ويعد هذا الاستحقاق الانتخابي الأول من نوعه منذ عام 2016، وكانت صناديق الاقتراع فتحت أبوابها عند السابعة صباحا (بالتوقيت المحلي) لتستقبل الناخبين في ظل تدابير أمنية مشددة، على أن تغلق مساء ويبدأ بعدئذ فرز الأصوات.
وفازت أكثر من 100 بلدية وفق مبدأ التزكية لبلدياتها ومختاريها، بفعل التوافق بين الثنائي “أمل” و”حزب الله”.
في الأثناء قام رئيس الجمهورية، جوزيف عون، بزيارة مدينة صيدا للاطّلاع على أجواء العملية الانتخابية في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب.
*ارتفاع نسب الاقتراع
في التفاصيل، فتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة من صباح السبت امام الناخبين في محافظتي الجنوب والنبطية في الجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، على وقع اختيار عدد من البلدات مبدأ التزكية لبلدياتها ومختاريها، بفعل التوافق بين الثنائي الوطني “أمل” و”حزب الله” أو بعوامل توافقات عائلية.
وأعلنت وزارة الداخلية ارتفاع نسب الاقتراع، في مناطق الجنوب حتى الساعة 11 صباحاً على النحو الآتي:
11.44% جزين، 7.94% حاصبيا، 6.49% مرجعيون، 5.36% بنت جبيل، 8.07% النبطية، 7.19% صور و8.51% صيدا.
وبلغ عدد الشكاوي، حتى الساعة، بحسب وزارة الداخلية والبلديات، إلى 131.
وافادت مصادر صحفية من وزارة الداخلية ان”الجو مختلف اليوم حيث فازت حوالي 122 بلدة بالتزكية في ظل وضع امني غير طبيعي، ورغم ذلك زحف الجنوبيون الى قراهم وبلداتهم للمشاركة في هذا الاستحقاق.
*الرئيس عون: إرادة الحياة أقوى من الموت
في السياق وجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من سرايا صيدا” تحيّةً لأرواح الشهداء في هذا اليوم، وتحية لعمل الأجهزة الأمنية والقضائية، ولكل من ساهم ويساهم في إنجاز العملية الانتخابية”.
ودعا” الجميع إلى التصويت بكثافة لمن يمثّل تطلّعاتهم في إنماء المدينة، فالانتخابات في الجنوب تؤكّد أنّ إرادة الحياة أقوى من الموت، وإرادة البناء أقوى من الهدم”.
ومن سرايا النبطية قال: “المشاركة في بناء البلدة وبناء لبنان الغد لأجل جيل المستقبل هي واجب ومسؤولية، أبارك لمن فاز بالتزكية، وأبارك سلفًا لمن سيفوز في صناديق الاقتراع، فالمركز ليس امتيازًا بل مسؤولية، وعليكم أن تكونوا على قدر الثقة، في خدمة أبناء ضيعكم بإخلاص وتفانٍ”.
وأدلى الرئيس عون بصوته في بلدته العيشية لإنتخاب مختار بعد فوز البلدية بالتزكية.
وقال:” من سيربح يمثلني”، ودعا المواطنين الى” التصويت بكثافة في كافة المناطق في محفاظتي الجنوب والنبطية”.
ومن سراي صيدا افادت وسائل إعلام ان”جولة الرئيس عون تأتي اهميتها انها الاولى الى الجنوب الذي يتعرض للاعتداءات الصهيونية”.
وكان وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار وصل الى بلدة شبعا لتفقد سير العملية الانتخابية، وأعلن في تصريح ان ” كل الإتصالات الديبلوماسية مطمئنة ونحن متمسكون بسيادة الدولة الحاضرة إلى جانب الشعب”.
وقال الحجار: “الإعمار بدأ وبالنفوس قبل الحجر ورغم الإمكانات الضئيلة إلا أن إرادة الشعب أقوى”.
*إصرار الجنوبيين: الأرض أولاً
من جهته قال النائب فضل الله إنّه “على الرغم من الاعتداءات الصهيونية، أصرّ الجنوبيون على المشاركة في الانتخابات، وهم متمسّكون بأرضهم”.
وأضاف أنّ هذا التمسّك هو “رسالة سياسية تؤكد أنّ أهل الجنوب لا يتخلّون عن حقوقهم، ولا يسمحون للاعتداءات أن تنال من قرارهم السيادي”.
وأوضح فضل الله أنّ حزب الله وحركة أمل يشاركون بقوّة في العملية الانتخابية، وقال: “في منطقة جنوب الليطاني، يشارك الثنائي في أكثر من 100 بلدية”، مشيراً إلى أنّ “الانتخابات تُمثّل واجباً وطنياً، وتؤكد الجهوزية الشعبية لحماية الأرض والمؤسسات”.
*المقاومة والوفاء لشهدائها
وبالتزامن مع عيد المقاومة والتحرير، أكّد فضل الله رمزية هذه المرحلة، وقال: “نستحضر في هذه المناسبة سيد المقاومة، شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، الذي قاتل المقاومون من دمه في كل القرى الجنوبية، ومنعوا العدو من تحقيق أهدافه”.
ورأى أنّ المشهد السياسي والشعبي في الجنوب “مرتبط عضوياً بخط المقاومة”، وأنّ الجنوبيين “أثبتوا مرة جديدة أنّهم لا ينكسرون أمام الاحتلال”.
ولفت إلى أنّ “الحكومة أمامها مسؤوليات كبيرة أبرزها تحرير الأرض، وإعادة الأسرى، وإعمار ما تهدّم نتيجة العدوان”.
*بيان “حزب الله”
في سياق آخر صدر عن العلاقات الإعلامية في “حزب الله” البيان الآتي: “إن الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناولت رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح.
واضاف البيان :”ندعو جميع اللبنانيين إلى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الصهيونية على بلدنا لبنان”.