بيوت الإمام الخميني(رض) وجهة سياحية للزوار

الإمام الخميني(رض) خلال فترة حياته كان يعيش في مدينتي خمين ومدينة قم المقدسة. يُعتبر بيت الإمام الخميني(رض) من المباني المهمة في مدينة خمين

عاش الإمام الخميني(رض)، في اماكن مختلفة طوال حياته. بعض هذه الاماكن اصبحت معالم تاريخية يزورها الناس يوميًا. ومن أهم سماتها نسيجها العريق وعمارتها الجذابة التي تجذب انتباه كل من يراها.

 

الإمام الخميني(رض) خلال فترة حياته كان يعيش في مدينتي خمين ومدينة قم المقدسة. يُعتبر بيت الإمام الخميني(رض) من المباني المهمة في مدينة خمين، وله تاريخ سياسي واجتماعي خاص. يعود بناء هذا المنزل إلى فترة القاجار ويتميز بعمارة جميلة وفريدة من نوعها، وهناك بيت آخر له في العاصمة طهران، في جماران، والذي يُعتبر من المعالم السياحية في طهران، وحالياً أصبح هذا البيت مع الحفاظ على الوسائل الشخصية للإمام الخميني(رض) متحفًا، ويعتبر واحدًا من المعالم السياحية في طهران، حيث يزوره المهتمون. وفيما يلي وصف بعض الاماكن التي كان يعيش فيها الإمام الخميني(رض):

 

بيت الإمام (رض) في جماران

 

 

تبدأ طهران من سفح سلسلة جبال البرز وتمتد على الاراضي الواقعة بين الجبل والهضبة.. وتلقي التعرجات الصخرية لجبال البرز، التي تتضح معالمها اكثر في دماوند وتوجال، بظلالها على مدينة الشمس ..

 

العمارة التي تشهدها حالياً قرية جماران، الإرث المتبقي من بساتين طهران في العصر الصفوي، تجسد مدى التداخل بين الأصالة والحداثة.لازال النسيج القديم لقرية جماران، بجدرانها الصخرية وحيطانها الطينية، يطل عبر نافذة الابراج السكنية والعمارة الحديثة، وتتعالى من بين ثنايا أزقتها الضيقة المغطاة بالأشجار، موسيقى زقزقة العصافير وهديل الطيور.

 

الإمام الخميني(رض)، الذي كان يملك قلباً بطهارة البحر وروحاً بصلابة الجبل ورسوخه، إتخذ من هذه القرية مقراً له. وكان نبع كلامه الزلال يجري من سفح جبال البرز كل يوم، ليمنح الصحاري اليابسة والعطشى بركة الماء والحياة.. وقرر الإقامة في قرية جماران استجابة لنصيحة الأطباء، والنزول في بيت يلتصق فناؤه بالجدار الخلفي لحسينية جماران.

 

بيت الإمام الذي تم استئجاره، عبارة عن مبنى آجري متواضع ذي باحة تقدر مساحتها بـ (40) متراً مربعاً تقريباً، تلتصق بالحائط الخلفي لحسينية جماران. وقد وضع جسر مؤقت يصل شرفة البيت المطلة على الباحة بالشرفة ـ المنصة ـ داخل الحسينية، يسلكه الإمام للذهاب الى الحسينية ..

 

يذكر أن سماحة الإمام(رض) استقر في هذا المنزل عام 1980م.

 

إن الجدران الآجرية المنخفضة، والباحة المتواضعة، والشرفة الصغيرة؛ أضحت موضعاً تحوم فيه فراشات شمعة جماران. وراحت جدران حسينية جماران واعمدتها تجد طريقها الى واجهات وسائل الإعلام في القارات الخمس عبر عدسات مراسليها.

 

وكان قد فُتح باب يوصل باحة بيت الإمام (رض) المتواضعة بالشرفة داخل الحسينية. وكانت شمس جماران تطل من الشرفة السامقة كل صباح، على الشجرة الوارفة لأيادي عشاقها ومريديها.

