطراف بين الدول الإسلامية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن ترسم مسارًا جديدًا لتعزيز التعاون العلمي والتعليمي والتكنولوجي في العالم الإسلامي.
*عرض الإنجازات المعرفية أمام وفود 20 دولة
على هامش الاجتماع، أقيم معرض الإنجازات العلمية والتكنولوجية الإيرانية في مجال الذكاء الاصطناعي بهدف تعريف الدول الأعضاء بإنجازات إيران في نقل المعرفة والتكنولوجيا وإنتاج المنتجات المعرفية والتكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي. كما شاركت في المعرض مدن العلوم والتكنولوجيا، وجامعات العلوم الطبية، والشركات المعرفية التابعة لوزارة الصحة، والشركات الناشطة في مجال النفط والطاقة.
ويُعد هذا المعرض فرصةً ممتازة لتعزيز التبادل التجاري للمعارف وخلق قيمة مضافة اقتصادية وعلمية وتكنولوجية في الدول الإسلامية.
*خلفية منصة حوار OIC-15
في عام 2016، تم طرح منصة حوار منظمة التعاون الإسلامي بمبادرة من كازاخستان وبمشاركة 15 دولة رائدة في مجال التكنولوجيا مثل كازاخستان، إيران، تركيا، باكستان وإندونيسيا، بهدف تعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الأعضاء وتقديم حلول للتحديات المشتركة مثل البيئة والطاقة.
وقد تمت الموافقة على هذه المبادرة في الاجتماعين السادس والأربعين والسابع والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي (CFM) في عامي 2018 و2019.
*تعريف المنصة وأهدافها
منصة حوار OIC-15 هي منتدى استشاري يهدف إلى تنظيم الموارد العلمية للدول المشاركة ذات الخبرات القوية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لتعزيز نظام بيئي داعم لتطوير القدرات التقنية والعلمية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
* تتمثل أهداف المنصة في:
– لعب دور وسيط بين إلتزامات القيادة السياسية والمجتمعات العلمية في الدول الأعضاء.
– تبادل الآراء حول قضايا العلوم والتكنولوجيا والابتكار ووضع الحلول المناسبة.
– تحديد المشكلات الإدارية ووضع التوصيات لمواجهة التحديات المشتركة.
– تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجال العلوم والتكنولوجيا بين الدول المشاركة والشركاء الدوليين.
– تسهيل المبادرات متعددة الأطراف أو الثنائية لتعزيز القدرات البشرية والمؤسسية وفق أهداف المنظمة.
– دعم برامج وأنشطة الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي و”كومستيك” والجهات ذات الصلة.
– مساعدة الدول الأعضاء المتخلفة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
*إنجازات قمة ألماتي
بعد عقد قمة ألماتي، كان أول إنجاز لها هو اعتماد أول وثيقة تعاون متعددة الأطراف في مجال الذكاء الاصطناعي بين الدول الأعضاء، والتي ركزت على تطوير الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحوث المشتركة والإدارة الأخلاقية للتكنولوجيا.
ومن الأهداف الرئيسية للقمة في دورتها الأولى:
– إنشاء إطار لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي.
– تعزيز قدرات الدول الإسلامية في إنتاج التكنولوجيا المتقدمة.
– دعم البحوث المشتركة وجذب الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا.
أما الإنجاز الرئيسي لقمة طهران، فهو التركيز العملي على الذكاء الاصطناعي وتحويل الحوارات إلى إجراءات تنفيذية، حيث تُعتبر هذه الوثيقة خطوة مهمة لتقليل الفجوة التكنولوجية بين الدول الإسلامية وتعزيز مكانتها في المنافسة العالمية.
وتضم منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة عضواً، ويقع مقرها الرئيسي في جدة بالمملكة العربية السعودية، بينما يقع مركز العلوم والتكنولوجيا التابع لها “كومستيك” في باكستان.