وقالت فرزانه صادق، أمس الإثنين، خلال الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وتركمانستان في مقر وزارة الطرق والإسكان: بلغ التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 600 مليون دولار، مسجلًا نموًا مقارنة بالعام السابق.
وأضافت: التعاون مع تركمانستان يحظى بأولوية في سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحضور المسؤولين رفيعي المستوى من البلدين، وعقد اللجان المشتركة واللجان العاملة، يدل على عزم وإرادة البلدين لتحقيق الأهداف.
وأشارت وزيرة الطرق إلى الاجتماع السابع عشر للتعاون المشترك بين البلدين في عشق آباد يومي 16 و17 نوفمبر 2023، مؤكدة: أنه منذ ذلك الوقت وحتى الآن، تم متابعة التفاهمات بين البلدين بشكل جيد، وأن تنفيذ الإتفاقيات يسير بمستوى مُرضٍ.
وقالت: في الفترة ما بين اللجنة السابعة عشرة واليوم، توصلنا إلى إتفاق استراتيجي في مجال النقل والترانزيت، ووضعنا هدفًا لعبور 20 مليون طن من البضائع عبر أراضي البلدين بحلول عام 2028.
وأضافت: في هذا الإطار، تم تحديد الحصة لكل نمط من أنماط النقل على النحو التالي: النقل بالسكك الحديد 6 ملايين طن، النقل البري 7 ملايين طن، النقل المختلط 5/2 مليون طن، والنقل البحري 500 ألف طن. وتابعت: استمرار هذا المسار حتى عام 2028 سيفتح آفاقًا جديدة لمكانة البلدين في مجال الترانزيت في المنطقة.
وتابعت وزيرة الطرق قائلة: في إطار التعاون في مجال سكك الحديد، حيث شكّل الإتفاق على تبادل 400 عربة يومياً عبر معبر سرخس و100 عربة عبر معبر إينتشه برون إنجازاً بالغ الأهمية، حيث تعمل هيئات سكك الحديد في كلا البلدين على توفير المتطلبات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة.
وأضافت: في قطاع النفط والغاز، جرت مفاوضات لعقد غازي جديد بين البلدين على عدة مراحل؛ وفي هذا الإطار، تم توقيع إتفاقية غازية في شهر سبتمبر 2024 خلال زيارة السيد بردي محمدوف، القائد الوطني لتركمانستان، إلى إيران، ونأمل أن يتم توقيع العقد الغازي الجديد بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
وأشارت الوزيرة صادق إلى أن توقيع عقد بيع الغاز التركماني إلى تركيا يعد من الإجراءات بالغة الأهمية التي تمت في إطار قرارات الاجتماع السابق.
وقالت: خلال زيارة وفد شركة “تركمن غاز” إلى طهران في يناير 2024، تم وضع الخطوط العريضة لعقد غاز شامل يتضمن بنود الدفع عبر المقايضة بالسلع والخدمات بين الطرفين، ونحن بانتظار ملاحظات الجانب التركماني في هذا الشأن.
وأعلنت وزيرة الطرق أنه بخصوص تحقيق الهدف التعاقدي لبيع 40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً بشكل مباشر، تم التفاوض حول إنشاء 125 كيلومتراً من خط أنابيب النقل وبناء محطتين لتعزيز ضغط الغاز في الأراضي التركمانية من قبل إيران، بالإضافة إلى مناقشة آليات دفع قيمة الغاز وعرض إمكانيات الشركات الإيرانية العاملة في مختلف قطاعات الغاز بين البلدين. وقالت: نحن الآن في انتظار رد الجانب التركماني لإتمام الصيغة النهائية للاتفاق.
تعزيز التعاون في مجال الغاز مع إيران
من جانبه، أشار رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية التركماني إلى حجم التبادل التجاري بين طهران وعشق آباد الذي بلغ 460 مليوناً و990 ألف دولار في العام الميلادي الماضي، وقال: إن هذا المستوى من التبادل التجاري بين البلدين الصديقين والشقيقين غير مُرضٍ، ويجب أن نبحث عن سبل لتطوير العلاقات.
