أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سوريا وإدارتها الجديدة من حرب أهلية وشيكة في البلاد. وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “نريد مساعدة حكومة سوريا على النجاح، لأن تقييمنا هو أن السلطة الانتقالية وبصراحة في ضوء التحديات التي تواجهها قد تكون على بعد أسابيع وليس شهور من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة تؤدي فعليا إلى تقسيم البلاد.. رفع العقوبات سيسمح للدول المجاورة بالبدء في مساعدة السلطة الانتقالية بسوريا، خاصة أن النتيجة في سوريا سيكون لها تأثير عميق على ما يحدث داخل لبنان”.
وردا على سؤال بشأن سبب تأخر واشنطن في فتح سفارتها بسوريا بعد ما أعلن الرئيس ترامب من الرياض رفع العقوبات عنها على أن تكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين، أرجع روبيو السبب إلى المخاوف الأمنية، لافتا إلى أن موظفي السفارة الأميركية في دمشق سيعملون من تركيا على مساعدة المسؤولين في سوريا لتحديد نوع المساعدات التي يحتاجونها.
وبعدما أعطت واشنطن الضوء الاخضر لرفع العقوبات عن سوريا اتخذت بروكسل قرارا مماثلا. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي رفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق بعد 14 عاماً من فرضها. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كايا كالاس: “تم اتخاذ القرار برفع العقوبات، وأنّ الاتحاد الاوروبي سيساعد الشعب السوري على إعادة بناء سوريا جديدة ومسالمة وحاضنة للجميع”. من جهة أخرى، كشف السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد في تصريحات مثيرة للجدل، عن دور أميركي غير مباشر في تأهيل الرئيس السوري أبو محمد الجولاني، عبر سلسلة من اللقاءات خلال فترة قيادته لتنظيم هيئة تحرير الشام.
وقال السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد: “كنت في العراق من عام ألفين الى ألفين وثلاثة ، خلال هذه الفترة كان الرجل قائدا بارزا لتنظيم القاعدة شمالي العراق ، وبدء من عام 2003 دعتني مؤسسة بريطانية غير حكومية متخصصة في حل النزاعات، مساعدتها في إخراجه من الإرهاب وإدخاله للسياسة. إلتقيت بالجولاني 3 مرات ، لكن اللقاءات الثلاثة لم تكن كافية وحدها لتأهيله سياسيا. أول لقائي معه كان في 2023 ثم في سبتمبر وكذلك في يناير الماضي داخل القصر الجمهوري في دمشق بعد توليه المنصب الرئاسي”.
وفي حين نفت إدارة دمشق تصريحات فورد، يرى محللون إن ما قاله الدبلوماسي الاميركي منطقي جدا وأن من الطبيعي ألا تنسب جهود تأهيل الجولاني إلى الاستخبارات المركزية الأميركية مباشرة، لافتين الى أن البريطانيين لديهم خبرة واسعة جدا قد تصل إلى 100 سنة في التعامل مع مثل هذه الملفات الشائكة.