النائب الأول لرئيس الجمهورية خلال مؤتمر حماية الأنهار الجليدية الدولي:

تحويل تحدّيات المياه إلى فرص عبر تعزيز التعاون الدولي

أشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى إنجازات إيران في دمج المعرفة المحلية والتقنيات المتقدمة في إدارة المياه، مؤكداً على أن العالم يحتاج إلى حلول مبتكرة وعادلة لمنع التوترات الاجتماعية والهجرة القسرية وعدم استقرار سبل عيش المجتمعات المحلية، ويمكن ذلك في تحويل تحديات المياه إلى فرص عبر تعزيز التعاون الدولي.

وخلال مؤتمر حماية الأنهار الجليدية الدولي، الذي استضافته العاصمة الطاجيكية دوشنبه، رأى الدكتور محمد رضا عارف أن العالم المتحضر في القرن الحادي والعشرين يواجه اليوم قضية معقدة، وهي القمع الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب المظلوم والأبرياء في غزة، لافتاً إلى أنه من المؤسف أن مؤسسات حقوق الإنسان، رغم واجبها، التزمت الصمت إزاء هذه الأفعال الوحشية.

 

وتابع في هذا السياق: إنه من المناسب أن تتفاعل كافة المؤسسات ونخب العالم بشكل موحد مع هذا السلوك البربري وتدينه، وتجد السبيل للتوصل إلى وقف إطلاق نار منطقي ومعقول يحترم حقوق الشعب المظلوم في غزة.

 

واعتبر عارف إن العالم يواجه تحديات ثلاث تتمثل في أزمات تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث البيئي؛ موضحاً إن هذه التحديات قد تؤثر على العمليات البيئية بطرق مختلفة وتضر بصحة الإنسان والبيئة؛ مضيفاً: إن الأنهار الجليدية، باعتبارها مصادر خفية للمياه العذبة، تشكل كنزاً ثميناً لسكان الأرض، وحمايتها ستضمن الأمن المائي.

 

وأشاد الدكتور عارف بالإجراءات التي تم التوافق عليها في المؤتمر، مثل توحيد جهود المجتمع الدولي لتطوير استراتيجيات فعالة لحماية الأنهار الجليدية كهدف رئيسي لهذا المؤتمر، اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن “عام حماية الأنهار الجليدية” بناء على اقتراح الرئيس المحترم لطاجيكستان، واعتماد القرار الذي يعلن الأعوام من 2025 – 2034 لدعم علوم الغلاف الجليدي.

 

كما أفاد النائب الأول لرئيس الجمهورية بأن إيران قد أنشأت، باعتبارها واحدة من أقدم الحضارات في العالم، نظاماً تقليدياً خاصاً لإدارة المياه على مدى آلاف السنين، خاصة خلال أوقات ندرة المياه؛ مضيفاً: إن إنشاء القنوات أو الشبكات الجوفية لنقل المياه دون تبخر، أو شبكات الري، أو تخزين المياه، يعد من بين الحلول التي تقوم عليها الحضارة الإيرانية.

 

واستطرد عارف قائلاً: اليوم، نجحت إيران في خلق جسر بين النظامين التقليدي والحديث في إدارة المياه من خلال الجمع بين المعرفة المحلية والتقنيات المتقدمة؛

 

وبالإضافة إلى الحفاظ على الهياكل التاريخية باعتبارها تراثاً ثقافياً وبنية تحتية قابلة للاستغلال، قمنا بتنفيذ مشاريع تطوير واسعة النطاق تشمل بناء السدود، وأنظمة الري الحديثة المدعومة بتقنيات متقدمة، وتكنولوجيا إعادة التدوير، ومحطات تحلية المياه.

 

وأكد عارف على أن العالم يحتاج إلى حلول مبتكرة وعادلة في مجال إدارة المياه؛ موضحاً: إنه يجب أن تمنع هذه الحلول التوترات الاجتماعية والهجرة القسرية وغير المستدامة، وتحويل التحديات القائمة إلى فرص، وضمان الأمن المائي للجميع.

 

وختم النائب الأول لرئيس الجمهورية كلمته قائلاً: من خلال تعزيز التعاون الدولي، يمكننا تحويل هذا التحدي إلى فرصة وبناء مستقبل حيث تدعم الإدارة المستدامة للمياه المجتمعات المزدهرة، وأنظمة الغذاء المستدامة، والنظم البيئية الصحية في جميع أنحاء العالم.

 

لا شيء يحول دون المزيد من توسيع العلاقات مع دوشنبه

 

والتقى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف، الخميس، رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، ليؤكد أن لا شيء يحول دون المزيد من توسيع العلاقات بين طهران ودوشنبه.

 

وأشار الدكتور عارف إلى أوجه الإشتراك الحضاري والثقافي والتاريخي واللغوي بين إيران وطاجيكستان، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاهزة تماماً للتعاون المشترك لإيجاد وتعزيز المراكز العلمية والبحثية وأكاديميات البلدين، وكذلك تطوير التعاون العلمي والثقافي والتكنولوجي بينهما.

