وفي هذا الصدد، أكد مؤسس الأمانة الدائمة لمؤتمر السلام وحل النزاعات “علي اكبر عليخاني”، أن اختلاف الآراء والتناقضات والصراعات على المصالح أمر طبيعي في المجتمعات البشرية؛ لافتا الى ان فض النزاعات وحل الخلافات والوصول إلى الاتفاق والتعايش يتطلب تقنيات ومهارات وأساليب خاصة به.
وذكر عليخاني ان هذه التقنيات اصحبت في عالمنا المعقد اليوم، علمية وأكاديمية بالكامل، ويمكن مناقشتها في شكل تخصصات أكاديمية، واجتماعات علمية، ومؤتمرات.
ورأى بانه يجب على المجتمع الإيراني، بكافة المستويات، الأسرية والمحلية والإقليمية والدولية، أن يتبنى نهجا متخصصا ومبنيا على المعرفة لحل النزاعات وتهيئة أجواء سلمية؛ موضحا ان تدريس ومناقشة وفحص هذه التقنيات والمهارات والأساليب الخاصة بالتفاوض والاتفاق وفض النزاعات من خلال مؤتمر السلام وحل النزاعات، يشكل خطوة صغيرة جدا نحو جعل المجتمع العلمي على دراية بهذه القضايا المهمة.
وفي هذا السياق، افاد مؤسس الأمانة الدائمة لمؤتمر السلام وحل النزاعات، ان قسم دراسات غرب آسيا وشمال أفريقيا (الشرق الأوسط)في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران، قد وضع منذ عدة سنوات، قضية دراسات السلام وحل النزاعات على جدول أعماله في ثلاثة محاور ،كالتالي :
الأول – إنشاء مركز دراسات السلام وحل النزاعات،
الثاني – إنشاء برنامج ماجستير في دراسات السلام وحل النزاعات الدولية مع إمكانية استقطاب الطلاب المحليين والأجانب،
الثالث – إنشاء أمانة دائمة للمؤتمر الدولي للسلام وحل النزاعات وعقد هذا المؤتمر سنويا.
واضاف عليخاني، ان انشاء نظام ومركز يتطلب وقتا، وكلاهما مستمر؛م مبينا ان الخطوة التالية التي وصلت إلى مرحلة التنفيذ، هي انعقاد المؤتمر الدولي السنوي للسلام وحل النزاعات والذي يشارك فيه أساتذة وخبراء في مجال السلام وحل النزاعات من جميع أنحاء العالم، وقد عقدت حتى الآن خمس جلسات؛ مشيرا الى ان تنظيم ورش عمل بحثية ومحاكاة حول حل النزاعات يعد برنامجا آخر.
واردف هذا المسؤول، انه من يشارك في تنظيم المؤتمر الدولي لدراسات السلام وحل النزاعات، هم شخصيات أكاديمية محلية ودولية متخصصة في السلام وحل النزاعات، ومنظمة اليونسكو، والجمعية الإيرانية للدراسات العالمية، والجمعية العلمية الإيرانية لدراسات السلام.
وبالاشارة الى ان منهج المؤتمر عملي ويركز على حل المشاكل، اوضح عليخاني ان “عقد المؤتمر سيتم بنهج متعدد التخصصات وفي مجالين رئيسيين؛ دراسات السلام وحل النزاعات، كما ان تقنية الفيديو كونفرانس و المناقشات الجماعية ستغطي مجموعة واسعة من المواضيع والأساليب المتنوعة لدراسات السلام وحل النزاعات”.
واوضح قائلا : ان الهدف الأهم الذي تسعى أمانة المؤتمر الدولي لدراسات السلام وحل النزاعات إلى تحقيقه، هو فهم أفضل لمفاهيم ونظريات السلام وتقديم مبادرات جديدة في الأبعاد النظرية والحلول العملية لحل النزاعات في شكل مقالات مبتكرة وتبادل الخبرات البناءة.
ولفت الى ان هذا المؤتمر انطلق لاول مرة في عام 2019 وأقيم حتى الآن خمس مرات، وسيبدأ المؤتمر السادس بحضور وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا…
كما اشار عليخاني الى انه وبعد حفل الافتتاح، سيقدم المشاركون أوراقهم في قاعتين للعلماء والباحثين، باللغتين الفارسية والإنجليزية. وفي يوم 28 حزيران/يونيو، سيقام حفل الاختتام في الساعة الثالثة بعد الظهر بقاعة الحنانة في كلية الدراسات العالمية؛ مضيفا ان عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة طهران الاستاذ “عباس شيري” سيكون المتحدث الختامي للجلسة الداخلية وسيتطرق الى تطبيق العدالة التصالحية في حل الحروب الأهلية.
واضافكما سيلقي الكلمة الختامية أستاذ دراسات السلام في جامعة جورج ماسون بواشنطن البروفيسور جوبن، وستتمحور حول تحسين المجتمع من خلال العلم والمهارات والأخلاقيات المتعلقة بحل النزاعات.
علاوة على ذلك، سيتم ازاحة الستار عن كتاب “العدالة كصداقة” وسيجرى حوار بين مترجمي الكتاب وهم : محمد هادي طلعتي، ومحمد جعفر أمير محلاتي.
