وأعلن أمير خواجه فرد، في المؤتمر الدولي الثالث والعشرين للفضاء والطيران الإيراني الذي عقد في جامعة الشهيد بهشتي، الثلاثاء، عن تقدم علمي وصناعي هائل في هذا المجال، مشيرًا إلى النمو الكبير لصناعة الفضاء والطيران في البلاد بعد الثورة الإسلامية. وأضاف: لدينا اليوم منتجات صُممت بالاعتماد على المعرفة المحلية والعمل المشترك بين الخبراء والأكاديميين، والتي يمكنها ضمان متانة وقوة صناعة الطيران الإيرانية إلى جانب الأسطولين العسكري والتجاري.
* تطور صناعة الطيران وبناء البنى التحتية القائمة على المعرفة
وأكد الرئيس التنفيذي لمنظمة الصناعات الجوية أن صناعة الطيران في إيران حققت تقدمًا ملحوظًا خلال العقود الأربعة الماضية بفضل التعاون الوثيق بين مختلف المؤسسات والمراكز البحثية الجامعية، وقال: تمكنا خلال هذه السنوات من تحقيق قدرات كاملة في المجالات التكنولوجية الحرجة، بما في ذلك محركات الطائرات والطائرات المسيرة بدون طيار والأنظمة الإلكترونية المتطورة. ولقد وصلنا اليوم في تصميم وتصنيع الطائرات والمروحيات وغيرها من المعدات الجوية إلى مستوى حيث لم يعد أي محرك يتعطل في إيران بسبب عجز تكنولوجي.
وأشار خواجه فرد إلى تأثير العقوبات على صناعة الطيران في البلاد، موضحًا: العقوبات لم تكن عائقًا فحسب، بل أجبرت إيران على الاعتماد على القدرات القائمة على المعرفة وخلق إمكانيات محلية. وتابع قائلًا: تصنيع طائرات النقل وبعض المحركات المتطورة، رغم قيود العقوبات، يبرهن قدرة إيران على المنافسة مع المنتجات العالمية، ونحن الآن ندخل مرحلة التحول القائم على المعرفة، ويجب أن نستخدم هذه الخبرة للقفز نحو أجيال جديدة من التكنولوجيا.
* برامج التطوير في صناعة الطيران والسوق العالمية
وأشار الرئيس التنفيذي لمنظمة الصناعات الجوية إلى توقعات السوق العالمية لصناعة الطيران، قائلاً: بحلول عام 2032، سيتم استثمار حوالي 8/4 تريليون دولار في صناعة الطيران العالمية، وإيران قادرة على الاستحواذ على ما لا يقل عن 1% من هذه السوق، وهذا الأمر ليس مهمًا للتنمية الاقتصادية فحسب، بل سيخلق أيضًا فرصًا كبيرة لتوفير فرص العمل.
وأكد خواجه فرد على أن تحسين التعاون بين الصناعة والجامعة يمكن أن يساهم في تطوير البنى التحتية التكنولوجية، معلنًا: ننفق أكثر من الاعتمادات المخصصة للشركات القائمة على المعرفة والمشاريع البحثية، وهذا يبرز أهمية ارتباط الصناعة بالجامعات ودورها المحوري في التقدم التكنولوجي.
وأعرب عن أمله في أن تحقق صناعة الطيران والفضاء الإيرانية المزيد من الإنجازات، بالاعتماد على القدرات الداخلية ومساهمة الخبراء، وأن تتبوأ مكانةً لائقةً في المنافسة العالمية. وشكر الفرق القائمة على المعرفة والباحثين، قائلاً: صناعة الطيران الإيرانية اليوم لم تعد تقتصر على السوق المحلية فحسب، بل هي مستعدة أيضًا لدخول الساحات العالمية.
* صناعة الطيران تحقق الاكتفاء الذاتي وتستعد لتجاوز العقوبات
من جانبه، أعلن رئيس منظمة الطيران المدني، في افتتاح المؤتمر، أن صناعة الطيران في البلاد حققت الاكتفاء الذاتي وهي مستعدة لتجاوز العقوبات.
وأشار حسين بورفرزانه إلى التاريخ العريق والفرص الاقتصادية الواسعة لصناعة الطيران الإيرانية، موضحاً: أن هذه الصناعة تمتلك خبرة تمتد لأكثر من سبعة عقود. كما أشار إلى قانون الطيران الذي تم إقراره عام 1949 كنقطة تحول في البنية القانونية لهذا القطاع، وكشف عن إعداد نسخة جديدة من هذا القانون بعد مرور 75 عاماً تقريباً.
وأوضح بورفرزانه أن صناعة الطيران تقوم على أربعة أركان أساسية تشمل: الأسطول الجوي، والمطارات، والصناعات الداعمة، والكوادر البشرية المتخصصة، مشدداً على أن السلامة والأمن والاستدامة الاقتصادية تمثل المبادئ الأساسية للنقل الجوي التي تلتزم بها إيران وفقاً للمعايير الدولية.
وأكد رئيس منظمة الطيران المدني أنه رغم العقوبات الدولية والتحديات في توفير القطع والصيانة، فقد نجح البلد في الحفاظ على أسطوله الجوي وصيانته وإصلاحه بشكل كامل محلي وموثوق به. وأضاف: اليوم تتم تلبية جميع احتياجات إصلاح وصيانة المحركات وقطع الطائرات تقريبًا داخل البلاد، وهذا الأمر يمثل تطورًا ومصدر فخر وطني؛ لكن الاعتماد فقط على إصلاح الأسطول القديم ليس كافيًا، ويجب تسريع التحرك نحو تصنيع طائرات جديدة من مختلف الفئات، مؤكداً على دور الصناعات الداعمة وتطوير مكاتب التصميم ومراكز الإصلاح الداخلية، ووصف هذه الإجراءات كحل لمواجهة العقوبات وتحقيق الاستقلال الكامل لصناعة الطيران.