 

ترتفع شرفة الحسينية مترين تقريباً عن سطح الأرض، وتفضي ـ عبر بوابة صغيرة ـ الى باحة بيت الإمام(رض).. وفي الشرفة ثمة سندان يستند اليهما الإمام: (كلمة الله هي العليا) والكرسي، يحفظ الأول روحه والآخر جسده.

 

تضم غرفة استقبال الإمام، كنبة متواضعة ورف جداري بسيط، وتفضي الى غرفة أخرى، وهما بمثابة مكتب الإمام والمكان الذي يلتقي فيه زائريه. وكان الكثير من المسؤولين المحليين والأجانب يلتقون هلال شهر جماران في هذا المكان.

 

كانت النخب السياسية والدينية في العالم  تطوي ارتفاعات ازقة جماران لرؤية طلته الرحمانية، وهم يلتقطون انفاسهم بصعوبة، واضعين أيديهم في يد رجل لا يرى غير يد الله تعالى هادياً له.

 

حافظت حسينية جماران، التي يتجاوز عمرها نحو مائة وأربعين عاماً بنوافذها وبوابتها المقوسة الشكل، على بساطة أعمدتها الفولاذية وسقفها وجدرانها بإصرار من الإمام الخميني(رض). وقد غطى أرضيتها سجاد تم تأمينه من النذورات التي يتقدم بها الناس. وكانت نوافذ الحسينية المقوسة وبوابتها المشبكة والكبيرة نسبياً، تختفي أحياناً وسط اعصار حشود عشاق الإمام ومريديه.

 

بيت  الإمام (رض) في مدينة قم المقدسة

 

 

 

خلال فترة إقامته بمدينة قم المقدسة، يعتبر بيته الواقع في محلة (يخجال قاضي) الاكثر شهرة ويحظى بزيارة وتفقد الجميع.. اشترى الإمام(رض) البيت الواقع في محلة يخجال قاضي في عام 1956م وقبل هذا البيت لم يكن الإمام يملك منزلاً في مدينة قم المقدسة. وكان سماحته يقيم في هذا المنزل المتواضع حتى الايام والساعات الأخيرة من وجوده بمدينة قم المقدسة. وكان قد تم تأمين ثمن شراء هذا المنزل (ثلاثة عشر ألف تومان) الذي تبلغ مساحته ثلاثمائة متر مربع تقريباً، من بيع عقار كان قد ورثه عن أبيه في مدينة خمين. وإثر نفي الامام الى تركيا، ومن ثم انتقال سماحته الى مدينة النجف الاشرف في العراق والتحاق أفراد أسرته به، وضع البيت تحت تصرف آية الله بسنديدة شقيق الإمام (رض).

 

بقي المنزل الواقع في يخجال قاضي، بعد انتصار الثورة وانتقال سماحة الإمام الى مدينة قم المقدسة، في حسرة لقاء صاحبه ومالكه من جديد، لأن الازقة الضيقة التي يقع فيها المنزل لم تكن تستوعب هذا الكم الهائل من عشاق الإمام(رض) ومحبيه الذين كانوا يتوافدون للقاء سماحته.لأنه بعد وصول الإمام الى ايران وانتقاله الى مدينة قم المقدسة، اقترح المرحوم آية الله اشراقي (صهر الإمام) على سماحته أن يقيم في بيت واقع في الجنوب الشرقي من جسر الحجتية. بيد أن هذا البيت ايضاً لم يكن يستوعب هذه الاعداد الضخمة التي كانت تتوافد للقاء الإمام وتحيته. ولهذا تم اختيار بيت آخر مجاور لبيت السيد اشراقي وكان يعود الى آية الله محمد يزدي، لإقامة الإمام(رض)، فيما تم تخصيص بيت السيد اشراقي بمثابة مكتب لسماحة الإمام(رض) .

 

القسم الخارجي من منزل يخجال قاضي كان يضم حجرة كبيرة كانت على مدى سنوات مكاناً لاستضافة زوار سماحة الإمام وتلامذته. وعلى الرغم من أن هذا البيت كان يعتبر واسعاً من حيث المساحة مقارنة ببيوت قم الأخرى، إلاّ أنه كان في غاية البساطة وخال من مظاهر الزينة والترف.. أن هذا البيت البسيط المتواضع، يعتبر نموذجاً لبساطة وعصامية رجل عاش عزيزاً طوال عمره وانتقل الى العالم الآخر بكل اطمئنان .

