تمر الأيام كالسحاب والسنون تمضي بسرعة البرق، فنحن على أعتاب ذكرى رحيل مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني(رض)، الشخصية الكاريزمية العظيمة والذي قراءة حياته بعد أربعة عقود من انتصار الثورة الإسلامية، لا تزال من الضرورات الثقافية والإجتماعية.
إن قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، خلال زيارة لمعرض طهران الدولي للكتاب في العام الماضي، أشار إلى حاجة الشباب إلى قراءة الكتب والتعريف بالشخصيات قائلا: “الإمام الخميني(رض) شخصية بارزة فريدة من نوعها في التاريخ، ويتبادر في الذهن سؤال هو كم عدد الكتب التي كتبناها عنه؟ ماذا كتبنا؟ هذا مهم جداً، يجب القيام بهذه الأمور على احسن وجه”.
في ذكرى رحيل الإمام الخميني(رض) نشهد إقامة حملة “روح الله” وكذلك نشر تقريظ قائد الثورة الإسلامية على كتاب “روح الله”، الذي هو سرد وثائقي عن حياة الإمام الخميني(رض)، كتبه “هادي حكيميان” في إطار “رواية” وفيلم وثائقي، فبهذه المناسبة نتطرق إلى هذا الكتاب من خلال نشر نبذة عن الحوار الذي أجراه موقع KHAMENEI.IR مع مؤلف الكتاب “هادي حكيميان” والمخرج السينمائي القدير “بهروز أفخمي” حول الكتاب.
تقريظ قائد الثورة لكتاب “روح الله”
اعلنت مؤسسة الثورة الاسلامية البحثية الثقافية أنها ستنشر تقريظ قائد الثورة لكتاب “روح الله” غداً الأحد 1 يونيو/حزيران، في مراسم تكريم فن وادب الثورة الاسلامية في اجتماع علمي وبحثي.
يذكر ان كتاب “روح الله” هو رواية وثائقية عن حياة الامام الخميني (رض) وضعه هادي حكيميان في 412 صفحة، وأصدرته دار نشر “مدينة الأدب”.
الحافز على تأليف الكتاب
مؤلف الكتاب “هادي حكيميان” كاتب من مدينة “يزد” درس التاريخ وعن فكرة كتابة هذا الكتاب ومميزاته، قال: إنه عندما صادفت وثيقة نصيحة الإمام الخميني(رض) لرجال الدين في يزد حول انتخابات الفترة السابعة عشرة عام 1952، خلقت الشرارة الأولى لكتابة الكتاب في ذهني. كان هذا الحدث هو الدافع التحفيزي لي لإكمال البحث، من ناحية أخرى، عندما كان قائد الثورة في أوائل التسعينيات مهتماً بخطر “تشويه شخصية الإمام(رض) “، قررت كتابة فيلم وثائقي لإظهار الوجه الحقيقي للإمام الخميني(رض).
سرد رواية حياة الإمام الخميني(رض)
وأضاف حكيميان: لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن قمت بمرحلة تدوين الملاحظات وعملها البحثي، لكنني لم أدخل في الكتابة، لقد أجريت دراسة عامة، وبما أن الأعمال الأكاديمية ذات قيمة علمية بحتة، ولكن في النهاية يمكنها التواصل إلى عدد محدود من الجماهير. لقد مررت بهذه التجربة من قبل.
لقد اختبرت ذلك سابقاً ورأيت أن الروايات لديها قدرة أكبر بكثير على جذب الجمهور ونطاق أكبر من مجرد العمل البحثي. لهذا السبب فكرت في أن أفعل الشيء نفسه حيال شخصية الإمام الخميني(رض) عمل سردي، لكنه وثائقي.
وتابع حكيميان: ما كان يدور في ذهني هو في الغالب الخطاب مع الشباب والطلاب، وخاصة الجيل الذي لم يعرف الموضوع بصورة صحيحة، ومن أجل جذب الشباب، اخترت هذا الشكل السردي ورواية القصص، لأن الوضع تغير في الإعلام مع ظهور الهواتف المحمولة والإنترنت. جمهور اليوم لا يقضي وقتا في قراءة الكتب. إذا كان الكتاب يحتوي على وضع القصة والسرد، فمن الأسهل على الجمهور قراءته ويسهل التواصل معه.
إجابة على أسئلة
وفيما يتعلق بالأسئلة التي يسعى هذا الكتاب إلى الإجابة عليها، قال حكيميان: يسعى كتاب “روح الله” إلى الإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية: أولا، ما هي الحاجة إلى الثورة في إيران عام 1979. في السنوات الأخيرة، رأينا أننا نواجه تشويه الثورة وحتى تشويه شخصية الإمام(رض). كما أشار قائد الثورة في خطابه في يونيو 2015 إلى أهمية هذه المسألة، وهي نقطة مهمة جدا. لماذا حدثت الثورة ولماذا كانت هناك حاجة لثورة في إيران؟
السؤال التالي هو: لماذا يجب أن يكون لهذه الثورة طابع ديني؟ لأنه كانت لدينا تيارات أخرى، مثل التيارات الليبرالية والقوميين وحتى التيارات اليسارية في ذلك الوقت، والتي كانت قوية جدا. كان العالم لا يزال ثنائي القطب وكان هناك الاتحاد السوفيتي، وكان الماركسيون والشيوعيون يدعون أيضاً لذلك، فإن السؤال الثاني هو: لماذا يجب أن تكون هذه الثورة دينية؟
السؤال الثالث هو لماذا كان أحد أهم مكونات هذه الثورة منذ البداية هو معاداة الغرب ومعاداة أمريكا؟ ولماذا يجب الحفاظ على هذا البعد من معاداة الغرب ومعاداة أمريكا حتى يومنا هذا؟ في الواقع، من خلال هذا التعريف للأحزاب، من الواضح أن الثورة كان لها طابع ديني.
