بهدف دراسة سبل تطوير الصادرات

الشركات المعرفـية الإيرانية تتوجـه نحو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي

الوفاق: عُقِدَت الجلسة الثالثة من سلسلة ندوات "فرصة الغد" بهدف دراسة سبل تطوير صادرات الشركات المعرفية إلى الأسواق المستهدفة، مع التركيز على الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وفي الجلسة الثالثة من سلسلة الندوات المتخصصة “فرصة الغد”، والتي تهدف إلى بحث سبل تنمية صادرات الشركات المعرفية إلى الأسواق المستهدفة، تم هذه المرة التركيز على الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والاتفاقية الموقعة مع هذا الاتحاد، خاصةً مع دولتي روسيا وبيلاروسيا.

 

وتُنظَّم هذه السلسلة من الندوات بدعم من معاونية العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على المعرفة التابعة لرئاسة الجمهورية، ومنظمة تطوير التعاون العلمي والتقني الدولي، حيث توفر منصة لتحليل الأسواق الناشئة وعرض حلول عملية للشركات المعرفية. وقد عُقِدَت جلستان سابقتان من هذه السلسلة ركزتا على دولتي أوزبكستان وإندونيسيا.

 

من جانبه، أكد “حسين روزبه”، رئيس منظمة تطوير التعاون العلمي والتقني الدولي، في إشارة إلى اتفاقية التجارة الحرة بين إيران وأوراسيا، قائلاً: لطالما كان التأخير في تفعيل الاتفاقيات أمراً معتاداً، لكننا ننوي تعريف الشركات بالفرص المتاحة فور التوقيع، حتى لا تضيع هذه الفرص.

 

وأشار، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد لدخول مجال التجارة الحرة بشكل مدروس وواعٍ، إلى أن “الدخول دون استعداد إلى سوق التجارة الحرة قد يكون تهديداً أكثر من كونه فرصة”.

 

 

* تحليل سوق أوراسيا وضرورة وضع مسار تصديري

 

من جانبها، أكّدت “راضية كهنسال”، مديرة ممر تطوير الصادرات وتبادل التكنولوجيا، مشيرةً إلى التعداد السكاني البالغ 180 مليون نسمة في دول الاتحاد الأوراسي، على ضرورة فهم أسواق هذه المنطقة بدقة وتصميم مسار تصديري متكامل للشركات التكنولوجية.

 

* إمكانيات التعاون مع بيلاروسيا

 

من جهته، صرّح “علي رضا صانعي”، سفير إيران في بيلاروسيا، والذي شارك في الندوة عبر تقنية الفيديو كونفرانس: يمكن أن تكون بيلاروسيا بمثابة اقتصاد مكمل لإيران أو على الأقل مورداً استراتيجياً.

 

وأشار صانعي إلى إمكانيات التعاون الاقتصادي قائلاً: تتضمن الفرص المتاحة تصدير المنتجات الزراعية الإيرانية مقابل استيراد الآلات المتطورة من بيلاروسيا، واستيراد أسمدة البوتاس والمنتجات البروتينية من بيلاروسيا كسلع استراتيجية للأمن الغذائي، فضلاً عن تصدير المعادن الإيرانية مقابل الآلات الثقيلة للتعدين، وهي مجرد جزء من هذه الفرص.

 

كما أبرز السفير الإيراني في بيلاروسيا الإمكانات التكنولوجية للبلد المضيف، موضحاً: تمتلك بيلاروسيا حديقة تكنولوجية متطورة هي نتاج مشروع مشترك مع الصين، وتركّز على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات والتكنولوجيا الحيوية.

 

وأكّد على جهود الدبلوماسية الإيرانية لتهيئة البنية التحتية اللازمة لتطوير التعاون في المحاور التالية، مضيفاً: تم اتخاذ خطوات متعددة مثل إنشاء خطوط ائتمانية غير محدودة لتسهيل المعاملات المصرفية، وخفض معدل مخاطر التعاون من 7% إلى حوالي 4-5%، ومشاركة الشركات في المعارض المتخصصة مثل معرض “إكسبو بيلاروسيا” ومعرض صناعة النفط الإيراني، وتسهيل إجراءات التأشيرات وإلغاء متطلباتها بين البلدين، بالإضافة إلى تحديد مشاريع استراتيجية لربط اقتصادي مستدام في إطار تنمية التعاون الدولي.

