في ذكرى تحريرها

خرمشهر.. أفلام تروي المقاومة والنصر

حاول صانعو الأفلام دائماً تصوير أيام الشجاعة والبطولة حلوها ومرها للجمهور في جميع أنحاء إيران، وخاصة في مدن مثل خرمشهر، في إطار سينما الدفاع المقدس.

النصر والمقاومة حليفان لا يفترقان، فالمقاومة لغة عالمية لكل أحرار العالم، عندما يكون الحديث عن المقاومة، أول ما يخطر بالبال هو مقاومة العدو والمعتدي على الوطن، وما أجمل لحظات التضحية التي يسجّلها أبطال المقاومة.

 

ذكرى تحرير مدينة خرمشهر ملحمة الصمود والمقاومة، صمود الشعب الإيراني ملحمة لا تنساها الذاكرة… لأن الشعب الإيراني إنبروا للجهاد ضد عدو لم يكونوا على جهوزية لصد عدوانه. لقد انبرى الشعب الايراني إلى الذود عن حياضهم بأيد عزلاء عبر سلاح الإيمان والإرادة وحب الوطن الاسلامي، اذ سطّروا ملحمة منقطعة النظير تبقى خالدة في سجل التاريخ.

 

مدينة خرمشهر بالنسبة لأبناء إيران الإسلامية ليست قصة مدينة فحسب بل تاريخ يحكي صمود وايثار وتضحيات وخلود ثورة.

 

يصادف اليوم السبت 24 مايو، ذكرى تحرير مدينة خرمشهر في عملية “بيت المقدس” من براثن نظام صدام المعتدي، بعد 576 يوماً من الصمود أمام العدو، وتم تسمية هذا اليوم بيوم المقاومة والتضحية والنصر.

 

بعد  أكثر من أربعة عقود من تحرير خرمشهر، حاول صانعو الأفلام دائماً تصوير أيام الشجاعة والبطولة حلوها ومرها للجمهور في جميع أنحاء إيران، وخاصة في مدن مثل خرمشهر، في إطار سينما الدفاع المقدس.

 

إن سقوط خرمشهر خلال الحرب التي فرضها نظام صدام المقبور على بلادنا وتحرير هذه المدينة ليس فقط أهم جزء في الدفاع المقدس، بل هو أيضا أحد الصفحات الذهبية في تاريخ إيران. لقد تم الحديث عن رسالة الفنانين وخاصة صانعي الأفلام مرات عديدة في مواجهة مثل هذه الأحداث الكبرى، ويكفي أن نتذكر أن السينما هي أفضل وسيلة لتوثيق الأحداث مثل قصة تحرير خرمشهر ونقل الحقائق المتعلقة بها إلى الأجيال القادمة.

 

الأفلام التي تم أو يتم إنتاجها حول الدفاع المقدس، وفترة الحرب المفروضة كثيرة، ولازال المنتجون يقومون بإنتاج هذه الأفلام، منها فيلم “إسفند”، “دمعة الهور”، وغيرها، فبطولات قادة الدفاع المقدس خالدة، لكننا بمناسبة ذكرى تحرير مدينة خرمشهر نذكر بعض الأعمال السينمائية البارزة التي تم إنجازها في هذا المجال، فهي أيضاً ذكرى جميلة تأخذنا إلى تلك الأيام والأبطال الذين سجلّوا النصر بدمائهم الطاهرة، فصانعو الأفلام بذلوا جهدهم في ساحة الحرب الناعمة والنضال الثقافي.

 

“زورق باتجاه الشاطئ”

 

المخرج والمنتج الإيراني “رسول ملاقلي بور” في عام 1985 ، روى في فيلم “بلمي بسوي ساحل” أي “زورق باتجاه الشاطئ”، قصة القوّات الخاصة الذين ذهبوا إلى هذه المدينة من أجل تحرير المدينة بعد سماع نبأ احتلال خرمشهر. فيلم يواجه أبطاله صعوبات كثيرة للوصول إلى خرمشهر وفي النهاية يستشهدون في هذه المدينة أيضا.