كما أشار المسؤول التركماني إلى نشاط المنطقة الاقتصادية الخاصة في سرخس الإيرانية، وأضاف: يجب علينا تفعيل المنطقة التجارية سرخس على حدود البلدين، ولدينا إتفاقيات ثنائية بين الحكومات في هذا الشأن، ويجب أن نمنح تسهيلات وامتيازات متبادلة.
وأكد قائلاً: نحن عازمون على تعزيز التعاون في مجال الغاز مع إيران، مضيفاً: إننا نتابع موضوع تصدير الغاز إلى إيران على المدى الطويل، كما أن أحد برامجنا يتمثل في نقل الغاز التركماني عبر إيران إلى دول ثالثة.
وأضاف: شهدنا تعاوناً مثمراً في مجال البتروكيماويات والبتروكيماويات الغازية بين البلدين خلال السنوات الـ15 الماضية، ونحن مستعدون لتبادل الخبرات في هذا المجال.
وقال رشيد مردوف: يمتلك الإيرانيون خبرات قيمة في هذا المجال، بينما نمتلك نحن المواد الخام، ونهدف إلى تحويلها إلى منتجات نهائية وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
وأضاف: لتنفيذ هذه الاستراتيجية، تعمل تركمانستان مع شركات من دول أخرى بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية، ويمكن للشركات الإيرانية أيضاً العمل في هذا القطاع داخل تركمانستان.
وأردف قائلاً: في هذا الإطار نسعى إلى إنتاج أنواع مختلفة من الأسمدة، وإنشاء وحدات لإنتاج البنزين الاصطناعي وغير ذلك في تركمانستان. وفي المرحلة الأولى، نطمح لتحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون مع إيران، وننوي تعزيز قوتنا الصناعية عبر هذا المسار.
تصدير الكهرباء لإيران
وأشار رئيس مجلس وزراء تركمانستان إلى أن بلاده صدرت العام الماضي ملياراً و987 مليون كيلوواط/ ساعة من الكهرباء إلى إيران، بينما بلغت هذه الكمية 900 مليون كيلوواط/ ساعة في النصف الأول من عام 2025، مؤكداً رغبته في تصدير الكهرباء التركماني عبر إيران إلى دول أخرى، مستفيدين من خبرتنا السابقة في تصدير الكهرباء إلى تركيا.
وأضاف: شهد العام الماضي دخول 45 ألفاً و500 شاحنة إيرانية إلى تركمانستان، بينما عبرت 11 ألف شاحنة عبر بلادنا في إطار الترانزيت، مما يشير إلى انخفاض قدره 3 آلاف و70 شاحنة مقارنة بعام 2023.
وأشار وزير خارجية تركمانستان إلى تنامي النقل السككي بين البلدين، وتابع: العام الماضي شهد عبور 97 ألفاً و220 عربة سكة حديد محملة بـ4 ملايين و433 ألف طن من البضائع عبر تركمانستان، وقد سجلت هذه المؤشرات نمواً إضافياً خلال الربع الأول من عام 2025.
وعقدت خلال اليومين الأول والثاني من هذا المؤتمر جلسات عمل فنية مخصصة لدراسة مسودة مذكرة التفاهم للتعاون بين أميني اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركمانستان.
وفي إطار الاجتماع المنعقد الإثنين (19 مايو) بين رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية التركماني ونظيرته الإيرانية وزيرة الطرق والإسكان، تمت مراجعة بنود التفاهمات وتقييم تنفيذ قرارات الاجتماع السابع عشر للجنة.
وسيناقش الخبراء والفنيون من الجانبين على مدار الاجتماعات القادمة مجموعة من المحاور الحيوية تشمل مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات، وقطاعات النقل والاتصالات، وسبل تعزيز التعاون في المجال الزراعي وريادة الأعمال، إلى جانب قضايا البيئة والأرصاد الجوية، بالإضافة إلى مجالات الرياضة والسياحة ووسائل الإعلام الجماهيرية.
وسيقوم رؤساء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركمانستان، اليوم الثلاثاء، باستعراض الإجراءات التي تم تنفيذها خلال اليومين الماضيين، وسيتم في حفل الختام التوقيع على وثيقة تفاهم الاجتماع الثامن عشر للتعاون الاقتصادي بين جمهورية إيران الإسلامية وتركمانستان من قبل الجانبين.