 

* إمكانيات التعاون مع روسيا وشبكة المستشارين التكنولوجيين

 

إلى ذلك، أشار “دانش دوست”، المستشار التعاون التكنولوجي في سفارة إيران بروسيا، إلى إمكانيات التعاون التكنولوجي مع روسيا قائلاً: تمتلك إيران خبرة تفوق 30 عاماً في التفاعل التكنولوجي مع روسيا، وقد تشكلت حالياً شبكات تعاون جيدة بين البلدين.

 

وأوضح: أن أهم التحديات التي تواجه الشركات المعرفية للنشاط في روسيا تتمثل في “المعاملات المصرفية وعدم معرفة الشركات بالسوق الروسية”، مضيفاً: تعمل حالياً شبكة المستشارين التكنولوجيين في دول روسيا والصين والنمسا والهند، وتتمثل مهمتهم في تحديد الفرص المتاحة وتسهيل التفاعلات التكنولوجية.

 

 

* أوراسيا.. السوق التجاري الأكثر سهولة

 

وأكد “بابائي”، نائب المدير العام لمكتب آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا وأوروبا وأمريكا في منظمة تنمية التجارة، خلال عرضه لإحصائيات حول الوضع التجاري البالغ قيمته ملياري دولار مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على ضرورة إلمام الشركات بأساليب التصدير الحديثة.

 

وأشار بابائي إلى التحديات الرئيسية في مجال التجارة مع منطقة أوراسيا، مع التركيز على أهمية التعرف على معايير المنطقة الأوراسية والالتزام بها، مع إعطاء الأولوية للمعايير الروسية GOST، وأضاف: تجميع الطاقة الإنتاجية للشركات ذات القدرة التصديرية لتلبية متطلبات السوق المستهدف، والاستفادة من الاتفاقيات المصرفية القائمة والمتوسعة مع دول الاتحاد، والتغلب على تحديات النقل والتعاون مع الأطراف البيلاروسية والروسية، وفهم الثقافة التجارية وأنماط الاستهلاك في الدول المستهدفة، والسعي لعرض القدرات الوطنية من خلال المشاركة في المعارض التجارية الأوراسية والاستفادة من المنصات الدولية للبيع عبر الإنترنت من ضروريات التصدير الناجح في هذه المنطقة.

 

 

* أول اتفاقية تجارية تفضيلية دولية وفق المعايير العالمية

 

وفي السياق، أكد “ميرهادي سيدي” كبير المفاوضين في الاتفاقيات التجارية ومستشار الشؤون الدولية في منظمة تنمية التجارة، خلال كلمته حول اتفاقية إيران مع أوراسيا والفرص الناتجة عنها: 80% من السلع القابلة للتبادل بين إيران ودول أوراسيا أصبحت الآن مشمولة بأسعار جمركية تفضيلية أو صفرية، وهذا يعني عدم دفع 50 مليار دولار من تكاليف الجمارك سنوياً لدخول السلع من إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهي فرصة كبيرة وضعتها الدولة تحت تصرف العاملين في المجالين التجاري والاقتصادي.

 

كما قام “أكبربور” المستشار الاقتصادي الإيراني في أرمينيا، و”رجائية” مدير بيت الابتكار والتكنولوجيا الإيراني في موسكو، و”حسيني نجاد” مدير القاعدة التصديرية الإيرانية في سانت بطرسبرغ، بشرح الإمكانيات الاقتصادية والتكنولوجية المتاحة.

 

 

* من التجربة إلى الحلول

 

وفي ختام الندوة، عُقدت جلسة نقاش متخصصة بحضور عدد من الشركات المعرفية.

 

وخلال هذه الجلسة، قدَّمت أبرز الشركات المصدرة تجاربها العملية في التصدير إلى دول أوراسيا، مع عرض العقبات التي تواجهها ومقترحات عملية لتحسين العمليات. كما تم في قسم الأسئلة والأجوبة مناقشة استفسارات ومشكلات الشركات المدعوة وطرح الحلول المناسبة لها.

 

المصدر: الوفاق