باقة متنوعة من البرامج في إحياء ذكراها

الكتب تسجّل مقاومة وصمود “دزفول” بأقلام من نور

خاص الوفاق: إشتهرت دزفول بأنها مدينة المقاومة النموذجية بسبب مقاومتها في فترة الدفاع المقدس، وتم تقديم لوحة "البلدة الطيبة" الذهبية لهذه المدينة.

ايران المقاومة تشتهر بمدنها الصامدة خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية وهي في أوائل إنتصارها، وشهدنا بطولات وتضحيات كبيرة سجلها أبناء الوطن بدمائهم الطاهرة، وخاصة المدن الحدودية التي واجهت العدو بصمود أنموذجي، ومنها مدينة دزفول في جنوب إيران.

 

يصادف اليوم  الأحد 25 مايو/أيار اليوم الوطني للمقاومة والصمود في إيران وكذلك يوم “دزفول” التي هي من أهم المدن في إيران في شمال محافظة خوزستان بحضارة تمتد لعدة آلاف من السنين، وشعب دافئ ومضياف بلهجة جميلة، وفقا للغويين، فإن لهجة دزفول هي من اللغة الفارسية الوسطى والقديمة.

 

منذ الساعات الأولى لغزو نظام صدام حتى نهاية الحرب المفروضة، كانت مدينة دزفول هدفا لهجمات اسلحة الهاون والمدفعية والصواريخ التي شنها صدام المقبور. لدرجة أنه يمكن القول إن عدداً قليلاً من المدن في العالم تعرضت لهجوم وحشي في الحروب التقليدية مثل دزفول.

 

خلال السنوات الثماني للدفاع المقدس، أصاب المدينة 176 صاروخاً، استشهد على اثرها 711 شخصا في هذه الهجمات الوحشية.

 

ما سر “ألف دزفول”؟

 

إذا أطلق العدو صواريخه على المدن الإيرانية، فمدينة دزفول أولها، وهذا معنى ” ألف دزفول”. كانت مقاومة شرسة وضحّى مناضلوها بأنفسهم، واشتهرت دزفول بأنها مدينة المقاومة النموذجية بسبب مقاومتها في فترة الدفاع المقدس، ولهذا السبب سُميت دزفول مدينة المقاومة، وتم تقديم لوحة “البلدة الطيبة” الذهبية لهذه المدينة.

 

هناك برامج كثيرة تُقام كل سنة بهذه المناسبة، كما أن كتب كثيرة سجّلت هذا الصمود والبطولة، ففي هذا المقال نقدّم نبذة عن البرامج التي تُقام هذا العام وبعد ذلك نتطرق إلى بعض الكتب بموضوع مقاومة دزفول.

 

برامج إحياء ذكرى مقاومة دزفول

 

خلال أسبوع تحرير خرمشهر ويوم دزفول للمقاومة، يقام الحدث الوطني للمقاومة والصمود بمختلف البرامج منها المسرح والفنون البصرية وكتاب المقاومة وغيرها في المتحف الوطني للثورة الإسلامية والدفاع المقدس، في مختلف المدن الإيرانية.

 

الرئيس التنفيذي لمؤسسة “4 خرداد”  الدكتور “غلام رضا دركتانيان” في مؤتمر صحفي شرح برامج إحياء ذكرى يوم مقاومة دزفول قائلا: إن تعزيز ثقافة الدفاع المقدس والنهوض بها يتطلب اهتمام الجهات الثقافية لصياغة وتنفيذ برامج دقيقة في هذا الصدد، ومن أهدافنا في إقامة برامج لإحياء ذكرى يوم مقاومة دزفول تسليط الضوء على معالم التاريخ ونعتقد أن دزفول عاصمة المقاومة يجب تقديمها للناس أكثر من ذي قبل، وفي هذا الصدد سننفذ عدة برامج، منها: إزاحة الستار عن الفيلم الوثائقي “دج بل”، وهو سرد مقاومة دزفول ضد الهجمات الصاروخية لنظام صدام، عرض فيديو كليب تحت عنوان “خوش نام ونشان” أي “طيب السمعة”، إزاحة الستار عن كتاب “آلام عصر الجرحى”، رواية جديدة لمناضل حربي ومصور طبعت فيه 60 صورة فريدة من نوعها للحرب، إقامة معرض مقارن للصور بعنوان “من دزفول إلى غزة” يظهر فيه 20 صورة عن مصير الأطفال والمساجد والصلاة ومقاومة الحصار وغيرها”، إنتاج نشيد المقاومة ثنائي اللغة، إقامة مسابقة ثقافية من محتوى كتاب “ألف دزفول”، تكريم العديد من قدامى المحاربين في دزفول وقدامى المحاربين في غزة، أداء برامج متعلقة بالأطفال في المتحف الوطني للثورة الإسلامية والدفاع المقدس، من بين البرامج الأخرى لإحياء ذكرى يوم مقاومة دزفول ونشر كتاب “دور المرأة في دزفول”، إقامة مهرجان شعر المقاومة في طهران.