ميزة أخرى لهذا الفيلم هي أنه يخلّد ذكرى الشهيد “محمد جهان آرا” القائد الذي لعب دوراً مهماً في تحرير خرمشهر. كما أن هذا هو أول فيلم يصوّر بشكل مباشر شجاعة مناضلي الحرس الثوري الإيراني وصنع أبطالاً بناء على شخصية هؤلاء الجنود.

 

“كيميا”

أما المخرج الإيراني “أحمدرضا درويش” قام في عام 1994 بإنتاج أول عمل من ثلاثيته، وهي “كيميا”، أمام الكاميرا. تدور أحداث قصة هذا الفيلم حول أسرة إيرانية، “رضا” هو الوالد ومن المناضلين يدافع عن الوطن، وعندما يغزو نظام صدام المقبور خرمشهر، تتوفى زوجته في مستشفى المدينة بعد ولادة طفلها. من جهة أخرى يتم أسر “رضا” على يد الصداميين، وبعد عدة سنوات ، عندما يرجع “رضا” إلى إيران، يبحث عن إبنته “كيميا” ليذهب الى الطبيبة التي كانت تعالج أمها.

 

“دوئل”

 

“دوئل” أيضاً هو عمل آخر أنتجه المخرج “درويش” عن خرمشهر عام 2002. بصرف النظر عن القصة المختلفة للفيلم التي تدور أحداثها أثناء احتلال خرمشهر، يستخدم “درويش” تكنولوجيا “دولبي” الصوتية وأحدث التقنيات السينمائية لتقديم صورة مختلفة وصادمة لهجوم الجيش الصدامي على خرمشهر.

 

“اليوم الثالث”

 

فيلم “روز سوم” أي “اليوم الثالث” من إخراج “محمد حسين لطيفي” وإنتاج عام 2006. تدور أحداث قصة هذا الفيلم في الأيام الأخيرة للمقاومة في خرمشهر وهي قصة أبطال خرمشهر، أخ وأخت اللذان بقيا في المدينة مع أشخاص آخرين للدفاع عن أرضهم، في هذه الأثناء يتم كسر ساقي الأخت ومع تشديد الحصار لا يمكن الخلاص وترك المنطقة. يقرر الأخ دفن أخته في ظروف خاصة، لكي لا تقع في أيدي جنود صدام، حتى يتمكن من العودة ليلاً لإنقاذها.

 

“فصيلة البنات”

 

 

فيلم “دسته دختران” أي “فصيلة البنات” لمخرجة السينما الإيرانية “منير قيدي” التي سبق لها أن أنتجت أفلام حول موضوع الدفاع المقدس، تتطرق إلى البطلات في أيام الدفاع عن خرمشهر في فيلم “فصيلة البنات” تبذل قصارى جهدها لتصوير الدور الرئيسي لنساء خرمشهر البطلات في الدفاع عن هذه المدينة إلى جانب الرجال. النساء اللواتي لكل منهن أهدافه ومشاكلهن من أجل لعب دورهم في الدفاع عن خرمشهر.

 

“جسر الحرية” والشعور بالفخر

 

أما وثائقي “بل آزادي” أي “جسر الحرية” يتطرق إلى تحرير خرمشهر، في الوقت الذي كان في مدينة خرمشهر حوالي 19 ألف أسير عراقي، نفذت عملية تحرير خرمشهر بـ 3000 شخص، وفي النهاية يجب أن أقول إن الفيلم الوثائقي “جسر الحرية” برأيي ينقل شعور الفخر والسعادة لدى الناس في ذلك الوقت.

 

وهكذا يتواصل إنتاج الأفلام عن البطولات والتضحيات التي أصبحت خالدة في الأذهان، هناك أحداث وقصص لا نهاية لها، وفي كل عام يتطرق فنانو السينما إلى قسم منها، فكم نشعر بالسرور والفخر، من أبطالنا الذين حرروا البلاد، ذكراهم خالدة ومسيرتهم متواصلة.

 

المصدر: الوفاق