الأحداث التي تمر خلال الأعوام بل القرون، تترك أثرها في الأنفس، ولكن هناك أحداث تفطر القلوب وباقية على مدى الدهر، الجرائم والظلم الذي تم بحق أهل البيت(ع)، لا تنساه ذاكرة التاريخ أبداً، بل جيل بعد جيل يرثون مصائب أهل البيت(ع)، بلغتهم وفنهم.
يصادف اليوم الثلاثاء 27 مايو/أيار ذكرى إستشهاد جواد الأئمة(ع)، الإمام الذي إشتهر بجوده وكرمه، ولو ان جميع أهل البيت(ع) يتميزون بميزه الجود، ولكن الإمام الجواد(ع)، كان كثير الجود والعطاء حتى أصبح الجود لقبه، فبهذه المناسبة نقدّم نبذة قصيرة من أعمال الفنانين والشعراء حول الإمام الجواد(ع) كأنموذج.
لوحة “جواد الشهيد”
رسم الفنان الإيراني “حسن روح الأمين”، عشية ليلة إستشهاد الإمام الجواد(ع)، لوحة سمّاها “جواد الشهيد” تبلغ أبعادها 100 × 140 سم وقد تم إنشاؤها باستخدام تقنية الزيت على القماش.
كتب “روح الأمين” عن هذا العمل الفني: “هدية للإمام الجواد(ع) على أمل لفتة نظر، ونأمل أن نتمكن بلطف وسخاء السادة الأعزاء من فك عقدة مشاكل شعب إيران العزيز بأيديه المباركة”.
كان هذا الرسام قد أزاح الستار سابقاً عن لوحة “روح الامام الرضا(ع)” بموضوع وداع الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما السلام.
تتميز هذه اللوحة بتركيبة أفقية من منظور الجماليات البصرية، بما أن الوضعية الأفقية للشخصيات واليدين والقدمين والأحذية والجدران حول سطح البيت وما إلى ذلك. كلهم يتبعون نفس الإيقاع أفقياً، هذا النوع من التكوين، الذي يستحضر الحالة الساكنة والموت، خلق جواً ديناميكياً وحيوياً بالتزامن مع حركة أجنحة الطيور.
وجاء في أحد الأحاديث، ان المعتصم العباسي ارسل عصير البرتقال للإمام عن طريق عبده “أشناس”، وقال العبد للإمام: “لقد أعطى الخليفة هذا العصير لمجموعة من النبلاء من بينهم “أحمد بن أبي داوود” و “سعيد بن خضيب” قبلك، وأمرك بالشرب منه أيضا”. وقال الإمام (ع): “أشربه ليلا”، لكن العبد أصر على شربه بارداً، وشرب منه الإمام، واستشهد نتيجة تسميمها.
ولما أثّر السم واستشهد الإمام الجواد(ع) أمرت “أم الفضل” الملعونة بنقل الجسد النبيل إلى سطح البيت بعد استشهاده وتركه في الشمس لمدة ثلاثة أيام، ولكن شوهد أن الطيور والسنونو تتجمع وتبسط أجنحتها كخيمة حتى لا تشرق الشمس على جسد الإمام المقدس الطاهر.
مسلسل “باب المراد”
أما السينمائيون لا يتركون الساحة، فهناك مسلسل تحت عنوان “باب المراد” عن حياة الإمام الجواد(ع)، ويصور المراحل المختلفة لحياة الإمام الجواد(ع)، منذ ولادته في المدينة المنورة، ومرافقة والده في مراحل مختلفة، واستشهاد الإمام الرضا(ع) إلى استشهاد هذا الإمام على يد المعتصم العباسي.
المسلسل وهو إنتاج مشترك لخمس دول هي: سوريا ولبنان والعراق والكويت والبحرين وإيران، من إنتاج شركة كويتية “ميدل آب بروداكشن” في إيران وإخراج “فهد ميري”، تأليف “محمود عبد الكريم” ويضم ممثلين من سوريا والبحرين والكويت والعراق وإيران.
كما غنى “مجيد ميرفخرائي “بصفته مصمم الديكور، وأنشد “محمد أصفهاني” أشعار افتتاحية المسلسل باللغة العربية.
وقال منتج المسلسل “سيد ضياء ضياء الدين”: هذا أول عمل فني يصور حياة الإمام الجواد(ع)، يصور الأحداث التي سبقت حياة الإمام الجواد(ع) والأحداث ، ويظهر هذا المسلسل النضج والمهارات الإنتاجية على مستوى دول المنطقة.
من جهته قال المخرج السوري “فهد ميري”: بعد قراءة هذا السيناريو شعرت أنهم قدموا لي سيناريو قوياً وممتازاً، الإمام الجواد(ع) لديه أفكار واضحة وعفوية للإنسانية، وهذا السيناريو والفيلم غني بمعاني الحب والمودة والسلام في العالم.
وأضاف: “لم يدخر نجوم السينما السوريون واللبنانيون والكويتيون جهدا في إنتاج هذا العمل، كما رحبت المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بإنتاج هذا العمل.
وفي إشارة إلى وجود بعض الممثلين الإيرانيين في هذا المسلسل التلفزيوني، قال ميري: في مراحل إنتاج هذا العمل، لم نشعر أن لدينا لغتين مختلفتين لأن لدينا نفس الهدف واستطعنا المضي قدما في ظل الوحدة.
وتابع ميري: لقد وفرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية جميع التسهيلات لإنتاج هذا العمل لفريق المخرج، بما أنه من أهداف إنتاج هذا العمل أيضاً مواجهة التيارات التكفيرية والمتطرفة ثقافياً في المنطقة، لأننا نريد الأمن والهدوء.
وأضاف: هذا المسلسل كان باللغة العربية، إيران لديها مهارات وقدرات عالية في مجال السينما، وكان مهندسو المسرح والديكور الإيرانيون أحد الأجزاء المهمة في هذا العمل الذي أعطى باب المراد قيمة مضاعفة.
ومن جهته قال “كمال بهرامي” منتج آخر لمسلسل باب المراد: “في هذا المسلسل التلفزيوني، تم استقدام 120 ممثلا، منهم 45 سورياً، و20 لبنانياً، و10 عراقيين، و30 إيرانياً، والباقي كويتيون وبحرينيون، معظم الممثلين الإيرانيين يتحدثون العربية”.
قصيدة رثاء
هناك شعراء كثيرون أيضاً رثوا الإمام الجواد(ع)، منها قصيدة تحت عنوان “يا ابن البتول وحسبي من مآثرها” في رثاء الامام الجواد(ع) لعميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي رضوان الله عليه، وهذا بعض أبياتها:
هيا بنا لربي “الزوراء” نسألها
عـن ثـلتيـن هـما موتى وأحياء
فقد مشت وبني العباس سامرة
في ألف ليلة حيث العيش سراء
تجبك أن ديار الظلم خاوية
وإن للمتقين الخلد ما شاؤوا
ومل الى الكرخ وانظر قبة شمخت
تجاذبتها الثريا فهي شماء
وحي فيها (جواداً) من أنامله
سحابة الفضل والإنعام وكفاء
يا ابن البتول وحسبي من مآثرها
بأنها في مجالي المجد “زهراء”
يا ليت كفاً سقتك السم واهتصرت
نامي شبيبتك الفينان أشلاء
تحش منك نياط القلب ناقعة
من السموم ويبري جسمك الداء
ملقى على السطح لم يحضرك من أحد
تصارع الموت لا ظل ولا ماء
حتى قضيت برغم المجد منفردا
لم يكتنفك أحباء وأبناء.