وقال كريس ناينهام أحد قادة منظمات التحالف مع فلسطين لكاميرا العالم: “الليلة لدينا احتجاج جديد بعد أيام فقط من نزول نصف مليون شخص إلى الشوارع في أمسية منتصف الأسبوع.. 7000 شخص حضروا بسرعة أمام داونينغ ستريت لأن موقف الحكومة تجاه إسرائيل بدأ ينهار، حتى ديفيد لامي اضطر للاعتراف بأن إسرائيل تواصل هجماتها بلا هوادة، وأن ما يحدث للفلسطينيين مروع.”
المنظمون أكدوا أن الكلمات وحدها لم تعد كافية والوعود الخجولة لا تسمن من جوع، مشيرين إلى أن استمرار تسليح إسرائيل يسهم في تصعيد الانتهاكات في قطاع غزة، حيث تتواصل العمليات العسكرية منذ أشهر، وسط تنديد واسع من منظمات حقوقية وإنسانية.
وعلى هامش التظاهرة قال جيرمي كوربين النائب عن حزب العمال البريطاني لمراسلة العالم: “المؤسسة البريطانية في حالة هلع لأنها أدركت حجم الجريمة.. الجريمة أكبر من أن تخفى، والرأي العام تغير، وهم يعلمون أن الحساب قادم لكل من دعم وساهم في هذه الإبادة.”
ويأتي هذا التحرك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الشعبية والرسمية على الحكومة البريطانية لمراجعة سياساتها تجاه الصراع في المنطقة، خصوصا في ظل تصاعد أعداد الضحايا المدنيين، وفشل الجهود الدولية في وقف إطلاق النار.
وقال إيون جونز الصحفي والكاتب ومن أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية إن: “أطفال يموتون جوعا وناس تفارق الحياة في المستشفيات بسبب نقص التخدير والمعقمات وحتى أبسط وسائل البقاء.. ما نراه لحظة بلحظة هو تجويع منهجي لشعب غزة، إنه أمر مقزز ومشين.”
الاحتجاج في لندن يتجاوز لحظة الغضب.. إنه تحدي مباشر لسياسات تسلح وتبرر.. ففي الشارع تكشف الشعارات حجم الهوة بين المواقف الرسمية ونبض الناس بين تجارة السلاح ودم الضحايا في غزة.. فإلى متى ستبقى الحكومة البريطانية تمشي على الحبال بين صفقات السلاح وحسابات الأخلاق؟