إثر غارة جوية صهيونية

طبيبة فلسطينية تستقبل أشلاء متفحمة لأطفالها التسعة

في واحدة من آلاف القصص المؤلمة التي تجسّد وجع غزّة، استقبلت طبيبة الأطفال آلاء النجار، أبناءها التسعة، شهداء في قسم الطوارئ ذاته، الذي تعمل فيه، بعدما استهدف قصف صهيوني منزل العائلة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، صباح السبت.

وكانت آلاء، وهي مختصة بطب أطفال في مستشفى التحرير داخل مجمع ناصر الطبي، قد غادرت منزلها في وقتٍ مبكر برفقة زوجها، الطبيب حمدي النجار، الذي أوصلها إلى دوامها المعتاد في رعاية المرضى الصغار. لم تكن تعلم أن ساعات العمل التي بدأت كالمعتاد، ستنقلب إلى مشهد مأساوي يفطر القلب، حين يصل أطفالها إلى المكان نفسه، لكن ملفوفين بالأكفان البيضاء.

 

الاحتلال، كما يقول العاملون في القطاع الصحي، لا يكتفي باستهداف الأطباء في أماكن عملهم، بل يلاحق عائلاتهم وأحلامهم إلى بيوتهم. المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أفاد بأنّ الغارة أدت إلى استشهاد 9 من أطفال الطبيبة آلاء، الذين لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة من عمره، وهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا.

 

أما الطفل العاشر، آدم، فقد نجا بأعجوبة، لكنه أُصيب بجروح خطيرة، ويرقد الآن في المستشفى إلى جانب والده الطبيب حمدي النجار، الذي يخضع للعلاج في قسم العناية المركّزة.

 

بدورها قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد ضحايا العدوان الصهيوني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 53 ألف و901 شهيدا و122 ألف و593 مصابا.

 

وأضافت الوزارة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 بلغت 3747 شهيداً و10 آلاف و552 مصاباً.

 

*دروع بشرية من الأسرى الفلسطينيين

 

في غضون ذلك نقلت وكالات أنباء عن معتقلين فلسطينيين وعدد من جنود جيش الاحتلال الصهيوني أن قوات الاحتلال تجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية.

 

وحسب الوكالات، فإن 7 فلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قدّموا شهادات تفصيلية حول إجبارهم على تنفيذ مهام خطرة لصالح جيش الاحتلال، من بينها التقدّم أمام قوات الاحتلال إلى أماكن يُشتبه بوجود مسلحين فيها.

 

وأوضح معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال الصهيوني أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات