تبرز القواسم المشتركة والأواصر العريقة

إيران وعمان.. جذور ثقافية وتاريخية مشتركة

بابكي نجاد: مستوى إقبال العمانيين على الأنشطة الثقافية الإيرانية جيد جداً وتم تأسيس معهد لتعليم اللغة الفارسية في مسقط.

الثقافة أجمل جسر للتواصل بين البلدان، ولغة الثقافة بمختلف أنواعها من الفن والأدب، أسهل وأفضل طريقة للتواصل، فكيف الحال عندما تكون هناك قواسم ثقافية ودينية وتاريخية مشتركة، بجذورها التي تعود إلى عقود متمادية؟

 

هذا ما يَصدُق على العلاقات الثقافية الإيرانية العمانية.

 

قام الرئيس مسعود بزشكيان بزيارة هذا البلد المضياف والشقيق بدعوة رسمية من السلطان “هيثم بن طارق آل سعيد”، وتم في هذه الزيارة التوقيع على 18 وثيقة تعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فبهذه المناسبة نتطرق إلى بعض العلاقات الثقافية الإيرانية العمانية.

 

علاقات تاريخية حضارية راسخة

 

منذ أكثر من خمسة عقود وطّدت العلاقات الدبلوماسية بين ايران وسلطنة عمان، ووثقت الروابط التاريخية بين البلدين شراكاتها على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، ومع كل المتغيرات في المنطقة في ملفات عديدة تبرز أهمية العلاقة بين البلدين، هذه العلاقة المتينة مبنية على أسس تاريخية وحضارية يحملها البلدان منذ القدم، وتبرز العلاقات الثقافية الإيرانية – العمانية القواسم المشتركة والأواصر العريقة بين شعبي البلدين الشقيقين، مؤكدة على أهمية التواصل الثقافي الذي بدا واضحا خلال الفترة الماضية وترسيخاً لهذه الجهود الهادفة نحو تعزيز تلك العلاقات الثقافية والرقي بها نحو الأمام، في المجالات الثقافية في عمومها والتعاونات العلمية والجامعية والفنية والسينمائية والصناعات اليدوية والتعاون الإعلامي والسياحي والشبابي والرياضي وغيرها.

 

ايران وعُمان نحو تعزيز العلاقات الثقافية

 

وفي هذا السياق أكد الملحق الثقافي الإيراني في سلطنة عُمان “مرتضى بابكي نجاد” في حوار سابق مع “الوفاق” على تعزيز العلاقات بين البلدين، وأعلن عن عرض الأفلام الإيرانية مثل أنيميشن “الفتى الدولفيني”، وعروض موسيقية، وغيرها من الأعمال الفنية.

 

وقال: هناك علاقات جيدة جداً للمستشارية الثقافية مع جمعية السينما العمانية، مستوى إقبال العمانيين على الأنشطة الثقافية الإيرانية جيد جداً، وهناك شركات إنتاج أفلام سينمائية في مجال الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة، قمنا بتقديمها للجانب العماني، وتم توقيع عقود جيدة في هذا المجال.

 

ضرورة التعاون الثقافي في المسرح والسينما

 

كما أكد المخرج العماني “يوسف البلوشي” أيضاً في حوار سابق مع “الوفاق” على ضرورة التعاون الثقافي الإيراني والعماني في المسرح والسينما، وقال: نخطط للعمل المشترك إن شاء الله، والعروض المشتركة مهمة جداً، وأيضاً التعاون والتبادل الفني بين المخرجين والكتّاب، وفرق التصوير، وغيرها.

 

مركز تعليم اللغة الفارسية

 

ونظراً للقواسم المشتركة بين اللغتين الفارسية والعربية إضافة إلى دور اللغة في بسط الثقافة الإسلامية لما للغة من دور مهم في توطيد العلاقات الثقافية وتمتين عرى الصداقة وترسيخ جذور التعارف والأخوة بين البلدين، فقد تم في عام 2009 توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس معهد لتعليم اللغة الفارسية في مسقط وقد استقطب المعهد المئات من محبي اللغة الفارسية خلال السنوات الماضية، ويهدف إلى التعريف بملامح اللغة الفارسية والمشتركات بين اللغتين العربية والفارسية والتدريب على مهارات الأدب الفارسي وصرف الأفعال وصياغة الجمل في الفارسية والقراءة والاستيعاب بالإضافة إلى التعريف بثقافة اللغة الفارسية والميزات المختلفة بين اللغتين.

 

ترجمة الكتب

 

يقوم البلدان بترجمة الكتب بعضهما لبعض، كما أننا نشهد في السنوات الأخيرة ترجمة العديد من الكتب الفارسية الى اللغة العربية وبالعكس، كما أن سلطنة عمان كانت ضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب عام 2022، وكل عام تشارك في هذا المعارض، وكذلك الإيرانيون يشاركون في معرض عمان الدولي للكتاب.

 

الصناعات اليدوية

 

أما الصناعات اليدوية الإيرانية ذائعة الصيت في مختلف أنحاء العالم، فهي لا تستثني سلطنة عمان، يتبادل البلدان الخبرات في مجال “الصناعات اليدوية والمهن التقليدية” حيث يشارك الفنانون الإيرانيون ومن مختلف الحرف والصناعات اليدوية في المعارض التي تُقام في سلطنة عمان حيث كانت الصناعات اليدوية والفنون التشكيلية جسراً للتواصل، وإيران من الدول المتقدمة في مجال الحرف والمهن التقليدية.

 

الفنون التشكيلية

 

هناك معارض وورشات تعليمية إيرانية تقام في سلطنة عمان، تجذب إقبال العمانيين، كما يمكن ذكر إقامة معرض تشكيلي إفتراضي للفنان الإيراني “حسن یادكارزاده” الذي يعتبر من أبرز الفنانين الإيرانيين وله مجالات مختلفة كرسام ومصمم ونحات تشكيلي، وقد شارك في العديد من المحافل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. كما نُظّم معرضاً فنياً بعنوان “إمرأة” للفنانة التشكيلية الإيرانية “سيما سردارزهي” التي تسبر في أعمالها أغوار النفس البشرية وخاصة ما يتعلق بالمرأة، وقضاياها وحالاتها في سياق المجتمع، بأسلوب تعبيري تلتقط لحظات الدهشة والجمال في عالم المرأة من زوايا مختلفة وعميقة، كما أقيم أيضاً معرضاً مخصصاً للفنانة التشكيلية الإيرانية “نرجس حيدري”.

 

معرض خط “النستعليق”

كما أقام الخطاط الإيراني “محمد كشتكار” معرض لخط “النستعليق” وهو مخصص لهذا الخط وتضمن العديد من المحاور، منها تاريخ خط النستعليق والفروقات بين مدارسه المختلفة، وأنواع القوالب لتشكيل لوحة خطية.

 

المصدر: الوفاق