وأوضحت مهديان، الحاصلة على دكتوراه في الكيمياء الحيوية والباحثة في معهد “رويان”، أن الانتباذ البطاني الرحمي هو مرض شائع نسبياً بين النساء، ينتج عن نمو نسيج بطانة الرحم خارج موقعه الطبيعي (الرحم)، وأضافت: أن هذا النسيج قد ينمو في أنسجة مختلفة من الجسم، لكن أكثر المواقع شيوعاً هي الحوض والمبيضين، مما قد يؤدي في الحالات المتقدمة إلى انسداد قنوات فالوب وفقدان مرونة أنسجة الرحم، وبالتالي العقم.
وأشارت الباحثة إلى الطبيعة التقدمية والغازية لهذا المرض، الذي قد يصيب أعضاء مختلفة ويؤثر سلباً على جودة حياة المريضات، مع عدم وجود علاج نهائي له حتى الآن. وأكدت أن العلاجات المعروفة مثل المسكنات والعلاج الهرموني والجراحة تهدف فقط إلى تخفيف الأعراض وإدارة المرض، مما يجعل البحث عن أدوية أكثر فعالية تحديًا رئيسيًا لأخصائيي النساء.
ونوهت مهديان إلى أهمية تحديد الأهداف الجزيئية الرئيسية Targets في تطور المرض واختيار الأدوية المناسبة لتثبيطها، خاصةً مع دور الانتباذ البطاني في زيادة معدلات العقم وعدم وجود علاج شافٍ. ويعتمد هذا المشروع على أساليب الحوسبة الحيوية لتحديد أهم الأهداف الجزيئية ومثبطاتها، تليها دراسات مخبرية حيث تم زرع أنسجة بطانة الرحم في المختبر وتقييم فعالية الأدوية المختارة.
وأكدت الباحثة أن المرحلة التالية تشمل دراسات مخبرية باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد للعضاء المصغرة Organoids، التي تُعد أدوات قوية في اكتشاف الأدوية، حيث تسمح بتقييم فعالية الأدوية قبل الاختبارات السريرية البشرية. ومن المتوقع أن تساهم نتائج هذه الدراسة في تقديم خيارات علاجية أكثر فعالية للمجتمع الطبي.