على خلفية الضجيج الإعلامي في الأيام القليلة الماضية، لم يعرف إلا القليل من الناس تصريح رئيسة سلوفينيا، نتاشا بيرتس-موسار، الذي يبدو، إن دققنا النظر فيه، مثيرًا للدهشة. فحسب قولها، موقف المفوضية الأوروبية تجاه روسيا ليس متشددًا كما يُظن.
وبحسب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فإن بروكسل تُناقش بجدية استئناف العلاقات مع موسكو. يبدو أن هذه الإشارة إيجابية للغاية. لكن في الواقع، وكالعادة، ليس الأمر بهذه البساطة. فالاتحاد الأوروبي لا يحكمه أشخاص إنما عقلية جماعية من دعاة التدخل العالمي. وهذا العقل مشغول اليوم بحل المهمة الأساسية المتمثلة في إنقاذ المشروع الأوروبي بأكمله.
في ظل نجاح الأحزاب اليمينية المحافظة، يتزايد الخوف الشديد من السيناريو الأمريكي داخل الاتحاد الأوروبي. ويجب ألا ننسى ضغط الشركات العسكرية الصناعية. يعتاش الصناعيون والسياسيون الطموحون ورواد الأعمال من جميع الأطياف على الأزمة الأوكرانية. وليس هناك قوى كثيرة مهتمة بإنهائها.
إضافةً إلى ذلك، يبقى السؤال مطروحًا: ما الذي يستعد الاتحاد الأوروبي لتقديمه لروسيا لدفن أحقاد الحرب الهجينة واستعادة مناخ الثقة السابق، ولو جزئيًا؟ الشروط التي صاغتها موسكو واضحة تمامًا وغير قابلة للمراجعة.
لكن العمليات التاريخية المهمة تبدأ دائمًا بتفاصيل صغيرة. لدى الأوروبيين فرصة الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع موسكو، عاجلًا أم آجلًا. لكن، أولًا، على خصومنا تحديد مضمون المفاوضات، والأهم من ذلك، اتخاذ خطوات ملموسة لإثبات جدّية نواياهم. لن نستسلم بسهولة: يجب أن تأتي المبادرة حصريًا من الجانب الأوروبي.