المتخصّصة في القانون الدولي الدكتورة "لونا فرحات" للوفاق:

المشروع الصهيوني مشروع دولي.. وهناك تواطؤ عالمي ضدّ غزة

خاص الوفاق: أكدت المتخصّصة في القانون الدولي والباحثة في العلوم القانونية والإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتورة لونا فرحات، في حوار خاص مع الوفاق، أن المشروع الصهيوني هو مشروع دولي، وهناك تواطؤ عالمي ضد غزة، وضد القضية الفلسطينية، والكيان الصهيوني ينفذ القرارات.

حمید مهدوي راد

 

وقالت الدكتورة فرحات: أعتقد أن الاحتلال الصهيوني لم يتمكن من تحقيق أهدافه خلال بضعة أشهر، فالموضوع خرج عن السيطرة وبات تحدي أمام الكيان الصهيوني، والآن الدول الأوروبية استوعبت أن ما يجري هو إبادة، وبدأت تتحدث عن العقوبات، وبدأت تتحدث عن إنهاء الشراكة مع كيان الإحتلال، وبدأت تتحسس من الموضوع، لأنه أخذ وقتاً طويلاً وبدأت الأمور تتكشف أكثر.

 

منع الاحتلال الصهيوني مما يقوم به من إبادة

 

وقالت الأستاذة في الجامعة اللبنانية: إن ما يفعله الكيان الصهيوني هو إبادة، والدول والحكومات الأوروبية تتحمل نتائج الكارثة الإنسانية، خصوصاً أن هناك ضغطا ًشعبياً داخل الدول الأوروبية؛ ولكن لماذا تستمر؟ لأنه ليس هناك قوة عسكرية دولية تمنع الاحتلال الصهيوني مما يقوم به.

 

وأضافت: أتحدث هنا من ناحية القانون الدولي، في القانون الدولي هناك نظرية باسم “مسؤولية الحماية”، وقد وُضعت هذه النظرية لتبرير التدخل العسكري دون إذن مجلس الأمن في حال وجود إبادة جماعية وخطر حقيقي على الأفراد أو على الجماعات.

 

وأوضحت الدكتورة فرحات: للأسف أن هذه النظرية لم تُفَعّل في حالة فلسطين، ونعلم لماذا! لأن الهدف هو ليس التسوية، الكيان الصهيوني لم يقبل حتى إتفاقية أوسلو، ورفضها لكن تظاهر بقبولها في المضمون؛ عندما تقرأ إتفاقية أوسلو ترى كلها جاءت من أجل دفن فكرة دولة فلسطينية مستقلة؛ ولكن الآن ماذا يحدث في الضفة الغربية؟ الكيان الصهيوني ينوي إعلان “إسرائيل الكبرى” حسب زعمه بضم الضفة الغربية، ويقول بأنه ليس هناك ضفة غربية، ليس هناك ما يسمى دولة فلسطينية لأنه لا وجود للفلسطينيين، ولا يعترف بالفلسطينيين، ويريد إنشاء “الدولة الكبرى”، ولا وجود فيها للفلسطينيين، حتى العرب المتواجدين في أراضي عام 1948 سيأتي الدور عليهم لاحقاً لأن المطلوب بالنسبة للصهاينة هو “دولة يهودية صافية” حسب زعمهم، لذلك أعتقد بأن الكيان الصهيوني يرى بأن هذه هي فرصته الأخيرة، وما حدث في 7 أكتوبر دمر مقولة؛ أن “إسرائيل” هي البلد الآمن، وحدود مستعمراتها آمنة، ولا يمكن أحد أن يتسلل إليها، وكسرت 7 أكتوبر هذه المقولة ولم تعد موجودة، وهي الآن تستغل عدوانها لتحقيق هدفها، أضف إلى ذلك هناك مشروع الغاز وهو مشروع دولي لم يستفد منه الاحتلال، فمن سيستفيد من خط الغاز هو أيضاً هو متواطؤ على غزة.

 

 

 

أمريكا الداعم الأساسي للصهاينة

 

وقالت الباحثة في العلوم القانونيّة والإنسانيّة في الجامعة اللبنانية: الهدف من البداية هو تأسيس ما يسمى بـ”دولة إسرائيل” حسب زعمهم والداعم الأساسي له أمريكا.

 

وأضافت: اليوم الاحتلال يكرر النموذج الأمريكي في فلسطين، حيث نرى في التاريخ؛ أن أمريكا قامت أساساً على إبادة السكان الأصليين الموجودين في أمريكا قبل وصول كولومبوس، وأبادوا أصحاب الأرض هناك ووعدوهم بأن يقيموا لهم دولة، وكانوا في كل مرة يخدعونهم ويقتلونهم ونشروا بينهم الطاعون وقتلوهم بكل أنواع القتل، ثم أعلنوا الاستقلال عن التاج البريطاني، وأعلنوا دولتهم تماماً كما حدث في فلسطين.

 

تكرار النموذج الأمريكي

 

وأوضحت المتخصّصة في القانون الدولي: في نموذج فلسطين هجّرو اليهود الأوروبيين إلى فلسطين وقتلوا أصحاب الأرض منذ عام 1947، وبدأت المجازر المتنقلة في القرى الفلسطينية في شمال فلسطين وصولاً إلى الساحل ثم أعلنوا الاستقلال؛ لكن استقلال عن مَن؟ عن الانتداب البريطاني أو عن الوصاية البريطانية، ومنذ ذلك الوقت يتم تصفية الفلسطينيين تدريجياً وذلك باعتراف الرئيس الأمريكي في تلك الفترة والذي قال بالحرف الواحدة: لا يمكن إبادة الفلسطينيين الآن وسنفعل ذلك تدريجياً؛ ونحقق هذا الحلم الأمريكي الصهيوني خلال 100 عام.

 

واختتمت الدكتورة فرحات الحوار قائلة: لا يمكن تخيل الانفصال بين أمريكا والكيان الصهيوني، وهذا المشروع منذ التأسيس يتم دعمه من جانب أمريكا سياسياً وعسكرياً، وهو النموذج الثاني أو النسخة الثانية من الولايات المتحدة.

 

 

المصدر: الوفاق خاص