بحث وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في اجتماع مع سفير اليابان في إيران تسوكادا تاماكي العلاقات الثقافية والقدرات المتبادلة للتعاون في مجالات السياحة والتعليم والرياضة والصناعات اليدوية، وفتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأوضح سيد رضا صالحيامیري أن «شعب إيران يعتبر اليابان شعباً نبيلًا، ملتزمًا، محبًا للسلام وعقلانيًا»، مؤكدًا أن الذهنية العامة لشعب إيران تجاه اليابان إيجابية ومليئة بالاحترام المتبادل، وأن هذا الاستثمار الاجتماعي يوفر أساسًا ممتازًا لتعميق العلاقات الثقافية والحضارية بين البلدين.
وأكد على ضرورة الاستفادة من تجارب اليابان في مجالات الإدارة الثقافية، والنظام التعليمي، والتكنولوجيا، والبيروقراطية، قائلاً: إن اليابان في مجال دمج التقليد والحداثة لديها تجربة متميزة ومفيدة؛ نموذج يمكن أن يكون مصدر إلهام لعملية توطين التقدم في الدول الآسيوية، بما في ذلك إيران.
وأضاف صالحي أميري: إن إيران واليابان من حيث تسجيل الآثار في قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحتلان المرتبتين العاشرة والحادية عشرة على مستوى العالم؛ هذه المساواة الرمزية تمثل دليلاً على عمق التاريخ الحضاري للبلدين وتؤسس لتبادل ثقافي فعال بين شرق وغرب آسيا.
واقترح إنشاء شبكة معارض مشتركة في عاصمتي البلدين قائلاً: إن إقامة معارض حضارة إيران في طوكيو وإعادة عرض فن اليابان في طهران، يمثل مقدمة لإعادة تعريف الصورة المتبادلة للأمم عن بعضها البعض في ضوء الخصوصيات الثقافية.
التعليم والسياحة والفن؛ محاور لتعزيز التعاون الثنائي
وأشار صالحيامیري إلى تنوع السياحة في إيران، قائلاً: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك جميع الأنواع المعروفة عالمياً للسياحة؛ منها السياحة الصحية والدينية والتاريخية والطبيعية والإبداعية. هذه القدرة الهائلة، إذا تم تقديمها بشكل هادف، يمكن أن تتحول إلى نقطة جذب للسياح اليابانيين، وأضاف: إن أمن إيران مقارنة بالعديد من دول المنطقة أعلى وأكثر استقراراً.
كما قدم صالحي أميري اقتراحات عملية، منها دعوة الشخصيات الثقافية والسياحية والإعلامية اليابانية لزيارة إيران التي تمهد الطريق لتصحيح الصورة الذهنية عن إيران في أذهان العامة في اليابان. نحن مستعدون لاستضافة وفود رفيعة المستوى من رؤساء وكالات السياحة اليابانية.
وفي الختام أوضح صالحي أميري: الصناعات اليدوية الإيرانية واليابانية، كلاهما تراثان مرموقان للأمم القديمة. يمكن لليابان أن تكون سوقًا متميزًا للفنون التقليدية الإيرانية، والعكس صحيح، نحن أيضًا مستعدون لبناء جسر ثقافي بين البيوت الإيرانية والفن الشرقي من خلال فهم أعمق للفن الياباني.
عام 2029؛ نقطة تحول في تاريخ الدبلوماسية الثقافية بين البلدين
وفي هذا الصدد قال تسوكادا تاماكِي السفير المفوض لليابان في إيران: إن «تعلم اللغة هو مقدمة لفهم أعمق للثقافة والفن والسياسة والتجارة لدى الأمم»، مضيفًا: إن معرفة إيران بالنسبة لنا هي مهمة ثقافية، وليست مجرد واجب دبلوماسي. في رحلاتي إلى إيران، كنت دائمًا أسعى لفهم أعمق لجذوركم الثقافية ونظامكم التعليمي والفني.
وذكّر بوجود صالحي أميري في أولمبياد طوكيو 2021، مضيفا: كانت اللقاءات المؤثرة مع المسؤولين رفيعي المستوى، بما في ذلك رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية، لها دور كبير في تعزيز العلاقات الرياضية والثقافية بين إيران واليابان. كانت تلك المشاركة نقطة تحول في علاقات البلدين.
وأكد: على الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين إيران واليابان. هذه المناسبة التاريخية ستكون فرصة لا تعوض لتصميم حركة ثقافية وحضارية واستراتيجية في العلاقات الثنائية.
وفي الختام، أكد تاماكي على الاستعداد الكامل لسفارة اليابان للتعاون في جميع المجالات، مضيفًا: إن اليابان تتطلع بشغف لتطوير العلاقات الثقافية والسياحية والتعليمية والرياضية مع إيران وستتابع هذا المسار بجدية واحترام متبادل.