 

واعتبر طاجيكستان بأنها بلد صديق وشقيق لإيران، مبلغاً تحيات الرئيس بزشكيان لنظيره الطاجيكي.

 

أما رئيس طاجيكستان، فقد عبر عن ارتياحه لتنامي التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وقال: إن إلغاء التأشيرات يسهم في تطوير السياحة؛ مشدداً على ضرورة تكريم التقاليد التاريخية والحضارية المشتركة للشعبين.

 

وأعرب إمام علي رحمان عن شكره لعارف لزيارته دوشنبه والمشاركة في المؤتمر الدولي لحماية الأنهار الجليدية. وأعرب الطرفان، في اللقاء، عن رضاهما للتعاون والدعم المتبادل لأحدهما الآخر في الأوساط الإقليمية والدولية.

 

تبادل 4 مذكرات تفاهم للتعاون المشترك

 

هذا وتبادلت إيران وطاجيكستان، الخميس، برعاية النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا عارف، ورئيس وزراء طاجيكستان قاهر رسول زاده، 4 مذكرات تفاهم للتعاون المشترك.

 

وتبادلت مذكرات التفاهم بين مؤسسة العمل والضمان الاجتماعي الإيرانية ومؤسسة بحوث العمل الطاجيكية، وأخرى تخص تنفيذ مشروع تأسيس مركز التكنولوجيات الإيرانية والطاجيكستانية، ومذكرة تفاهم بشأن سكك الحديد، وأخرى تسوية المستحقات لشركة “فراب” الإيرانية من وزارة الطاقة الطاجيكستانية. كما وقع الطرفان البيان المشترك للنائب الأول رئيس الجمهورية ورئيس وزراء طاجيكستان.

 

دعم التعاون بين القطاعين الخاصين

 

كما شدد النائب الأول لرئيس الجمهورية على ضرورة دعم الحكومتين الإيرانية والطاجيكستانية للقطاع الخاص بالبلدين بهدف تمتين التعاون بينهما.

 

وتفقد عارف، الخميس، مصنع “تالكو كابل” الذي يوفر القطاع الخاص الإيراني القسم الرئيسي من مواده الأولية ومعداته ومكائنه. ورافق عارف في الزيارة، نائب رئيس وزراء طاجيكستان ووزير الصناعة والتكنولوجيا فيها.

 

تعزيز مكانة “إيكو” في المنطقة

 

إلى ذلك، أكد عارف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتعزيز التعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” لتحقيق نشاط استثنائي يليق بالدول الأعضاء، وأشار إلى أن متغيرات الظروف العالمية والإقليمية تتطلب تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، حيث يجب أن تكون “إيكو” في طليعة هذه الجهود.

 

وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية، خلال لقائه صباح الجمعة، مع الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي “إيكو” أسد مجيد خان، أن مركزية “إيكو” في طهران تفرض على إيران مسؤولية كبيرة، معربًا عن اعتقاده بضرورة لعب دور أكبر لتنشيط المنظمة.

 

وأشار إلى أن القواسم المشتركة الحضارية والدينية والتاريخية تمثل السمة الأبرز لأعضاء المنظمة، مؤكدًا أن التواجد في إحدى دول “إيكو” يشبه التواجد في الوطن الأم، مما يمهد الطريق لنهضة تنموية شاملة.

 

وحدّد الدكتور عارف ثلاثة مجالات رئيسية لتعميق التعاون، وهي: إتفاقيات التجارة الحرة، النقل، والتقنيات المتقدمة، معتبرًا وضع أنظمة للتجارة الحرة ضرورة ملحّة لتعزيز التبادل التجاري بين الأعضاء في إطار ودّي.

 

وفي الختام، أكد عارف على أهمية التعاون الودي غير التنافسي بين الأعضاء، مع إعلان استضافة إيران للاجتماعات الوزارية والتخصصية لـ”إيكو”.

 

مباحثات مع رئيس وزراء باكستان

 

كما التقى الدكتور محمد رضا عارف، على هامش المؤتمر، مع شهباز شريف رئيس وزراء باكستان. وأجرى الطرفان مباحثات حول علاقات البلدين.

 

وأعرب رئيس وزراء باكستان، خلال هذا اللقاء، عن تقديره لحسن ضيافة حكومة وشعب إيران خلال زيارته الأخيرة إلى طهران. كما أكد الجانبان على أهمية مواصلة مسؤولي البلدين الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية التي تقوم على القواسم التاريخية والثقافية المشتركة.

 

وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وصل صباح الخميس إلى دوشنبه على رأس وفد رفيع بدعوة من رئيس الوزراء الطاجيكستاني، وشارك في المؤتمر الدولي لحماية الأنهار الجليدية.

 

المصدر: الوفاق/ خاص