ومع الإعلان عن مقتل «أبو الوليد»، احتشدت عشرات العناصر من تلك الفصائل أمام مقرّ الأمن العام في المدينة، ورفعوا شعارات تطالب بالقصاص من الدّروز، بذريعة وقوع الكمين في منطقة تقطنها أغلبية درزية في ريف دمشق، وسط تَرداد هتافات طائفية ضدّ هؤلاء.
كما أقدم عناصر من الجماعات نفسها على إضرام النار في محال تجارية وأملاك خاصة في مساكن رأس النبع، تعود إلى أهالي قرية أمبيا في جبل الشيخ، مهدّدين بـ«الانتقام» لمقتل أبو الوليد، من دون التثبّت من ملابسات الحادثة، في ظل إطلاق نار كثيف في الهواء، وتهيئة الأجواء لمواجهات عسكرية في المنطقة. كذلك، شهدت قطنا تنفيذ حملات دهم وتفتيش من قِبل عناصر الفصائل الرديفة، استهدفت عدداً من منازل أبناء الطائفة الدّرزية في المدينة ومحيطها، وأفضتْ إلى اعتقال ستة شبّان، بينهم أربعة دون سن الثامنة عشرة، ما أثار حالة من الخوف والقلق لدى السكان.
ودفعت هذه التطورات بعدد من أبناء الطائفة إلى مغادرة المدينة في اتّجاه العاصمة دمشق وجرمانا وقرى في السويداء، خشية تكرار أعمال انتقامية على غرار ما جرى في جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا قبل نحو شهر.
وكانت الفصائل أعلنت استنفارها مع اتّهام مسلّحين من الطائفة الدّرزية بالقيام بالكمين، رغم أن «وكالة الأنباء السورية» (سانا) أكّدت نقلاً عن مصدر أمني، أنّ «إحدى الوحدات من قوى الأمن رصدت شحنة من المخدرات قادمة من لبنان في اتجاه قرى جبل الشيخ في ريف دمشق، واشتبكتْ مع أصحابها قرب قرية العيسم، ممّا أسفر عن مقتل عنصر من الأمن واعتقال اثنين من المهرّبين».