وأخيراً قال مؤلف الكتاب: يحتوي هذا الكتاب على وثيقتين مهمتين لم تنشرا حتى الآن. إحدى هذه الوثائق تتعلق بانتخابات الفترة السابعة عشرة، والتي جرت في عهد الدكتور مصدق عام 1953.
الوثيقة الأخرى من عام 1948. في هذا العام، عندما يعلن الكيان الصهيوني وجوده، يحاول رجال الدين في قم وطهران الرد عليه.
كتاب “روح الله” مرجع لصناعة الأفلام
من جهة أخرى تناول المخرج السينمائي “بهروز أفخمي” ضرورة صنع أعمال فنية عن الإمام الخميني(رض)، مزايا الكتاب الروائي “روح الله” كمرجع لإنتاج وصناعة أفلام عن حياة مفجر الثورة الإسلامية.
ويعتبر الكتاب مهم جداً، وقال: ما كتبه “هادي حكيميان” نفسه يمكن الدفاع عنه وذو مصداقية تماما. أعتقد أنه عندما يصنع فيلم جاد عن قصة الإمام الخميني(رض)، فليس مثلي انا، ركزت أكثر على طفولته، بل مثل شخص يريد أن يصنع فيلماً روائياً طويلا، مثلا فيلم مدته عشر ساعات أو اثنتي عشرة ساعة، سواء على شكل مسلسل تلفزيوني أو على شكل أفلام سبق أن صنعها سيكون كتاب السيد حكيميان هذا هو المرجع الرئيسي، أي أن لدينا الآن مرجعاً وسيرة ذاتية موثوقة عن الإمام الخميني(رض).
نثر الكتاب ينقل شعوراً خاصاً
ويتابع أفخمي: نثر الكتاب جيد جداً. انه محكم وينقل شعورا خاصا. أينما يتعلق الأمر بالسرد، فإن روايته حية وذات مغزى. بالطبع، في الأماكن التي لا يروي فيها الوثائق ويشير إلى الأحداث التي حدثت بالفعل استخدم أيضا نصوص الآخرين. في بعض الأماكن، تم سردها بشكل مباشر، مما يجعل أصالة الكتاب أكثر مصداقية . ولكن عندما يظهر ككاتب، لديه نثر قوي وقصة مقنعة يكون الامر مهما.
وأضاف: كان جانب الإهتمام بالنسبة لي هو أن المؤلف تجرأ على محاولة فهم شخصية الإمام المعقدة والمذهلة للغاية.
وهناك عنصر سينمائي في بنية الكتاب يمكن التعبير عنه في إطار فيلم، وهو وصول سيارة الإمام الخميني(رض) بعد ظهر يوم 3 يونيو، وسط الحشد الذي ملأ الشوارع، والأجواء الأمنية التي صورها، واختفاء السافاكي على ما يبدو ومغادرة المشهد خوفا، والحشد في الشارع مستعد للإشتباك مع عناصر الأمن، كلها سينمائية للغاية. لقد صنع مشهدا سينمائيا مثيرا للإعجاب.كتاب “روح الله” مناسب للنخب والمؤرخين والمهتمين بالدراسة في هذه المجالات. يمكن استخدام هذا الكتاب كمرجع موثوق.
انطلاق حملة “روح الله”
عشية الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رض)، أقام موقع نشر تراث قائد الثورة الإسلامية، حملة “روح الله” التي تدعو جميع الناشطين والمنظمات الثقافية للمشاركة في هذه الفعالية من خلال عقد اجتماعات واحتفالات وبرامج مختلفة في المساجد والمدارس والجامعات وغيرها.
من خلال التسجيل في الموقع يمكنكم إقامة فعالية ثقافية في مسجدكم أو منظمتكم، إلى جانب منظمات ثقافية أخرى في جميع أنحاء البلاد، تحت عنوان “روح الله”، بالإضافة إلى التعبير والتعريف بحياة وشخصية مؤسس الثورة الإسلامية العظيم الإمام الخميني(رض)، ويمكنك تقديم كتاب “روح الله” كأحدث كتاب أشاد به الإمام الخامنئي. كما يمكنكم الإطلاع على التقرير المصور للبرنامج وإرساله لنا أو نشره في الفضاء الإلكتروني باستخدام هاشتاغ “خط به خط با روح الله” أي “سطر بسطر مع روح الله”.