إحياء الخط الإسلامي

“الخط الأحمر”.. إحياء فنّ الخط على القماش بالتركيز على محرّم وفلسطين

خاص الوفاق: فن النقش والخط على القماش أفضل طريقة لنقل التفاسير الدينية وإظهار مجد كلمات وأحوال أهل البيت(ع).

يعتبر الخط والكتابة على القماش فناً إسلامياً قديماً وهو أحد الأسس القوية للفن الإيراني الذي  هُمّش تدريجياً في السنوات الأخيرة وحظي باهتمام أقل في العصر الرقمي. لكن النقش على القماش الذي هو مزيج من الجرافيك والخط، يُعتبر نهجا جديدا لهذا الفن، واستطاع جذب انتباه العديد من الشباب إلى الفن الإيراني الأصيل.

 

خط ملتزم

 

لقد عانى الخط الإسلامي، باعتباره أحد أهم الفنون الإيرانية الإسلامية الأساسية، من نوع من العزلة والنسيان في العصر الرقمي. ومع ذلك، فإن النقش بمزيجه الإبداعي من الخط والجرافيك، فتح طريقاً جديداً لهذا الفن للعودة إلى المشهد العام.

 

“الخط الأحمر”

 

في نهاية السنة الهجرية القمرية وعلى أعتاب شهر محرم وتزامناً مع تصاعد الإهتمام بالمفاهيم الدينية والإسلامية، أقيم أول حدث طلابي وطني في إيران تحت عنوان “الخط الأحمر”، خلال الفترة من 27-30 مايو الماضي، في طهران بمجمع “13 آبان” الثقافي، أي “وكر التجسس الأمريكي سابقا”، وكان ذلك بهدف إحياء فن الخط والنقش الإسلامي الأصيل.

 

 

استمر هذا الحدث الثقافي ثلاثة أيام، وركّز على إنشاء لوحات ورايات مخطوطة بموضوع محرم ومقاومة الشعب الفلسطيني. شارك فيه أكثر من 100 طالب جامعي، بتوجيه من 10 مرشدين فنيين وبحضور أربعة أساتذة بارزين في مجال الخط والكتابة على القماش، أدى هذا البرنامج إلى إنشاء حوالي 100 عمل فني فريد من نوعه، وسيتم عرض هذه الأعمال في مجالس وجامعات البلاد خلال أيام شهري محرم وصفر.

 

نقل المفاهيم الدينية والطقوسية

 

واشار أمين عام هذا الحدث الثقافي “بهنام كردلو” إلى أهمية نقل المفاهيم الطقوسية من خلال الفن الإيراني الأصيل، قائلاً: هدفنا هو إنشاء شبكة ديناميكية من الطلاب الخطاطين وإحياء تقليد كتابة النقوش في سياق الفن الإسلامي الملتزم. ولاحياء هذا الفن نحتاج إلى إعادة تعريفه وتمثيله في الفضاء الثقافي المعاصر.

 

وفي إشارة إلى أهمية فن الخط في نقل المفاهيم الدينية والطقوسية، قال “كردلو”: كلنا ندرك حقيقة أن المفاهيم السامية والرائعة لا يمكن تقديمها للجمهور إلا في شكل فن لتكون دائمة ومؤثرة. فن النقش والخط على القماش هو أفضل طريقة لنقل التفسيرات الدينية وإظهار مجد كلمات وأحوال أهل البيت(ع). الخط الجميل الذي هو نتاج سنوات من الجهد من قبل فنان، عندما يتم عرضه في شكل نقوش ورايات، يتضاعف تأثيره.

 

 

وتابع “كردلو”: إن هذه الفعالية هي بداية إنشاء شبكة فنية للطلاب الجامعيين، لعرض النقوش والأعمال الطلابية في جميع أنحاء البلاد، وبعون الله سيستمر هذا الحراك، ونعتزم أن يتمكن الطلاب الفنانون في سياق نادي الخط الطلابي من عرض أفكارهم وإبداعاتهم على شكل نقوش ورايات في مختلف المناسبات الوطنية والدينية في جامعاتهم.

 

إنتفاضة الفن

 

وفي نفس السياق قال مساعد رئيس منظمة التعبئة الطلابية في الشؤون الفنية “سيد مسعود برهيزكاري”: فعالية “الخط الأحمر” هي استمرار لسلسلة من الفعاليات الفنية التي هي من نشاطات التعبئة الطلابية، والتي أقيمت في مختلف المجالات على مدار العام أو العامين الماضيين، ومن بين هذه الفعاليات يمكننا أن نذكر “انتفاضة الفن”، وهي دعوة للفنانين للإنتفاضة ضد الإضطهاد والظلم.

 

وتابع “برهيزكاري”: وفقاً لتقويم هذا العام، ستقام فعالية “الخط الأحمر” كل عام شهر واحد قبل محرم. أما الأعمال المعروضة في هذا الحدث فقد أنتجت بأبعاد وخامات مختلفة.

 

من الحركة الجماعية إلى التدفق الفني

 

وبحسب منظّمي هذا الحدث الثقافي، فإن “الخط الأحمر” هو جزء من الخطة الكبرى لقوات التعبئة الطلابية لإنشاء نواد ٍوتم عقد جلسة فنية في مختلف التخصصات، والتي من المفترض أن تساعد في تحديد وتمكين الطلاب الموهوبين في مجال الفن وربطهم بأساتذة بارزين.

 

واستمرارا لهذا المسار، سيتم استخدام الأعمال التي تم إنشاؤها في هذا الحدث في ثلاثة أماكن: في الجامعات والهيئات الطلابية خلال شهر محرم، في مجمّع “13 آبان” الثقافي، وعرض ثلاثة أعمال عظيمة كرمز لحركة المقاومة، وبموضوع “فلسطين”، “غزة”، وشعار “هيهات من الذلّة”، على مسار المشاة في شارع “طالقاني” بطهران، أمام وكر التجسس الأمريكي.كما سيتم إتاحة ملفات الأعمال “سواء كانت رقمية أو يدوية” للجمهور، حتى تتمكن الجامعات والمجالس المذهبية في جميع أنحاء البلاد من استخدامها بالمناسبات الدينية.

 

ندوات متخصصة وورش عمل

 

وعلى هامش الفعالية عقدت ندوات متخصصة بحضور أساتذة ومعرض للأعمال المتميزة وورش عمل تدريبية مكثفة. ووفر هذا الحدث الثقافي فرصة لنقل الخبرات وتبادل الأفكار وتحسين المستوى الفني والمضموني للطلبة الجامعيين.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص