نسج “الكيوة”.. تذكار وفن تقليدي من إيران القديمة

ترتبط الثقافة والفن الإيراني بالصناعات والحرف اليدوية، كما يرتبط جزء كبير من السياحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بها.

 

 

إن الصناعات والحرف اليدوية تجاوزت حدود إيران منذ قرون واكتسبت شهرة عالمية. من السجاد الإيراني المشهور عالميا إلى الأقمشة المنسوجة بالذهب في العصر الساساني.

 

ويعد هذا الفن (نسج الكيوة) جزءا من هوية إيران وله أهمية كبيرة للسياحة فيها.

 

تعد الصناعات والحرف اليدوية في مدينة “يزد” بالإضافة إلى الحفاظ على الذكريات، وسيلة للتفاعل الثقافي والتعرف على عادات وتقاليد المنطقة، وأساسا للصداقة الوطنية والدولية. وفي هذا الصدد، يقوم العديد من السياح بشراء “الكيوة” كعمل يدوي وهدية لأصدقائهم.

 

“الكيوة” واحدة من أكثر الحرف اليدوية إثارة للاهتمام وقيمة للفنانين الإيرانيين

 

هذا الحذاء القديم الذي كان يستخدم على نطاق واسع خاصة في فصل الصيف، أصبح الآن جميلاً ومتنوعاً وله تصاميم عديدة حتى أنه لا يزال له الكثير من المتقدمين ويحظى بشعبية كبيرة في فصلي الربيع والصيف.

 

إن إنتاج “الكيوة” في منطقة “أبركوه” له تاريخ طويل، وكان سكانها منخرطين في هذه المهنة لفترة طويلة.

 

تم نسج هذا النوع من “الكيوة” في منطقة “أبركوه” الواقعة بين محافظتي “يزد” و”فارس”. وتعد مدينة “أبركوه” التاريخية، التي تبلغ مساحتها 5641 كيلومترا مربعا، إحدى مدن محافظة “يزد”، وتقع في الجنوب الغربي لهذه المحافظة، وقد حظي هذا الفن بشعبية كبيرة بين جميع سكان هذه المدينة.

 

تاريخ نسج “الكيوة”

 

إن تاريخ صناعة نسج “الكيوة” في النصوص الفارسية غير واضح فيما يتعلق بمتى استخدمت كلمتي (الكيوة) و(الملكي)، أو ما إذا كانت هاتين الكلمتين تستخدمان عادة كمصطلحات مثل حذاء القدم، القدم الجلدية، والنعل، وما إلى ذلك، حتى القرن الثامن الهجري. وقد تم استخدامها في القرن الأول قبل الميلاد، وحتى استخدم “ناصر خسرو القبادياني البلخي (1004 – 1088 م)” الرحالة والشاعر والفيلسوف الفارسي كلمة “صانع الأحذية” في كتاب رحلاته، لكنه لا يفسرها.

 

إن “الكيوة” هو حذاء إيراني تقليدي، والجزء العلوي منه منسوج من خيوط قطنية ومخيط بالجلد إلى قاعدة جلدية أو بلاستيكية وقماشية. وبناءً على هذا التعريف، فإن “الكيوة” تحتوي على نفس المواد والقوام تقريبا، ولكنها تختلف من منطقة إلى أخرى من حيث الشكل والخياطة.

 

“الكيوة” تعني “ارتداء” وهو حذاء قطني والجزء العلوي منه منسوج من خيوط ونعله مقطوع ومخيط من جلد البقر أو الجمل.

 

“الكيوة” هي حذاء قديم ومريح يتناسب مع مناخ إيران المعتدل. ولقد تم صنعه، بالطبع، بجهد كبير وهو نتاج جهود العديد من الرجال والنساء، الذين حاولوا فنياً وبفنهم وأذواقهم وبالطبع مهارتهم الكبيرة، ابتكروا حذاء، بخصائصه مثل كونه باردا وخفيفا وقابلا للغسل، وتم قبوله بين الناس مثل القرويين والمزارعين وتم استخدامه لسنوات عديدة.

 

يتم تصنيع هذه الأحذية من أبسط المواد وباستخدام أبسط الطرق. وتستغرق عملية صنع وإنتاج “الكيوة” حوالي يومين، ويمكن تلخيصها في أربع مراحل: صناعة الجلد، النسيج العلوي، أرضية ونسج “الكيوة”.

 

تلوين “الكيوة”

 

إن الألوان المستخدمة في صناعة “الكيوة” هي الأزرق، الأحمر، الأبيض، العظمي، والألوان الزرقاء والحمراء المستخدمة في أرضية “الكيوة”.

 

لقد استطاع هذا الفن التقليدي، بفضل براعة فناني هذه المنطقة، أن يجذب العديد من السياح والمعجبين.

 

 

المصدر: وكالات