وأشارت «رويترز» إلى أن الوفد السوري في تلك المحادثات رأَسه “أحمد الدالاتي” حينما كان يشغل منصب محافظ القنيطرة، قبل أن يُنقل إلى منصب قائد الأمن الداخلي في السويداء، بعد منحه رتبة عميد من جانب الحكومة. ورغم أن دالاتي نفى بشكل قاطع مشاركته «في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي»، إلا أنه لم ينفِ أصل انعقاد تلك الجلسات.
إذ قال في حديثه إلى وسائل إعلام محسوبة على نظام الجولاني: «أُشدّد على أن موقف الجمهورية العربية السورية ثابت وواضح حيال هذا الموضوع، فالقيادة السورية تواصل القيام بكل الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة»، في ما قد يُفهم منه أن القيادة الجديدة تعتبر التفاوض مع إسرائيل حقاً مشروعاً، خصوصاً في ظلّ غياب توصيف الكيان بـ«الاحتلال» أو «العدو» في خطابها الرسمي والإعلامي.
وبالعودة إلى ما نشرته «رويترز» عن المفاوضات، فهي أشارت إلى أنه من المتوقع أن تفضي إلى «تفاهمات أوسع»، من دون إيراد تفاصيل عن طبيعة هذه التفاهمات. لكن ما يجري على الأرض يشي بأن الاحتلال غير معنيّ بالخروج من المناطق السورية التي دخلها عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، لا بل إنه يواصل توسّعه فيها عبر البدء بإنشاء نقطة عسكرية جديدة في واحدة من التلال القريبة من قاعدة قرص النفل، شمال بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي، والتي تمنع قوات الاحتلال منذ عدّة أيام سكانها من الوصول إلى نبع عين التينة، الذي يعدّ المصدر الأساس لمياه الشرب، بعد إقامتها حاجزاً بالقرب من نقطة قديمة لـ«قوات حفظ السلام الدولية» (يندوف).
كذلك، تفيد مصادر أهلية من البلدة بأن العدو اعتقل قبل أيام ثلاثة شباناً من الطائفة الدرزية من دون الكشف عن مصيرهم حتى الآن؛ كما اعتقل، خلال مداهمة نفذها جنوده الإثنين الماضي، شابَين آخرين من بلدة الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة، لم يُعرف مصيرهما هما أيضاً.