 

وفي إشارة إلى إصدار 20 كتابا لمؤسسة “4 خرداد” عن مقاومة دزفول، قال دركتانيان: “سيتم إزاحة الستار عن الكتاب الصوتي للشهيدة “عصمت بورعنبري” تحت عنوان “ذكريات عصمت”.

 

كتب عن صمود مدينة الصواريخ

 

في فترة الدفاع المقدس قاومت مدينة دزفول عدوان نظام صدام وصواريخه وأصبحت معروفة بين الدول العربية باسم “مدينة الصواريخ”، وهناك عدة كتب تم تأليفها عن مقاومة أهالي هذه المدينة، فنشير إلى بعضها.

 

“ألف دزفول”

 

 

كتاب “ألف دزفول” هو من أجمل الأعمال حول صمود أهالي مدينة دزفول خلال الحرب المفروضة. في هذا الكتاب تم جمع ذكريات المقاومة الأسطورية لأهالي دزفول خلال السنوات الثماني من الدفاع المقدس. كان “عبد الرضا سلمي نجاد” مسؤولاً عن تحرير هذا الكتاب، كما استخدم المؤلف عددا من الصور لإكمال الكتاب في القسم الأخير.

 

في مقدمة الكتاب، نقرأ: “هذه هي مدينة دزفول، المدينة الخضراء للأردية الحمراء، مدينة الرجال الذين بنوا برؤوسهم الشجاعة والصمود حصناً من الإرادة والإيمان والتصميم. دزفول هي تذكير بملاحم وشجاعة شعبها المرن. الذاكرة التاريخية للأمة الإيرانية تذكر ورقة ذهبية لهذه المدينة في ضميرها ، والتي تفتخر بها …” .

 

“ليالي الهجمات الصاروخية”

 

كتاب “شب هاي موشك باران” أي “ليالي الهجمات الصاروخية؛ ذكريات المقاومة الأسطورية لأهالي دزفول” هو عمل آخر يتعلق بموضوع مقاومة أهالي دزفول، وتم نشر هذا الكتاب من قبل “عظيم محمود زاده شيرازي” و “عبد الرحيم سعيدي راد” في 100 صفحة.

 

في الجملة الأولى من الكتاب، هناك اقتباس من الإمام الخميني(رض)  الذي قال: “لقد اختبرتم يا أهالي دزفول وخرجتم من هذا الإختبار بفخر”. ثم تكتب جملة على النحو التالي: “دزفول اسم مألوف في إيران والعالم. هذه المدينة الجريحة والملحمية معروفة في الدول العربية باسم “مدينة الصواريخ”، وفي إيران كمدينة نموذجية ورمز للمقاومة والصمود”.

 

“سفراء التضحية”

 

 

كتاب “سفيران إيثار” أي “سفراء التضحية؛ مذكرات نساء مدينة المقاومة والصمود في دزفول” هو عمل تصدره منشورات سرير (التابعة لمؤسسة الحفاظ على قيم الدفاع المقدس ونشرها).تجميع  المقابلات لهذا الكتاب هي عمل مشترك بين “رقية آزرنج” و “رقية وهابي دريا كنار”.

 

تم فيه جمع مخطوطات تتعلق بالنساء الناشطات في فترة الدفاع المقدس من مدينة دزفول. بالإضافة إلى ذلك، مقابلات محررو الكتاب.

 

“سر مقاومة وصمود دزفول”

 

 

كتاب “رمز وراز مقاومت وبايداري دزفول” أي “سر مقاومة وصمود دزفول”  هو كتاب جديد آخر (نشر عام 2021) حول موضوع مقاومة أهالي دزفول أثناء الدفاع المقدس، وفيه سرد لـ 2700 يوم من المقاومة في مدينة دزفول، وكيف ضحى أهالي هذه المدينة  بـ 2600 شهيد و4000  من قدامى المحاربين و452 مناضلا من أجل الحرية و  147  مفقودا من أجل أهدافهم ومثلهم العليا.

 

“خطب المقاومة”

 

 

صدر كتاب “خطبه هاي مقاومت” أي “خطب المقاومة: آية الله سيد مجد الدين قاضي دزفولي: تقويم أيام صلاة الجمعة في دزفول خلال فترة الدفاع المقدس”  في عام 2018. كتب هذا الكتاب “سعيد ومحمد حسين درجين” في 376 صفحة.

 

في هذا الكتاب، تم تضمين تقويم صلاة الجمعة أثناء الدفاع المقدس لمدينة دزفول، كما أن العمل مهم تاريخيا لأن المؤلف وصف تاريخ وعصور المقاومة في دزفول. إن وجود قائد الثورة آنذاك في دزفول هو أيضا أحد الأجزاء الهامة في هذا الكتاب. يركز هذا الكتاب على شخصية آية الله سعيد مجد الدين قاضي، إمام الجمعة في دزفول في فترة الدفاع المقدس.

 

كما أن هناك كتب كثيرة مثل “نشيد الصمود” وهو مجموعة قصائد شعرية عن المقاومة، ونشيد المقاومة جاري على الألسن ويسجل في الكتب للأجيال القادمة ويُحتفل به كل عام.

 

المصدر: الوفاق/خاص