تحتار الأم وكذلك الأب في طرق ووسائل المرح مع الأطفال، ولذلك فهم يستخدمون بعض الطرق التي تعلموها من الكبار، ويبدو أن وسائل اللهو مع الصغار تكون متوارثة وكما أن هناك ألعابًا شعبية تقليدية فهناك بعض العادات التي لا زلنا نستخدمها رغم أن لها مخاطرها، ومن بينها أن تقوم الأم بإخافة الطفل مثل الصراخ في وجهه فجأة ثم تضحك عاليًا، أو أن تختبئ في مكان ما وتظهر له فجأة، وقد يفعل الأب الأمر نفسه وهما لا يعرفان أضرار ومخاطر القيام بمثل هذه التصرفات.
ينبغي على الكبار التوقف عن أسلوب المزاح الذي يعتمد على التخويف، كما يجب الحرص على عدم تعريض الأطفال لصدمات نفسيه مفاجئة ومواقف مخيفة، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأمراض المناعية الدكتورة لبيبة موسى، حيث أشارت إلى عواقب إخافة الطفل فجأة بدافع المزاح ومنها تعرض الطفل للإصابة بمرض البهاق والشيب المبكر، إضافة لأضرار نفسية كثيرة في الآتي:
كيف يؤثر تخويف الطفل المفاجئ على لون بشرته وشعره؟
مرض البهاق عند الأطفال
توقفي تمامًا عن عادة تخويف الطفل بغرض المزاح منه، كما يجب أن تحاولي إبعاد طفلك عن التعرض لأي صدمة نفسية أو موقف مخيف بشكل مفاجئ ويجب أن تبعدي الطفل عمومًا عن مشاكل الكبار، وما قد يحدث من حوادث وفاة مثلًا في نطاق العائلة؛ لأن مثل هذه المواقف والتصرفات تؤدي إلى إصابة الطفل وفي مراحل عمرية مختلفة بمرض البهاق الذي يصعب علاجه، إضافة لإصابة الطفل بالشيب المبكر، وتلاحظين أن اللون الأبيض قد غزا شعر الطفل فجأة.
اعلمي أن الدراسات العلمية قد أثبتت أن بعض الأشخاص يصابون بما يعرف باضطراب مناعي ذاتي، بعد مرورهم أو تعرضهم إلى حادث قوي وصعب في حياتهم، وقد دفع هذا الارتباط المتوقع بين التوتر النفسي واضطرابات المناعة الذاتية لدى الإنسان العلماء إلى التساؤل عما إذا كان التوتر والخوف المفاجيء يلعبان دوراً في الإصابة بمرض البهاق، وقد خلص العلماء أن هناك عوامل قد تحفَّز ظهور البهاق ومنها عوامل بيئية مختلفة مثل التوتر لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل وراثية من الأساس فقد تحفز هذه العوامل الوراثية الاستجابة المناعية الذاتية في جسم الإنسان بحيث يهاجم جهاز المناعة الخلايا الصبغية عن طريق الخطأ نتيجة لخلل ما، وهذه الخلايا هي التي تقوم بإنتاج مادة الميلانين، وهي الصبغة التي تمنح الجلد لونه، وحدوث عملية تدمير للخلايا الصبغية يعني أنها لن تستطيع إنتاج مادة الميلانين، ويسبب هذا النقص في هذه المادة الصبغة يحدث فقدان التصبغ، والنتيجة هي ظهور بقع بيضاء متفرقة على الجلد تعرف بالبهاق وظهور الشيب في الشعر.
توقعي أن يصاب طفلك بالبهاق والشيب المبكر بسبب الضغط النفسي الذي قد يتعرض له وحيث بينت الدراسات التي اجريت في العام 2015 وعلى أكثر من 1500 إنسان بالغ مصاب بالبهاق لدراسة تاريخ وظروف تعرضهم لأحداث مؤذية نفسيًا ربما سببت لهم توتراً وخوفًا وقلقًا وقد ظهرت أعراض البهاق فعلًا لديهم، وقد أظهرت نتائج هذه الاستبيانات أن هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا فعلًا لأحداث صعبة، فربما تسبب التوتر والحزن مثل وفاة أحد الأحباء واستمرار الشعور بالفقد خلال العامين السابقين من عمر الشخص بظهور الأعراض كما توصلت هذه الدراسة إلى وجود علاقة بين تاريخ التعرض لعوامل نفسية واجتماعية مرهِقة متعددة وزيادة ظهور أعراض البهاق عند الشخص ومن بينهم الأطفال.
لاحظي أنه وعلى الرغم من أن مرض البهاق هو مرض يتسبب في ظهور بقع يفقد فيها جلد الإنسان لونه الطبيعي الذي يرثه عن والديه وعادة ما تزيد مساحة هذه البقع التي تصبح فاقدة اللون مع مرور الوقت، وقد تصيب هذه الحالة جلد الطفل مثلًا في أي جزء من جسمه فيمكن أن تصيب الشعر وداخل الفم أيضًا، وعلى الرغم من أن العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به إلا أن هناك عوامل جانبية يمكن تجنبها لتقليل الإصابة بهذا المرض المؤلم نفسيًا وحيث أن ظهور علاجات لإعادة اللون للمناطق التي فقدت لونها لا يعني منع ظهور بقع جديدة في أجزاء ومناطق أخرى من الجسم، ولذلك فعلى الأم في حال عدم وجود العامل الوراثي في العائلة لهذا المرض الحفاظ على طفلها من التعرض للعوامل التي تؤدي لرفع احتمالية الإصبة به.