 

بيت سماحة الامام الخميني(رض) لم يكن مكاناً للسكنى فحسب، وإنما مركزاً لتذليل معاناة الناس، ومقراً للمضي قُدماً بالثورة الاسلامية، ومكتباً للأمور الشرعية والعبادية الخاصة بالناس.. فحيناً يتحول الى فصل للدراسة، وحيناً قاعدة للثورة، وحيناً يمارس دوره بمثابة مسجد وحسينية..

 

بيت الإمام(رض) في مدينة خمين

 

 

تعد مدينة خمين من توابع المحافظة المركزية على أساس التقسيمات الإدارية للبلاد وتبعد عن حدود المحافظة 7 كيلومترات وعن طهران 290 كيلومتراً. وتسمى بـ«كمره» سابقاً تقع في ملتقى الجبال والصحراء، من الشمال تحدها مدينة «أراك» و«كلبايكان» جنوباً و«اليكودرز» غرباً و«محلات» شرقاً. مساحتها 2025 كم مربع وترتفع بمقدار 2073 عن مستوى البحر ويبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة حسب الإحصاء العام لسنة 1375 هـ.ش.

 

وبعد مضي ما يقارب القرنين من الزمن، لا يزال بيت سماحة الإمام الخميني(رض) في مدينة خمين موضع تقدير وإعجاب الناس وتعتبر هذه العمارة الواقعة على حافة صحراء إيران المترامية الأطراف ركيزة شعبية ورمزاً لمكافحة الظلم والتمييز العنصري الذي كانت تمارسه الحكومات الملكية المستبدة والجائرة.

 

يمكن ان نلمس بوضوح من منظر أحد الأبراج العالية والذي يقع في زاوية إحدى الفناءات الأربعة، الشعور بالذود عن شعب اعزل كان عرضة لتهديد موجات من الظلم و الإرهاب الرسمي و الشعبي.

 

على خلاف أسلوب بناء البيوت الإيرانية القديمة، فإنه ليست لأية من الفناءات في هذه العمارة دوراً مركزياً يمكن تحديدها من العمارة بنظرة واحدة، ومن خلال نظرة مباشرة لهذه العمارة نلاحظ  الأجزاء التالية:

 

1- جلو خان: قسم واسع على شكل معطوف داخلياً يستقر بجانب الممر والباب الأصلي.

 

2- قسم الدخول الرئيسي: يقع الباب الرئيسي للمنزل في «بيشخان» وهذا الباب له مصراعان ولكل مصراع عدة أخشاب طويلة وضخمة.

 

3- هشتي: بعد الدخول من الباب الذي يقع قبل الطاق يوجد قسم مغلق تماماً يسمى هشتي.

 

4- الرواق: بعد اجتياز ما يسمى هشتي، يوجد ممر طويل ومظلم و ضيق يسمى دالان والذي يمنع الدخول المفاجئ إلى العمارة.

 

5- الفناء: مجموعة بيوت تضم أربعة فناءات كبيرة وصغيرة ومفروشة بالأحجار وتحتوي على حديقة صغيرة وغدير للماء. الفناء الداخلي للسيد الحاج مصطفى (والد الإمام والذي اصبح ملكاً لآية الله السيد بسنديدة).

 

والفناء البري للحاج السيد مصطفى وهو مكان خاص للتدريس والجلسات الدينية واستقبال الضيوف. والفناء الذي ورثه الإمام الخميني(رض) من أجداده.

 

6- الغرف: شيدت غرف العمارة بأشكال لها ثلاثة وخمسة أبواب ولها قاعة وتقع هذه الغرف بصورة  متفرقة وفي عدة أماكن من العمارة ويستفاد من بعضها في الشتاء ومن بعضها في الصيف.

 

في الوقت الحاضر تعتبر هذه المجموعة السكنية بمثابة مركز تاريخي و يستقبل على مدار السنة الكثير من الزائرين والمحققين والباحثين بالإضافة إلى محبي واتباع الإمام الخميني(رض).

 

 

المصدر: موقع الامام الخميني(رض)